مع التحركات الأمريكية نحو ملف السودان وتزايد الصراع بين طرفى الأزمة وظهوره جليا بمنطقة دارفور وغيرها من التحديات التى تواجه الدوله المصرية نجد انفسنا امام مجموعه من التساؤلات سوف نحاول الإجابة عليها بشكل مبسط ودون الخوض فى التفاصيل لماذا تحرص امريكا على التعامل مع الملف السودانى ،الان وبقوه وفاعليه -المشكلة انها لم تعتبر ان الدعم السريع ميلشيا متمرده عن الجيش الوطنى السودانى وحاولت ان تمسك العصا من المنتصف كما يقولون -لم تظهر منذ بداية الازمه بين الجيش السودانى المؤسسه الشرعيه للبلاد، وبين مليشيا الدعم السريع واكتفت على مدار هذه الفتره بعقد سلسلة من اللقاءات مع ممثلين من طرفى الصراع الذى ترك آثاره المؤسفه على ابناء السودان ،دون التحرك بشكل إيجابى يحسم المسأله بالتعاون مع القوى الاقليميه والفاعلة فى هذا الملف ؟هذا السؤال له اجابات عده أولها انها كانت محاولات لحصار الدولة المصرية لارغامها على قبول تهجير ابناء غزه ،وعندما وجدت «حائط صد فولاذى «من قبل القياده السياسية ، فى هذا الملف بأبعاده المختلفه، وان مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى لها رؤية فيه -أدت الى عقد قمه شرم الشيخ، وظهور مبادرة الرئيس ترامب لحلها، وبما يتوافق تماما مع الرؤيه المصرية، وبالتالى قررت ان تلعب بأوراق اخرى والاستفاده من امكانات الدولة السودانية ،وإيجاد موطيء قدم لها بالسودان لتكون بدايه لوجودها فى قلب أفريقيا،والاستفادة من الثروات الطبيعية والإمكانات الهائلة من مواد رئيسيةً تستخدم فى التقنيات فائقة الجودة،خاصة بعد الأحداث التى شهدتها العديد من دول القارة على مدار الشهور الماضيه من سلسلة انقلابات أدت الى تراجع الوجود الفرنسى وتعاظم الدور الروسى والصينى بين دول القارة ،ومن ثم العمل على ايجاد موضع قدم بعد خسارة الغرب الاستعمارى لمواقعهم وسطوتهم فى أفريقيا!-وليس سرا أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين تبحث عن مصالحها فى القارة الأفريقية التى تعانى من ويلات الحروب والصراعات، بل أن القارة أصبحت ساحة للصراع على المستوى الاقتصادى ،سوف نتحدث فى تفاصيل اكثر مره اخرى.
لكن ما يهمنا هنا الإجابة على سؤال هام هل الامن القومى المصرى مازال يواجه تحديات من ناحية جنوب البلاد؟
الإجابة بوضوح نعم وكلنا نشعر بذلك بما فى ذلك منطقة القرن الأفريقي!
لكن قبل ذلك علينا ان نرصد كيف استطاع الرئيس السيسى ان يقرأ هذه التهديدات مبكرا، والعمل بدأب على وجود مصر الأفريقية، والعمل على استعاده مكانتها داخل القارة لتكون عنصرا فعالا وبما يحفظ الامن القومى للبلاد والتواجد بين الكبار من الدول.
..البداية ،وكما تقول الأوراق من 2014 حيث حولت مصر جملة «تنتمى إلى القارة الأفريقية» من جملة دستورية ضمن مواد دستور البلاد إلى واقع فعلى على الأرض، من خلال امتداد أفريقى وفق استراتيجية واضحة المعالم تتخذ من الدفاع عن المصالح والشواغل الأفريقية قاعدة راسخة، ومن مد يد العون والمساعدة والسلام والصداقة أساسا للتحرك،حيث بدأت فى تعزيز دورها فى المحيط الأفريقي، عبر محاور تهدف فى مجملها إلى صيانة محددات أمن مصر القومي، والاستمرار فى الإسهام فى قيادة العمل الأفريقى بشكل مشترك مع الدول الأفريقية الشقيقة والتعبير عن الصوت الأفريقى والدفاع عن مصالح شعوب القارة الأفريقية على المستويين الإقليمى والدولى.
الاستراتيجية تضمنت ايضا العمل على دعم جهود تعزيز السلم والأمن بالقارة الأفريقية عبر دعم ورعاية جهود الوساطة فى النزاعات والمساهمات فى بعثات حفظ السلام الأممية الرامية لدعم وبناء السلام فى الدول الأفريقية، وتبادل المعلومات والخبرات مع الدول الأفريقية والتجمعات الاقليمية المختلفة بهدف دعم جهودها لمواجهة الإرهاب.
كذلك العمل بروية وهدوء على تعزيز نفاذ السلع المصرية بالأسواق الأفريقية ووجود الشركات المصرية فى المشروعات المختلفة بالقارة، بما فيها الدخول فى شركات مع الشركاء الدوليين وإيجاد حلول مبتكرة لمسألة التمويل وتوفير الموارد اللازمة للوجود المصرى المستدام بأفريقيا،وكذلك تعزيز التعاون مع وكالات الاتحاد الأفريقى وتفعيل الدور المصرى فيها خاصة وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية النيباد، بما يخدم الترويج للمشروعات التنموية الوطنية ووضعها على أولويات التمويل من جهة ومشاركة الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات التنموية فى الدول الأفريقية من جهة أخرى.
وحول منطقة القرن الأفريقى واهميتها لمصر يمكن القول إن الرئيس استطاع على مدار سنوات قليلة ان يحدث تحوّلا جذريا فى هذا الملف بدايه من الإعلان عن توقيع مصر والسعودية فى الأول من سبتمبر 2025 بروتوكول تعاون لتعزيز الأمن فى البحر الأحمر، وتشكيل قوة بحرية مشتركة بين الدول المطلة عليه، تتولى تأمين حرية الملاحة وحماية حركة التجارة الدولية، وذلك فى إطار مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر، المعروف باسم «مجلس البحر الأحمر»، الذى تأسس فى الرياض عام 2020، وهو التطور الذى يغلق البحر الأحمر تمامًا فى وجه الدول غير المتشاطئة، ويقضى على أحلام وتطلعات البعض!.









