أسدلت محكمة جنايات المنيا الستار على قضية تُعَدُّ من أبشع جرائم القتل في صعيد مصر، والتي وقعت أحداثها قبل نحو ثلاثة أشهر بقرية “دلجا” جنوب المنيا، وراح ضحيتها سبعة أشخاص، هم ستة أطفال في عمر الزهور ووالدهم، متأثرين بتناول مادة سامة دَسَّتْهَا لهم زوجة الأب في الطعام، وذلك بعد عودة زوجة المجني عليه الأولى إلى عصمته.
تفاصيل الحكم
قضت محكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار علاء عباس، وعضوية المستشارين حسين نجيدة وأحمد مصطفى نصر وعمرو طاحون، بالإعدام شنقًا على المتهمة بقتل زوجها وأبنائه الستة، بوضع السم لهم في الطعام.

المتهمة في قاعة المحكمة
كانت المتهمة، “هاجر. أ. ع”، قد وصلت إلى قاعة المحكمة وهي تحمل رضيعتها “أشرقت” التي لا يتجاوز عمرها شهرين، وقد سمح رئيس المحكمة للمتهمة بالجلوس خارج قفص الاتهام لحين الانتهاء من النطق بالحكم، نظرًا لوجود طفلتها الرضيعة.
عقدت محكمة جنايات المنيا جلستها الثالثة اليوم السبت (8 نوفمبر) للنطق بالحكم، بعد أن كانت قد أحالت أوراق المتهمة لفضيلة المفتي لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامها في جلستها المنعقدة بتاريخ 11 أكتوبر الماضي.

ملابسات الجريمة وتهم القتل العمد
نُظِرَت القضية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات ديرمواس (المقيدة برقم 2579 لسنة 2025 كلي جنوب المنيا) والمتهمة فيها “هاجر أ. ع. م” (26 عامًا)، والمحبوسة على ذمة القضية، بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار باستخدام مادة “الكلوروفينابير” السامة، خلال الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025 بدائرة مركز ديرمواس.
كما وُجّهَت للمتهمة تهمة الشروع في قتل “أم هاشم أحمد عبد الفتاح”، زوجة المجني عليه الأولى، عمدًا مع سبق الإصرار، باستخدام المادة السامة ذاتها بأن دسّت لها الخبز المسموم لتناوله برفقة أبنائها.
بداية المأساة
كان المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، قد أصدر قرارًا بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لإجراء التحقيقات.
بدأت مأساة قرية دلجا في يوليو الماضي بأعراض غامضة أصابت أطفال الأسرة واحدًا تلو الآخر، فتحولت من إعياء غير مفهوم إلى وفيات متلاحقة، انتهت برحيل ستة أطفال ثم والدهم خلال أسبوعين فقط. كشفت التحقيقات لاحقًا أن وراء الكارثة جريمة دُبِّرَت داخل البيت نفسه.
الضحايا السبعة الذين ودعتهم القرية هم: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم لحقهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، ومن بعده رحمة ناصر (12 عامًا)، وتوفيت الشقيقة الأخيرة فرحة ناصر (14 سنة) بعد أشقائها بنحو 10 أيام، وأخيرًا توفي الأب ناصر محمد (48 سنة).









