لفظت العروس تغريد أباظة أنفاسها الأخيرة بعد ساعات قليلة من زفافها، في مشهد مُبكٍ وحزين. أيقظت عريسها صباح “ليلة الدخلة” لتخبره بشعورها بالإجهاد الشديد، لتنتهي حياتها في الحال وترحل “عروس الجنة” من دنيا الفناء إلى عالم البقاء، وسط صدمة ودهشة الجميع، وفي ظروف غامضة تحولت على أثرها منصات التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء بعد تهاني الفرح.
عروس الجنة
القصة المأساوية دارت فصولها عندما أُقيم حفل زفاف العروسين في ليلة من أجمل ليالي العمر التي تنتظرها أي فتاة بفارغ الصبر، وسط جو من البهجة وفرحة الأهل والمعازيم، والذين قاموا بالتعبير عن سعادتهم خلال تلك الساعات بالرقص وترديد الأغاني على أنغام الموسيقى والطبول، دون أن يدرك أحد ما يخفيه لهم القدر من هموم وأحزان مدمرة لأحلام وطموحات العروس “تغريد” وشريك العمر.

ليلة العمر
بمجرد الانتهاء من الزفاف والتوجه للفندق لقضاء ليلتهما السعيدة حسب الاتفاق، شعرت العروس في الساعات الأولى من الصباح بإرهاق وإجهاد شديد، اضطرها لإيقاظ “نصفها الآخر” في رحلة الحياة لتخبره بكلمات متقطعة بالإعياء الذي تعاني منه، ليسرع في لهفة وانهيار محاولاً إسعافها، لكن القدر كان أسرع منه، ولفظت أنفاسها الأخيرة في أحضانه بعد “شهقة” الموت، بطريقة لا يستوعبها عقل، وكأن ما حدث كابوس مزعج يصعب تصديقه.
نهاية تغريد
أسرع العريس بالاستغاثة بمن حوله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أملاً في اللحاق بها وأن تكون على قيد الحياة، لكن المحاولات باءت بالفشل، واكتشف الأطباء موتها المفاجئ، وربما يكون نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية. ليحضر الأهل من كل مكان في حالة فزع وانهيار شديد، غير مصدقين ما حدث. فقد كانوا يستعدون لزيارتها في “الصباحية” ثاني يوم الزفاف واستقبالها بزغاريد الفرح، فكيف تكون جنازتها للقبر بعد ساعات من ارتداء الفستان الأبيض، وكأنه كان حفل وداع!
التواصل الاجتماعي
خلال دقائق من الخبر الحزين والإعلان عن ميعاد الجنازة والدفن “لعروس الجنة” تغريد طلبة أباظة بمقابر الأسرة بالقاهرة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء بكلمات تُدمي القلوب حسرة وحزناً من الأهل والأحباب على فتاة كانت تحظى بحب واحترام الجميع، الذين تسابقوا على وداعها والدعاء لها بالرحمة والمغفرة وأن تكون “عروس الجنة” التي خطفها القدر قبل أن تكتمل فرحتها وسعادتها كما خططت لها ورسمتها لنفسها.










