امرأة قَلْبُهَا حجر وتستاهل الشنق. أهملت في رعاية رضيعتها، فأُصيبت المولودة بإعياء ولفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة لجبروتها. لم تهتز مشاعر الأمومة داخلها، زي ما بيقولوا “الضنا غالي”، لكنها تناست كل ذلك، وبدلاً من تكريم “فِلْذَة كبدها” ودفنها بآدمية وإجراءات سليمة، حملت جثتها “في حقيبة مدرسية” وألقت بها بمدخل عقار بمنطقة فيصل بالجيزة وهربت، “ولا من شاف ولا من دَرَى”، خوفًا من المسؤولية واللوم. ولأن عدالة السماء كانت لها بالمرصاد، فقد انكشف سرها وسقطت سريعًا في قبضة رجال الأمن لتدفع ثمن إجرامها.
جبروت أم
الجريمة ارتكبتها سيدة لا تستحق شرف الأمومة، وقد تم الكشف عن فُصولها المأساوية عندما فُوجِئَ سكان أحد العقارات بحقيبة في أحد أركان المدخل بطريقة مريبة، الأمر الذي أصابهم بالقلق والذعر بعد تأكدهم أنها لا تخص أحدًا من السكان. لِتَكُونَ الصدمة بعد فتحها هي العثور على جثة طفلة رضيعة، لتحدث حالة من الذعر والهيجان بين السكان والجيران من هول المفاجأة التي انتفضت لها القلوب حزنًا لبشاعة الموقف المثير للدهشة والغرابة.

جثة بحقيبة مدرسة
على الفور، تم إبلاغ رجال المباحث، والذين انتقلوا لمكان الواقعة للفحص والتحري وتفريغ كاميرات المراقبة بعد نقل جثة الرضيعة لثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة التي قررت التشريح لتحديد سبب الوفاة وإجراء التحريات حول الواقعة. وخلال ساعات، تم التوصل للمتهمة وتحديدها، ورصد دخولها المكان بالحقيبة بثقة وثبات لعدم الشك فيها، والخروج بدونها، وهو ما يشير إلى تورطها في الجريمة التي تهتز لها السماء.
ضبط المتهمة
بعد اتخاذ الإجراءات القانونية، تم ملاحقة المتهمة والقبض عليها، وبمواجهتها بالأدلة والتحريات، لم تستطع الإنكار، واعترفت أمام اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بالدموع بأنها تعيش ظروفًا صعبة اضطرتها للخروج للعمل في أحد الكافيهات، وترك مولودتها وحيدة، لتفقدها بسبب عدم قدرتها على الرعاية. وخوفًا من المسؤولية، هداها تفكيرها الشيطاني للتخلص منها بتلك الطريقة للخروج من “الورطة“، مُتَوَهِّمة عدم افتضاح أمرها الذي انكشف سريعًا، لتدفع الثمن وترتاح من عذاب الضمير.
حبس الأم
تُحُرِّرَ محضر بالواقعة، وأُخْطِرَ اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، وقررت النيابة بعد سماع أقوال المتهمة وسيناريو تنفيذ الجريمة الشيطانية حبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد لها في الميعاد لحين إحالتها للمحاكمة، لتنال عقابها بالقصاص العادل والرادع.









