تاريخ الشرطة المصرية فى المائة عام الأخيرة ..تاريخ مشرف من المواجهات للاستعمار الإنجليزى والإسرائيلى تارة وللارهاب الملتحف كذبا بالدين تارة أخرى فضلا عن عشرات المواقف الباسلة فى مواجهة الجرائم المدنية وحفظ الامن للوطن وللمواطنين وعادة ينتقى كتاب الدواعش والكارهين لاستقرار الوطن بعض المواقف للشرطة ويضخمونها ويروجون لها حتى تنسى مئات المواقف والشهداء فى سبيل أمان وعزة هذا الوطن!
ويحدثنا التاريخ ليؤكد لنا أنه فى السنوات التالية لعام 2011 فقط قدمت الشرطة المصرية أكثر من الف شهيد ومئات الجرحى فى مواجهتها للارهاب الداعشى وحده.. ولقد كانت جنبا الى جنب مع الجيش المصرى العظيم فى الدفاع عن الوطن والدين فى مواجهة تتار هذا العصر من الدواعش والاخوان والتكفيريين، مواجهات تاريخية بدأت فى الاربعينيات من القرن الماضى وامتدت عبر فترات حكم كل من عبدالناصر والسادات ومبارك وصولا الى زمن الرئيس السيسى وهى فترات فصلناها بالوثائق والارقام فى موسوعتنا (تنظيمات العنف الدينى فى مصر من 1928- 2018) الصادرة- من بيروت- وستصدر طبعتها الثانية من مصر خلال الأيام القادمة فى ثلاثة آلاف صفحة بها توثيق لبطولات المصريين فى مواجهة دواعش الزمن الماضى والحاضر وبخاصة بطولات وتضحيات الشرطة والجيش.. اليوم نقف أمام بعض صفحات تلك التضحيات والبطولات؛ إنها بطولات الشرطة المصرية فى مواجهة تنظيم داعش الارهابى الذى كان اسمه قبل 2014 تنظيم أنصار بيت المقدس.. فماذا تقول الحكاية؟
>>>
بداية تجمع الحقائق المتوفرة حول تنظيم (داعش ولاية سيناء) أن اسمه الأصلى الذى عرف به هو (أنصار بيت المقدس)، (وقد عُرف بهذا الاسم منذ عام 2011 من عناصر فلسطينية سلفية وبدوية من أهل سيناء)، وبعد أن بايع هذا التنظيم أبوبكر البغدادى اطلق على نفسه بـ(داعش ولاية سيناء) وكان ذلك فى (10/11/2014).
إن تاريخ الإرهاب والغلو الدينى فى سيناء، ينبئنا بأن النشأة الأم لهذا التنظيم بدأت عام 2004 وكان الاسم المعروف به هو (التوحيد والجهاد) والذى إليه تنسب أحداث إرهاب (طابا- دهب- شرم الشيخ) فى أعوام 2004- 2005، والذى كان يقوده الفلسطينى السلفى (هشام السعيدني) الشهير بـ(أبى الوليد المقدس)، وهو الرجل الذى تتلمذ على أيدى أبواسحاق الحوينى وغيره من الدعاة المتشددين وخلاياهم المتسلفة النائمة وفتاويهم القائمة على إلغاء الآخر والشطط الديني، وبعد أن قتل السعيدنى فى 2011، ينبئنا تاريخ التنظيم أنه قد توالى على قيادته كل من (محمد حسين محارب الشهير بأبومنير) وبعد مصرعه عام 2013 تولى كل من محمد فريج زيادة (الذى قتل أيضاً) ثم شادى المنيعى وهشام العشماوى قيادة التنظيم، والأخير انشق مكوناً تنظيماً إرهابياً جديداً أسماه بـ(المرابطين)، وتولى أمور الفتوى وإباحة القتل لهذه التنظيمات دعاة من أبرزهم (حمادين أبوفيصل- محمد عزام- أسعد البيك- سلمى سليم) وغيرهم..!! تلك أبرز الأسماء للقادة والمفتين كما ينبئنا تاريخ (أنصار بيت المقدس أو داعش ولاية سيناء لاحقا) وطبعا بيت المقدس والقدس من هؤلاء إرهابيين خونة يلتصقون باسمها الشريف، فهم أبعد الناس عن القدس وعن الاسلام!. والحمدلله إستطاع الجيش والشرطة بتضحياتهم الكبيرة القضاء على هؤلاء المتطرفين!
>>>
ارتكب تنظيم (أنصار بيت المقدس أوداعش ولاية سيناء لاحقا) أكثر من 90 حادثاً إرهابياً فى سيناء أغلبها ضد الشرطة المصرية التى قدمت التضحيات فى سيناء وبعض المحافظات المصرية وفى المنطقة الغربية (حادث الفرافرة مثالاً)، مثل (مذبحتى رفح الأولى والثانية – محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم- مذبحة كرم القواديس- الكتيبة 101- والعريش- ومديريتى أمن القاهرة والمنصورة- اغتيال النائب العام هشام بركات- واقعة الشيخ زويد فى 1/7/2015).
تفاصيل التحقيقات مع عناصر أنصار بيت المقدس، الذين أحالهم النائب العام الراحل المستشار هشام بركات إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بتفجير مديريات أمن الدقهلية والقاهرة وجنوب سيناء، واغتيال 40 من ضباط وأفراد الشرطة، وقتل 15 مواطنًا، والهجوم على منشآت شرطية فى القاهرة والمحافظات.
وبلغ عدد المتهمين فى القضية 208 متهمين، بينهم 102 ملقى القبض عليهم، ومحبوسون احتياطيا على ذمة القضايا، وأمر النائب العام بضبط وإحضار 46 هاربًا.
>>>
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أنه لولا يقظة وتضحيات رجال الشرطة المصرية لكانوا خربوا البلاد فلقد خططوا لاستهداف العديد من المؤسسات والشخصيات كما خططوا لاستهداف المجرى الملاحى لقناة السويس باستخدام غواصة، عن طريق تحميلها بكميات كبيرة من المواد المتفجرة وإلقائها فى المجرى الملاحى للقناة، وتبين أن المتهمين استخدموا 3 عبوات فى تفجير موكب وزير الداخلية واستخدموا 800 كيلوجرام من المتفجرات فى استهداف مديرية أمن القاهرة.
>>>
هذا وتشير المعلومات المتاحة عن العمليات الإجرامية لتنظيم (أنصار بيت المقدس أو داعش ولاية سيناء) خاصة الفترة التالية للإطاحة بحكم محمد مرسي، أن وتيرتها قد زادت وأضحت أكثر شراسة وضجيجاً (الأمر الذى دفع بعض المراقبين للربط بين جماعة الإخوان المسلمين وهذا التنظيم، سياسياً وتنظيمياً ولوجستياً).
>>>
ثبت لدينا ومن خلال القراءة المعمقة لأدبيات هذا التنظيم ووثائقه، ولسلوك قياداته السياسى والإعلامي، أن ثمة تواصلاً تنظيمياً ومخابراتياً- سرى فى أغلبه- بينه وبين عدة أجهزة مخابرات إقليمية، يأتى (الموساد) وبعض الأجهزة المخابراتية الإقليمية والدولية مع تقاطع وظيفى وربما تواصل تنظيمى ولوجستى مع التنظيم الدولى للإخوان الإرهابية.
خلاصة الأمر إذن ستظل هناك حقيقة ساطعة وهى أن تضحيات الشرطة المصرية (التى قدمت شهداء كبار أمثال محمد مبروك) والجيش المصرى (الذى قدم أيضا شهداء كبار أمثال المنسي) هما حائط الصد الاول والاكبر الذى أدى الى تقلص هذه التنظيمات الإرهابية (الإخوان وداعش والقاعدة وغيرهم ) وبدايات نهايتها فى مصر وتلك هى سنة التاريخ وحقائقه تجاه من يعتدى أو يخون الوطن!









