فى ظل انتهاك ميليشيا الدعم السريع للهدنة التى اقترحتها اللجنة «الرباعية الدولية» بقيادة الولايات المتحدة، لا توجد مؤشرات على أرض الواقع بأن الحرب المستمرة منذ عامين، والتى قضت على معظم مقدرات البلاد، تقترب من نهايتها، وذلك على الرغم من تأكيد واشنطن بصمود الهدنة.
أكد مسئول رفيع فى البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تواصل العمل مع شركائها الدوليين، فى مصر، والإمارات،والسعودية «أعضاء اللجنة الرباعية» من أجل معالجة الأزمة الإنسانية الراهنة والتحديات السياسية على المدى الطويل.
وشدد المسئول الأمريكى على أن بلاده تشارك بنشاط فى الجهود الرامية لتحقيق حل سلمى للنزاع فى السودان.
لكن المشهد على الأرض يبدو أكثر تعقيدا، لا سيما بعد تحذير الأمم المتحدة على لسان المفوض السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك، من تصعيد مرتقب فى كردفان.
وبحسب المنظمة الأممية، لا يوجد حتى الآن مؤشر على خفض التصعيد، وسط استعدادات واضحة لمعارك جديدة.
فى هذا الصدد، قال تورك إن هناك حشدا واضحا لمعارك جديدة فى هذه المنطقة الإستراتيجية، التى تقع بين الخرطوم التابعة لسيطرة الجيش، وإقليم دارفور الخاضع للدعم السريع.
وأكد تورك أن المدنيين المحاصرين يُمنعون من مغادرة الفاشرمن جانب الدعم السريع، مضيفاً فى بيان: «أخشى أن تستمر الفظائع البشعة مثل الإعدامات التعسفية والاغتصاب والعنف بدوافع عرقية داخل المدينة».
وأشار أيضاً إلى أن طرق الخروج لمن يتمكنون من الفرار كانت مسرحا «لقسوة لا تُصدق»، محذراً من الأحداث الجارية فى كردفان».
على ما يبدو – بحسب التقارير الأجنبية – تريد ميليشيا الدعم السريع بعد سيطرتها على الفاشر فى أواخر أكتوبر الماضي، أن تتجه شرقا نحو الخرطوم وكردفان الغنية بالنفط.
الجدير بالذكر أن الدعم السريع التى تخوض حربا مع الجيش السودانى منذ أبريل 2023، كانت قد أبدت موافقتها مؤخراً على مقترح هدنة إنسانية قدمه الوسطاء الدوليون، حيث يترقب السودانيون نهاية للصراع الدموي، وسط الجهود الدولية الساعية لوقف نزيف الدماء والمعاناة الإنسانية المتفاقمة.
وتواجه ميليشيا الدعم السريع اتهامات بارتكاب عمليات قتل جماعى ونهب وعنف جنسى فى الفاشر بعد أن سيطروا عليها، الأمر الذى يثير مخاوف من تقسيم السودان بين شرق وغرب.
على الصعيد الميداني، أكدت مصادر ميدانية من الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب السودان، استمرار تدفق النازحين من المناطق المحيطة بالمدينة نحو منطقة طويلة تضم أكثر من مليون نازح.
وكشفت وسائل إعلام أجنبية أنه خلال الأيام الماضية يواجه النازحون من الفاشر إلى منطقة الطينة على الحدود مع دولة تشاد، ظروفا إنسانية قاسية حيث تعرض بعضهم لإصابات فى البطن والرأس وتم إيواؤهم داخل معسكرات اللجوء، فيما استقبلت مدينة الدبة بالولاية الشمالية نحو عشرة آلاف نازح، منذ تفاقم الأوضاع بالفاشر، والعدد مرشح للارتفاع.
كما وثقت مصادر مطلعة وصول نحو خمسة آلاف نازح من مدينة بارا بولاية شمال كردفان إلى مدينة الأبيض بعد اقتحام الدعم السريع لبارا.









