كثيرا ما انتقدنا الدكتور مصطفى مدبولى، بل هاجمناه وطالبنا برحيل حكومته، وكثيرًا ما رفضنا واعترضنا على قرارات للحكومة لأنها تتناقض مع المصلحة العامة حسب رؤيتنا.
لكن مثلما انتقدناه وتحمل، فمن حقه علينا الآن أن نمارس واجبنا في إنصافه والحديث عن أدائه المتميز وما حققته حكومته خلال الفترة الماضية، رغم التحديات الصعبة مدبولى رئيس وزراء من عينة الشغيلة الذين لا يهدأون أمامه أهداف حددتها رؤية الدولة وتكليفات القيادة السياسية يسعى إلى تحقيقها على أفضل ما يكون، يعرف طريقه جيدا عينه على الهدف ولا يريد أن ينحرف عنه أو ينشغل بغيره تحمل الكثير خاصة وإن حكومته واجهتها مصاعب غير مسبوقة كلما اقتربت من أن تجنى ثمار الجهد فوجئت بكارثة تقلب الدنيا، وتغير المعادلة، من جائحة كورونا إلى الحرب الروسية- الأوكرانية وصولا إلى حرب غزة بكل تداعياتها الممتدة ثلاثية تربك أي اقتصاد وتفسد أي خطط تنموية، ورغم ذلك صمدت حكومة مدبولي وتخطت العقبات بسلام، وبمستوى أداء يستحق الإشادة.
بالتأكيد الدعم والمساندة الرئاسية للحكومة طوال الوقت كانت واضحة معلوم أن الرئيس السيسى لا يعرف المجاملة في العمل، والمبدأ عنده الإنجاز الحقيقى، والمعايير لديه واضحة، الأرقام والواقع هما ما يحددان النجاح من الفشل، ومن شيم الرئيس التي رصدناها بوضوح طوال السنوات الماضية منذ توليه القيادة أنه لا يتخلى عن مسئوليته، ويساند كل من يعمل ولا يقبل أن يتركه وحده يواجه حملات الاستهداف أو يتعثر في معوقات الطريق، بل يسانده بوضوح ويدعمه بكل قوة والرئيس يجد في مدبولى شخصية مؤتمنة على منصب رئيس الوزراء بكل ما يعنيه من مهام صعبة ومسئولية ثقيلة في توقيت حرج، مخلص فى جهده ودءوب في عمله وحريص على الإنجاز بالمعدلات والكفاءة التي يريدها الرئيس، ولهذا يسانده الرئيس ويدعمه.
بالطبع لا يعنى هذا أنه لا توجد ملاحظات على بعض الوزراء أو الملفات هناك من لم يحقق نجاحا وهناك من يقع في أخطاء تستحق التوقف أمامها، وهذا طبيعي مع أي حكومة في العالم، لكن فى العموم الدكتور مدبولى يستحق منا كما وجهنا إليه سهام النقد بحدة أن نعترف له بما يحققه وحكومته من أداء محترم ونتائج مقدرة الأوضاع الاقتصادية تتحسن، والمؤشرات كلها تؤكد أننا نسير فى الطريق الصحيح والملفات التى تعمل عليها الحكومة تحقق طفرات لا يمكن إنكارها، والأرقام كلها تؤكد هذا، وشهادات المؤسسات الدولية أيضا تشير إلى النقلة التي يشهدها الاقتصاد المصرى السياحة تحقق نجاحا كبيرا وقفزة في أعداد السائحين والعائدات الدولارية والإقبال الاستثماري المباشر على مصر يتزايد بفضل الاستقرار ووضوح الرؤية والبنية التحتية المشجعة والصناعة تشهد تحسنا في معدلات المصانع التى تفتتح وتزايد الصادرات التي توفر عملة صعبة الاحتياطي المركزى يرتفع.
الخلاصة أن السياسات الاقتصادية للرئيس السيسى والتي تقوم الحكومة على تنفيذها بكفاءة بدأت تحقق نتائجها بعد أن تجاوزت المرحلة الصعبة، والتعافى يحدث بمستوى جيد، والجميع يلمسون ذلك، رغم الضربات المؤلمة التي تعرضنا لها، لكن ظل اقتصادنا قويا ومتماسكا بفضل التحمل الشعبي والرؤية الرئاسية والعمل الحكومي المنضبط القائم على أهداف واضحة، وعندما نراجع الصفقات الاستثمارية الكبرى التى توالت سواء على مناطق الساحل الشمالى والبحر الأحمر أو في القطاع الصناعي سنجدها كلها ترجمة لهذا النجاح في الرؤية الاقتصادية للرئيس السيسى أولا وجرأته الوطنية في الإصلاح، وكذلك حسن تنفيذ الحكومة لها، والقادم سيكون أفضل، فما تحملناه طوال السنوات الماضية بدأنا نجني ثماره الآن وسوف تتواصل الثمار.









