عرف عازف الكمان احمد الحفناوى بشخصيّته الفريدة وطريقته الخاصة فى العزف على الكمان فلم يستطع احد أن يقلده أو أن يجاريه فى احساسه. ولتميزه قصة طويلة حيث ولد عام 1916 بمدينة القاهرة وكان والده صانعاً للآلات الموسيقية فكان يذهب إلى دكانه بعد انتهاء اليوم الدراسى وهناك التقى بكبار الموسيقيين أمثال القصبجى وإبراهيم القبانى وفهمى عوض، ولما لاحظ والده انبهاره بما يراه من أداء كبار العازفين المصريين الذين يترددون عليه سأله إن كان يريد أن يتعلم موسيقى وأن يحدد الآلة الموسيقية التى يريد أن يتلقاها فاختار آلة كمان. فأحضر له والده مدرساً قام بتعليمه المبادئ العامة للموسيقى وعزف الدواليب والسماعيات وغيرها من قوالب الموسيقى الآلية فى الموسيقى العربية. وقد اظهر الحفناوى تقدماً ملحوظاً فى دراسته الموسيقية فاقترح الفنان الكبير محمد القصبجى على والده ان يوجّهه توجيهاً سليماً فألحقه بمعهد الاتحاد الموسيقى الخاص الذى أنشأه الفنان إبراهيم شفيق فى حى عابدين بالقاهرة. وقد قضى فى هذا المعهد بعض الوقت ليلتحق بعد ذلك بمعهد فؤاد للموسيقى العربية والذى اصبح فيما بعد معهد الموسيقى العربية عام 1932، وهناك درس العزف على آلة الكمان على يد الاستاذ «داجوليو» ثم اليد الاستاذ «ارميناك» الذى كان استاذاً لأنور منسى وعطية شرارة ومحمد حجاج. وقد لقى الحفناوى اهتماماً خاصاً من أساتذته حتى تخرج فى المعهد عام 1936 وهى الدفعة التى ضمت كلاً من عبدالحليم نويرة وفريد الاطرش. وبعد التخرج عمل مع المطربة نادرة التى كان يلحن لها محمد القصبجى وهو الذى اقترح عليها ان تضم الحفناوى إلى فرقتها حيث استمر معها فترة طويلة كما عمل مع كل من فتحية أحمد ورتيبة أحمد، وعندما شرعت أم كلثوم فى العمل فى فيلم وداد كانت فرقتها الموسيقية تضم ستة عازفين فقط ولم يكن هذا العدد يكفى لعزف موسيقى الفيلم فضمت لفرقتها الحفناوى واثنين من زملائه حيث سجلوا كل الحان الفيلم ليستمروا معها بعد ذلك بعد أن شعرت أنهم أضافوا لها الكثير وسافروا معها فى جولاتها واستمر الحفناوى يعمل معها حتى رحيلها. وقد شارك فى حفلاتها الشهرية التى بدأت تذاع مباشرة من إذاعة القاهرة فى عام 1937 وكان يجلس دائماً فى صدارة كتيبة آلات الكمان التى كانت تشكل العمود الفقرى فى فرقة أم كلثوم. وفى نفس الوقت كان يعمل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وعمل مع فريد الاطرش وأسمهان ومحمد فوزى وطلال مداح وغيرهم. وتميز بقدرة عالية فى تجميع مقومات الصولو، ومن أشهر صولوهاته صولو فى قصيدة رسالة من تحت الماء مع عبدالحليم حافظ، وعرف عن ساحر الكمان أنه كان ميالاً لتشجيع الفنانين الشبان الموهوبين حيث قدم بليغ حمدى لأم كلثوم عام 1960 وتم أول لقاء بينهم فى أغنية «حب ايه». وفى عام 1963 كون فرقة موسيقية بقيادته كانت تابعة لإدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة وقد استمرت هذه الفرقة حتى تم حلها بعد حرب 1967. وقد عمل عازفاً للكمان فى فرقة الإذاعة المصرية تحت قيادة كل من عبدالحليم نويرة وإبراهيم حجاج ثم عمل كعازف أول فى الفرقة الماسية تحت قيادة أحمد فؤاد حسن. وتوفى الساحر عام 1990 بعد رحلة عطاء لذلك المصرى الذى قيل عنه إنه تعلم الكمان من الأرض المصرية والريف المصرى وكان ذا موهبة وشهرة لا يضاهيها أحد من الموسيقيين حتى أنه أصبح من المتعارف عليه أن يسمى أى عازف كمان بالحفناوى.








