أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس ، بأن القوة الدولية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستُنشر «قريبًا جدًا».
ووفقًا لتقرير نشره موقع أكسيوس، ستمنح مسودة القرار الولايات المتحدة والدول المشاركة تفويضا واسع النطاق لإدارة وتوفير الأمن في غزة.
وأشار مسئول أمريكي إلي أن القوة ستكون قوة إنفاذ، وليست قوة حفظ سلام، وأن المفاوضات بشأن المسودة ستبدأ في الأيام المقبلة، بهدف التصويت عليها في الأسابيع المقبلة علي ان يتم نشر أولي القوات في غزة في ينايرالمقبل.
وتشمل مهام القوة الدولية تأمين حدود قطاع غزة مع إسرائيل ومصر، وحماية المدنيين والممرات الإنسانية، وتدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة والشراكة معها.
وتنص المسودة علي أن القوة ستعمل علي استقرار البيئة الأمنية من خلال نزع سلاح قطاع غزة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية العسكرية ومنع إعادة بنائها، ومنع الهجمات، ونزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية بشكل دائم. وهذا يعني نزع سلاح حماس إذا لم تفعل ذلك طواعيةً. كما تخول القوة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ ولايتها وفقًا للقانون الدولي.
وفي الوقت الذي تواجه فيه الهدنة بين إسرائيل وحماس اختبارات جديدة كل يوم ، تحدثت تقارير أمريكية نقلاً عن مصادر إسرائيلية عن عشرات المسلحين العالقين خلف الخط الأصفر في غزة، وهو خط انسحاب القوات الإسرائيلية وفق اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هؤلاء المسلحين ما زالوا داخل أنفاق رفح الفلسطينية أو في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، التي تمنعهم من المغادرة خشية وقوع اشتباكات.
وقال مسئولون إسرائيليون إن وجودهم يشكل خطرًا علي استقرار الهدنة، بينما أكدت مصادر من حماس صحة التقارير، مشيرة إلي وجود محاولات وساطة لتأمين ممر آمن لهم.
في ضوء ذلك أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أوامر إلي قوات الاحتلال بتدمير ومحو جميع أنفاق حركة حماس في قطاع غزة «حتي آخر نفق».
وكان كاتس قد صرّح في الشهر الماضي بأن عملية تجريد غزة من السلاح لا تقتصر علي نزعه، بل تشمل أيضًا القضاء الكامل علي شبكة الأنفاق.
جاء تصريح كاتس بعد ساعات من إعلان المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن واشنطن تضغط علي إسرائيل للسماح لعناصر حماس العالقين في جنوب القطاع بالمغادرة بعد تسليم أسلحتهم، في إطار خطة أمريكية لتثبيت الهدنة وتحويلها إلي اتفاق دائم.
من جهة أخري قام جيش الاحتلال بتقليص عدد جنوده الاحتياطيين في القطاع ومناطق أخري.
وقال مسئول عسكري إسرائيلي انه تم تنفيذ هذا القرار في عدة جبهات، بما في ذلك الضفة الغربية وشمال إسرائيل، لتخفيف العبء عن الجنود المنهكين الذين تم استدعاؤهم مراراً منذ السابع من أكتوبر 2023.
كما أوضح المسئول أن جيش الاحتلال سيقلص عدد الجنود الاحتياطيين، علي أن يتم استبدالهم في بعض الحالات بجنود يؤدون خدمتهم الإلزامية.لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يمكن استدعاء هؤلاء الجنود مجدداً في أي وقت حسب الحاجة العملياتية والتطورات الميدانية.
وأعرب العديد من هؤلاء الجنود عن شعورهم بالإرهاق بعد الخدمة المستمرة منذ بداية الحرب، في جبهات تمتد من لبنان إلي الضفة الغربية. علماً بأن فترة الخدمة النموذجية لجندي الاحتياط لاتتجاوز بضعة أسابيع سنويًا.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب لا تطلب الإذن من واشنطن لمهاجمة قطاع غزة أو لبنان أو أي بلد آخر، لكن فقط تخبرها بخطواتها.
واعتبر نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة- أن إسرائيل «تدافع عن نفسها بنفسها، وتقرر أين يكمن الخطر وتواجهه»، علي حد زعمه ،سواء علي طول الخط الأصفر بغزة أو في لبنان.
علي الصعيد الميداني ورغم اتفاق وقف اطلاق النار واصلت اسرائيل القصف المدفعي المكثف علي طول الحدود الشرقية لقطاع غزة في عدة مناطق مثل خان يونس بالجنوب
ومدينة غزة .
وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي 57886 شهيدًا و170679إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وفي سياق متصل اظهر تقرير احصائي ان الاحتلال يواصل سياسة الخنق حيث سمح بدخول 4,453 شاحنة فقط من أصل 15,600 شاحنة يفترض دخولها إلي قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار بنسبة لا تتجاوز%28
ويبلغ متوسط عدد الشاحنات التي تدخل يومياً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار 171 شاحنة فقط، من أصل 600شاحنة يُفترض دخولها يومياً وفق البروتوكول الإنساني، ما يؤكد أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة الخنق والتجويع والضغط الإنساني والابتزاز السياسي بحق أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ويحرم الاحتلال السكان المدنيين في قطاع غزة من أكثر من 350صنفاً من الأغذية الأساسيةالتي يحتاجها الأطفال والمرضي والجرحي والفئات الضعيفة من بينها بيض المائدة ، اللحوم الحمراء والبيضاء،الأسماك ومشتقات الألبان والمكملات الغذائية إضافة إلي عشرات الأصناف التي تحتاجها السيدات الحوامل والمرضي وذوو المناعة الضعيفة.
من جانبها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن طفلا من بين كل 5 أطفال في قطاع غزة لم يتلقَّ اللقاحات الأساسية منذ اندلاع الحرب قبل عامين، في إشارة للمخاطر الصحية المتزايدة التي تهدد الأطفال في ظل تدهور النظام الصحي ونقص الإمدادات الطبية.
في الاثناء قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة ان الفلسطينيين ما زالوا يعانون الأمرّين جراء تداعيات الحرب وشح المساعدات. مشيرا الي ان هناك حاجة ماسة إلي 300 ألف خيمة وإلي ملابس تصلح للشتاء.









