هل فهم كل المصريين فقرات الاحتفال بافتتاح المتحف المصري؟
لم نكن وحدنا كمصريين الذين انتظرنا افتتاح متحفنا الكبير ،أكبر متاحف العالم ،ولكن شاركنا فى هذا ملايين من البشر فى كل بلاد العالم فى أوسع تغطية لحدث ثقافى يشهده العالم كما أوردت الهيئة العامة للاستعلامات فى بيان لها ،وفيه أيضًا عرفنا أن 750 مقالا وتغطية قدمتها الجرائد والمواقع العالمية عن هذا الافتتاح ،وبينها رقم 693 مقالاً وتغطية إيجابية تتغنى بحفل الافتتاح بنسبة 98٪ من العدد الكلي، وأن 215 وسيلة إعلامية أتاحت مساحات كبيرة للنشر عن فقرات الاحتفال، من بينها الدول المشاركة فيه «79 دولة» وبينها وسائل إعلامية لدول لم يشارك ممثلوها فى الاحتفال، وان التناول الإعلامى العالمى لهذا الحدث العظيم بدأ قبله بأيام، ليوضع اسم مصر على رأس اهتمامات العالم ،ويدفع أكثر من مليار، من سكان العالم لرؤيته، وأنا هنا اكتب هذه الأرقام التى اصدرتها الاستعلامات حتى لا ننساها ،وحتى نتذكر ان مصر بحضارتها وبتاريخها وبمتحفها الجديد شغلت هذا العالم من البداية وحتى اليوم ،وأن افتتاحها لهذا المتحف الكبير كان ضرورة لبلد صنع كل هذا التاريخ والآثار التى ملأت متاحف العالم، لكن متحفنا أصبح الوحيد الذى لا يستحوذ على آية قطعة آثار تخص بلدا آخر من بين مئة الف قطعة ،وليضع مصر فى طليعة البلاد التى تدافع عن التراث الإنسانى وتقدم نموذجا ملهمًا لمفهوم «القوة الناعمة» بما يعزز موقعها الفريد كجسر بين الماضى العريق والحاضر وطموحات المستقبل ولتأتى إقامة المتحف بالقرب من الاهرامات وأبو الهول كخطوة عبقرية للحوار بين الازمنة.
جوهرة مصر الكبرى
«جوهرة مصر الكبرى الجديدة داخل المتحف المصرى الكبير الذى طال انتظاره «هذا هو عنوان المقال الذى كتبته «سارة كينجدم « على موقع مجلة فوربس وفيه تفاصيل مهمة لنا كمصريين ،ولكل العالم منها هذه الكلمات «أنه المتحف الضخم بحق، بل إنه أكبر متحف أثرى فى العالم ،صمم المبنى من قبل شركة « هينجانبينج «للهندسة المعمارية ومقرها دبلن ويتماشى تصميمه تمامًا مع هرمى خوفو ومنقرع ،والواجهة الخارجية بمدخلها الهرمى الشكل مغطاة بالكتابات الهيروغليفية وقطع مثلثة من المرمر الشفاف وتبلغ مساحتها ما يعادل. مساحة 70 ملعبا لكرة القدم تقريبا ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض تغطى أكثر من خمسة آلاف عام من الآثار المصرية ابتداء من حقبة ما قبل الأسرات وحتى العصر اليونانى الروماني.
احتفالية رائعة
هكذا رأى العالم المتحف المصرى الكبير والاحتفال به يوم السبت الماضى ،ولكن كان هناك من بيننا من لم يتقبل بعض فقرات الاحتفال الكبير ،وكان هناك من لم يفهم بعض ما قدم برغم المجهود الكبير الذى بذله كل الفريق المسئول عن الاحتفال، وربما كان السبب هو أسلوب الدمج بين الأحداث وبحيث رأينا بعض الأحداث السابقة مدمجة فى موعد آخر لتتسع التساؤلات حولها وليأتى الرد من خلال المشرف العام على الاحتفالية ،السيد محمد سعدى ،باعترافه لعمرو أديب مساء الاحد بالخطأ فى عدم فصل الفقرات السابقة واللاحقة،وهو اعتراف مهم ومحترم لمن يشعر بالمسئولية تجاه ملايين المصريين ،وهو أيضًا اعتراف لم يسحب من المصريين وهج الاهتمام بالاحتفال ،بل وهج الشعور بمحبة الوطن من خلال إعلان الفرحة والبهجة ،فى الحياة ،وارتداء الملابس الفرعونيّة الجميلة على ساحات مواقع السوشيال ميديا التى اتسعت لتضم كل. من أراد التعبير عن محبته للمناسبة ،وللتاريخ ،ولمصر العظيمة.
نحن.. والمنصة
فى اليوم التالى للافتتاح الكبير ،أصدرت رئاسة مجلس الوزراء بيانا باطلاق منصة بعنوان «رحلة «لتنظيم الرحلات المدرسية المجانية الى المتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية ،وهو تحرك مهم ورائع يواكب افتتاح المتحف الكبير ويفتح أبواب المعرفة لأجيالنا الجديدة ،ولكن البيان لم يحدد ،هل زيارة المتحف الكبير مجانية لطلبة المدارس المصرية كلها «خاصة وأن أسعار دخوله المعلنة عالية «،وهل توجد أيضًا تسهيلات لفئات أخرى ككبار السن وذوى الهمم وغيرهم ؟ وهل يصبح وجود مرشد سياحى أمراً ضرورياً لتقديم المعلومة الصحيحة لأجيال جديدة علينا تعزيز هويتها ؟،وهل لدى الدولة فكرة لتخصيص يوم كل أسبوع أو أسبوعين لفتح المتاحف المصرية مجانا للجمهور المصرى كما يحدث فى بعض الدول ؟ اسئلة مشروعة وملحة فى زمن افتتاح اكبر متاحف العالم فى مصر العظيمة .ومبروك علينا هذاالصرح الأثرى والحضارى العملاق .









