فى ليلة مميزة أبهرت العالم، هى افتتاح المتحف المصرى الكبير وسط حضور عالمى شهد عظمة حضارة مصر وتاريخها تألقت نجمتان من أبناء مصر بعزف مميز عالمى النجمتان هما حفيدتا الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة وأبناء الموسيقار أحمد أبوزهرة المستشار الفنى لمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الادارية الجديدة، الذى استدعته الدولة بعد غربة أكثر من 25 عاماً ما بين ألمانيا والنمسا لتستفيد من خبرته فى اقامة مدينة الثقافة والفنون.
أحمد لم يكتف بأن يكون سفيراً هو وبناته للفن بالخارج رافعين اسم مصر فى كثير من المحافل الدولية، بل هو أول من قدم من خلال شركته للتبادل الثقافى بين مصر والخارج أوبرا عايدة مصرية تعرض بدول العالم لأول مرة ويستعد نهاية هذا الشهر بعمل مهرجان موسيقى عالمى كبير أمام الاهرامات برئاسة شرفية للعالم والخبير د.زاهى حواس.
في البداية تقول أميرة ومريم عن شعورهما وهما تعزفان أمام سيادة الرئيس في هذا الحفل الفني المهيب بـافتتاح المتحف المصري الكبير: “نحن كنا في منتهى السعادة والفخر أن نكون جزءاً من هذا الحدث العظيم، فهو حدث جلل وكبير، خصوصاً ونحن نعزف أمام سيادة الرئيس. كان يملؤنا شعور بـالفخر والعظمة؛ عظمة مصر وتاريخها وحضارتها. لم يكن داخلنا أي خوف؛ لأننا استعددنا لهذه الخطوة جيداً. وهذه ليست المرة الأولى التي نعزف فيها أمام سيادة الرئيس، فقد عزفنا في مارس 2023، حيث وُجّهت لنا دعوة من الرئاسة للعزف في حفل تكريم المرأة المصرية، وحضرته أيضاً حرم سيادة الرئيس.
وهذا فخر كبير لنا أن تدعونا الرئاسة لتقديم هذه الحفلات التي لا تُنسى في تاريخ مصر، فهذا الحفل ليس مجرد حفل، بل هو رسالة للعالم كله نقول لهم: “من هي مصر؟” فالوضع هنا مختلف، وأكيد التحضير للحفلة مختلف جداً، ونحن حضّرنا أنفسنا لهذا المستوى منذ الصغر: أن نُشرّف بلدنا في الخارج، وأن نكون مستعدين لذلك في أي ظرف وفي أي وقت.
لا ننكر أن ذلك أخذ منا مجهوداً كبيراً جداً، والفضل في ذلك يرجع إلى ماما وبابا اللذين بذلا معنا مجهوداً كبيراً من حيث التدريب واختيار المدرسين”.

تقول مريم: ولدنا فى ألمانيا ودرسنا بها حتى سن 10 سنوات لى و13 سنة لأختى أميرة، ومن ألمانيا ذهبنا إلى النمسا، ومن وقتها ونحن فى فيينا لكن فترة الطفولة كنا فى ألمانيا ندرس فى مدارس موسيقية متخصصة.
تضيف أميرة: ذهبنا إلى فيينا ودخلنا مدرسة تعتبر الأولي فى العالم لتدريس الموسيقي وأنشأها أهم أوركسترا فى الدنيا وهو اوركسترا فينيا الفيلهارمونية.
عزفت أيضا فى مصر فى اليوبيل الـ 20 لافتتاح مكتبة الاسكندرية، وكنت ضمن العارفين مع أوركسترا مكتبة الاسكندرية صولو وأحضرنى المايسترو ناير ناجى وهو متابع لنا ولكل خطواتنا والحفلات التى نعزف بها.
تقول أميرة: جئت إلى مصر مرتين، مرة سنة 2023 مع أوركسترا تشايكوفسكى من موسكو هم الذين طلبونى للذهاب معهم إلى مصر، ثم جئت فى 2025 وعزفت حفلة مع أوركسترا القاهرة السيمفونى بالاوبرا.
عن ترشحهما للعزف فى الحفل الفنى الكبير فى افتتاح المتحف، قالت أميرة: جاء الترشيح من المايسترو ناير ناجى ومن السعدى وكنا سعيدين جدا بهذا الترشيح، خاصة أنه ثانى مرة نعزف امام سيادة الرئيس، فقد كانت المرة الاولى فى حفل تكريم المرأة المصرية وحضره السيد الرئيس والسيدة قرينته، ونحن مستوعبون جيدا معنى أن نقف أمام رئيس الجمهورية أن تكون لنا منه كل هذه الثقة، نحن فى منتهى السعادة والفخر، خاصة رد الفعل للحفلة كان كبيراً جدا فى النمسا وفى ألمانيا، عندما عدنا ثانى يوم الحفلة إلى النمسا وفى المدرسة وجدت المدرسة كلها تتحدث عن الحفلة وعظمة مصر وعن الحضارة المصرية، بصراحة المشهد أبهر العالم مثل حدث المومياوات أيضا الذى كان مبهراً للعالم كله الحفل ولمست اهتمام الخارج بالحضارة المصرية وعظمتها، فهو رسالة الانسانية لكل الدنيا.
تضيف أميرة: أنا بحب الفنانين المصريين، والآن جاء لى عرض تمثيلى فى مسلسل ألمانى سأقوم فيه دور عازفة كمانجا، والآن أقيس الملابس التاريخية، فالمسلسل تاريخى عن تاريخ الموسيقى وهقدم فيه نفس دورى فى الحياة وأنا مهتمة جدا بالموسيقى المصرية، وقد قدمنا أكثر من عزف لمصر مثل عزف لعزيز الشوان أنا ومريم وأخذنا عملاً للموسيقار جمال سلامة لنعزفه كمنجة وعزفنا لعمر خيرت وهذا شرف كبير لنا أن نقدم ستايل الموسيقى الشرقي، ولكننا نلعب المصرى فى القوالب الغربية ايضا الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن وهو صديق والدي وكان يزورنا كثيراً فى ألمانيا ونحن عشقنا الموسيقى الخاصة به ونتمني ان يدرس لينا ونتعلم منه لعزف كمانجة شرقى ونتمكن فى ذلك.
أما الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة، فقال: فخور جدا بالحفل وبعظمة وحضارة وتاريخ بلدنا الذى يبهر العالم، أنا أتابع كل شيء ولم أتمالك دموعى فرحاً بحفيدتي، بصراحة بكيت بكاء هيستيريا وتأثرت بشكل غير طبيعى لأن هذا الحدث جلل والموقف رهيب العالم كله بيتفرج علينا وبيشاهد عظمتنا، أنا فخور وكنت أتمنى حضور الحفلة وطلبت ذلك من ابني، ولكن الطريق والحركة صعب بالنسبة لي، لكن كان نفسى أطلع وأقول كلمة للرئيس أمام العالم وأقول للناس كلهم دول أحفادى وأشكر الرئيس أن أتاح لهما هذه الفرصة.
أضاف عبدالرحمن أبوزهرة: أشكر رئيس الجمهورية على اهتمامه بى جداً وهو دائم الاهتمام بالفنانين الكبار مهتم بهم ويسأل علينا دائما كل فتره يطمئن عليّ واتصل بى ثلاث مرات حتى لما حصلت مشكلة المعاش تحدث معى بنفسه والدنيا اتقلبت وهذا الاهتمام ليس غريباً عليه، فهو يحتضن ويهتم بالجميع وراعى الفن والإبداع فى مصرنا الحبيبة.
يتذكر الفنان عبدالرحمن أبوزهرة فى عام 2016 قدم حفلة مع أحفاده على المسرح الكبير بدار الاوبرا وكان جزءاً مهماً فى هذه الحفلة، وعلى حد قوله كانت ليلة حلوة جدا وكان فيها مشهد تمثيلى وكأنى جاى أحضر حفلاً فى الاوبرا وفوجئت بحفيداتى وصعدت على المسرح وقدمت منولوجاً خطيراً والحمد لله الحفل نجح نجاحاً كبيراً.
يلتقط الحوار ابن الفنان عبدالرحمن أبوزهرة الموسيقار أحمد والد أميرة ومريم عن شعوره وهو يرى بناته فى هذا الحفل المهيب يعزفان أمام سيادة الرئيس، قال: شعرت بأننى كأب أشاهد ثمرة تعبى الذى تعبته سنين طويلة كى أحفظ لهما حياتهما وأعطيهما دفعة للأمام وأشجعهما.
اخترت لهما المدارس الجيدة من المدرسين وبذلت معهما مجهوداً كبيراً كى أراهما فى أفضل صورة وأفتح لهما الابواب وأعطيهما الفرصة كى يطورا من أنفسهما وشعرت يوم حفل المتحف كإننى أنا أُكرم وتتويج لكل مجهودي، أنا وأمهما ومشوارنا تعبنا معهما، وكما قالت مريم هذه ليست المرة الاولى التى يأتيان فيها إلى مصر أو يقدمان أعمالاً فنية، فهما حريصتان على أن يشاركا فى كل الأحداث المهمة فى مصر، كما انهما تمثلان مصر ايضا فى حفلاتهما بالخارج.
عن عمله كمستشار لمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الادارية الجديدة وهو الذى عاش معظم عمره فى الخارج، قال: هذا شرف وفخر كبير لى أن أتولى هذا المنصب، الذى جاء ترشيحاً لى من رئاسة الجمهورية شخصياً التى تواصلت معى وطلبوا منى أن أتولى العمل فى مدينة الثقافة والفنون لانهم كانوا يريدون متخصصاً فى هذا المجال، والحمد لله انا معهم من الالف إلى الياء من اول حبة رمل حتى اتممنا كل شيء وأعطونى كل الصلاحيات والدعم والحرية، وقالوا لى أحلم كما تشاء ولكن لابد ان يحقق لنا هذا الحلم عملاً يبهر العالم وبالفعل المدينة هى أعظم شيء فى العالم والحمد لله أى ضيوفاً أجانب يأتون مش مصدقين أنفسهم من النتيجة التى تبهرهم.
يضيف أحمد: أنا لم اكتف بذلك، بل حاولت أن اعمل من اجل مصر فى كل أمور حياتي، فأنشأت شركة للتبادل الثقافى بين مصر والعالم، لدعوة فرقة فنية لمصر لعرض من الاوبرا العالمية وان تقوم فرقة من مصر تعرض فنونها أمام العالم، قدمنا عروضاً مصرية فى ألمانيا والمكسيك وايطاليا والصين ولأول مرة أقمت أول أوبرا فى 2008 هى أوبرا عايدة لتكون أول أوبرا مصرية بفنانين مصريين خارج مصر كل ذلك عامل مساعد للترويج لمصر كذلك حفل المتحف، ليس الهدف الحفل فقط، وإنما الهدف ان يشاهد كل العالم أين نسير وتاريخنا وحضارتنا.
عن اتجاهه للموسيقى هو وبناته ولماذا لم يتجهوا للفن مثل الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة، قال أحمد: تمنيت ان أمثل، لكن والدي رفض ذلك، كنت عايز أقلد واجرب، وعندما شاهدنى قال لى أوعى تعمل كده تاني، لم يقتنع بي كممثل، ولكن عن الموسيقى فأنا أعزف البيانو وعمرى خمس سنوات وكانت أمى هى التى تشجعنى دائما لكن بابا كان يريدان ان يبعدنى عن كل مجالات الفن، لأنه يرى أن المناخ صعب جدا، ولكن وجدنى متمسكاً بالموسيقى رغم معارضته بشدة ولكن فى عمر «17 سنة» اقتنع وأرسلنى إلى موسكو لدراسة الموسيقى هناك، ومن موسكو ذهبت إلى ألمانيا وتزوجت واستقررت فى ألمانيا لأكثر من 25 عاماً، لكن الآن وبعد أن استدعونى كمستشار لمدينة الثقافة والفنون أصبح وقتى الاكبر فى مصر وزوجتى ايضا هى عازفة بيانو وهى التى شجعت بناتى على هذا المجال وهى وبناتى يتابعن كل شيء فى الفن المصرى ويحبون مصر جدا وانا لم اكتف بعملى كموسيقار فقط، بل أقدم وأنتج حفلات وأحضر فرقاً لمصر عالمية وقريبا فى نهاية هذا الشهر فى 24 نوفمبر وحتى 30 نوفمبر أقدم مهرجان موسيقى كبيراً أمام الاهرامات تنظمه شركات عالمية كبيرة من التى نظمت احتفالية المتحف ومعنا مجموعة من أمهر العازفين على مستوى العالم وسوف نحضر الاوركسترا الملكى البريطانى وثانى يوم سوف يعزف هذا الاوركسترا أعمال عمار الشريعى واجعل الموسيقيين العالميين يعزفون الموسيقى الخاصة بنا كمصريين وأميرة ومريم ابنتاى ستعزفان في حفلة يوم 28 ضمن هذا المهرجان ورئيس المهرجان الشرفى د.زاهى حواس، لأن الحفل يقام أمام الاهرامات، وهو خير من يكون رئيساً لهذا المهرجان.
يؤكد الموسيقار أحمد أبوزهرة أن صورة مصر بالخارج تغيرت كثيراً، خاصة بعد الثورة وبعد أن وصلنا لمرحلة صعبة جداً وحدث انهيار فى مجالات كثيرة أيام الجماعة الإرهابية، لكن عندما تولى الحكم الرئيسى السيسى الدنيا تغيرت تماما وخرجنا من كابوس الاخوان إلى مرحلة كبيرة من التطور الذى يبهر العالم يوماً بعد يوم، بدأت مرحلة بناء الجمهورية الجديدة بدأنا بالشوارع والمبانى ثم الاشياء التى تشكل الوعى وبدأت مصر تبهر العالم فى كل شيء وبكل خطواتها، ولكننا نحتاج أكثر التأكيد على التعليم والوعى مهمة جدا كى نواجه الشائعات والحروب الإلكترونية لانهم دروع لمواجهة أى شائعات حروب الوعى تحتاج مواجهة بقوة وألاحظ أنه فى السنوات الاخيرة بدأت مصر تواجه ذلك بشدة وتقيم مشاريع ضخمة مثل مدينة الثقافة والفنون، مضيفا أشاهد ايضا الدراما المصرية ومتابع لها، أبهرنى جدا مسلسل «الاختيار» بكل أجزائه كنت أشاهده من خارج مصر وشهدت كيف يبهر هذا العمل العالم وكيف أظهر كثيراً من الحقائق أشياء كثيرة كان بها خلط مفاهيم وضحها هذا العمل، فالفن هو رسالة مهمة جدا لنشر الوعى لانه للأسف هناك كثير من الناس لديهم أمية لا يعلمون كثيراً من الحقائق وهذه رسالة الفن التى أبهرت العالم فى السنوات الاخيرة.














