صرح طبي عملاق يفتح أبواب النور لآلاف المرضى.. ولأول مرة وحدة متخصصة لأورام العين
في قلب محافظة المنوفية وتحديداً في مدينة شبين الكوم، تشهد مستشفى الرمد الجديد طفرة إنشائية وطبية غير مسبوقة، لم تعد مجرد مؤسسة تقدم خدمات طبية تقليدية، بل تحولت إلى منارة متخصصة في طب وجراحة العيون تخدم آلاف المواطنين في الدلتا. هذه الطفرة جاءت بعد البدء في تنفيذ مبنى جديد مجهز بأحدث التقنيات الطبية.
رحلة التطوير والمنشأة الجديدة
خلال جولة لـ«الجمهـورية»، داخل هذا الصرح الطبي العملاق، رافق الدكتور إبراهيم البديوي، مدير المستشفى، الذي قدم شرحاً وافياً حول الإنجاز الذي تحقق، مشيراً إلى أن العمل يجري على قدم وساق وبجهود مكثفة لإنهاء الأعمال في زمن محدد.
أكد الدكتور البديوي أن مستشفى الرمد، الذي يعود تاريخه إلى عام 1914، يعد من أقدم وأعرق المراكز الطبية المتخصصة في المنوفية، وظل مقصداً رئيسياً لعلاج أمراض وجراحات العيون لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة لأكثر من قرن.
البديوي: “نسعى لأن نكون نموذجاً يُحتذى به في تقديم الخدمة الطبية للمواطن البسيط مجاناً وبأعلى جودة، وكان هدفنا إحداث طفرة غير مسبوقة في مجال العيون شملت البنية التحتية، والأجهزة، والمنظومة الإدارية بالكامل.”
نقلة نوعية في الخدمات والإمكانيات
أشار البديوي إلى أن المبنى الجديد يمثل نقلة نوعية في خدمات المستشفى، حيث أُقيم بالتنسيق مع وزارة الصحة والمحافظة والمجتمع المدني على مساحة تتجاوز ألف متر مربع وبارتفاع خمسة طوابق، بتكلفة تقارب خمسين مليون جنيه.

مكونات الصرح الجديد:
- العمليات: 6 غرف عمليات كبرى مجهزة بأحدث الأجهزة الجراحية الدقيقة.
- العيادات: 18 عيادة تخصصية تغطي جميع فروع طب العيون (الشبكية، الحول، تصحيح الإبصار).
- الرعاية: 35 سريراً داخلياً للحالات التي تحتاج لمتابعة ما بعد العمليات.
- الدعم: معامل تشخيص متطورة، وغرف تعقيم مركزية وفقاً لأحدث معايير الجودة، ووحدات ليزر متقدمة.
أكد مدير المستشفى أن هذه الطفرة الشاملة انعكست على خلق ثقة كبيرة بين المواطنين وزيادة أعداد المرضى من داخل المنوفية وخارجها، مع قرب الانتهاء من جميع الأعمال بنهاية العام الحالي.

ريادة الدلتا: وحدة الأورام والقضاء على قوائم الانتظار
القضاء على قوائم الانتظار:
أكد البديوي أن التطوير انعكس مباشرة على جودة الخدمة، حيث نجح المستشفى في القضاء على قوائم الانتظار التي كانت تمتد لفترات طويلة في العمليات الدقيقة (المياه البيضاء، زراعة القرنية، الشبكية، الحول). وبذلك، حصل المستشفى على المركز الثاني على مستوى الجمهورية للعام الثاني على التوالي.
وحدة أورام العين المتكاملة (الأولى بالدلتا):
أكد البديوي أن المستشفى الجديد سيضم وحدة متكاملة لعلاج أورام العين، وهي الأولى من نوعها على مستوى محافظة المنوفية ومنطقة الدلتا. تهدف الوحدة لتقديم خدمات تشخيص وعلاج الأورام الحميدة والخبيثة للأطفال والكبار، بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الكبرى.
أكبر وحدة فحوصات عيون:
أشار إلى أن المستشفى تمتلك أكبر وحدة فحوصات عيون في منطقة الدلتا، مجهزة بأحدث الأجهزة على مستوى الجمهورية، منها:
- جهاز مجال الإبصار (لتشخيص أمراض العصب البصري).
- جهاز رسم العصب.
- جهاز المقطعية على الشبكية والعصب البصري (OCT).
- أجهزة السونار والأشعة بالصبغة والليزر لإجراء الجراحات الدقيقة.

أكد البديوي أن 99% من خدمات وجراحات العيون متوفرة داخل المستشفى، الذي يستقبل أكثر من 20 ألف حالة شهرياً.
دور حيوي في الطوارئ ودعم المبادرات
- قسم الطوارئ: يعمل القسم على مدار الساعة لاستقبال الإصابات المفاجئة والجروح العميقة وحالات ارتفاع ضغط العين الحاد، بفريق مُدرَّب على أعلى مستوى للتدخل الجراحي الفوري وإنقاذ البصر، مما عزز ثقة المواطنين وجعله الوجهة الأولى للحالات الطارئة على مستوى الدلتا.
- دعم الأشقاء: لم يقتصر دور المستشفى على أبناء الدلتا، بل شارك في استقبال المصابين والجرحى من الأشقاء في غزة، بالإضافة إلى حالات من السودان وفلسطين، مما يعكس الثقة العربية في كفاءة الكوادر المصرية وإمكانيات المستشفى.
- المبادرات الرئاسية: المستشفى شريك رئيسي في المبادرات الرئاسية، حيث شارك في القوافل الطبية المجانية بالقرى والمراكز، وتوقيع الكشف وصرف النظارات والأدوية مجاناً، وكان له دور فاعل في حملات القضاء على العمى ومرض “الرمد الحبيبي”.









