يتميز «ناس السودان» بطيب العشرة وحُسن الخلق وحب المعرفة ويقولون إن السودانى مُسيس بطبعه.. والأهم أن كل مواطن ومواطنة يحملون فى قلوبهم النقاء والصفاء الذى يماثل البياض الناصع للجلباب الذى يمثل الزى الوطنى.
لذلك لا يوجد مصرى ولا عربى من المحيط إلى الخليج إلا وقلوبهم تنفطر على أحوال هذا البلد الشقيق.. والمذابح التى حدثت فى الفاشر خلال الأيام الماضية.
مرت أكثر من 900 ليلة وليلة منذ 15 أبريل 2023 حينما بدأت الحرب الأهلية فى السودان ما بين قوات الجيش والدعم السريع.. ومن يومها يعانى الشعب من ويلات القتال الدائر مما أدى إلى سقوط المئات من الشهداء وتشريد الملايين وتهديد عشرات الآلاف بالأمراض والأوبئة والمجاعة.. ومما زاد الأمر بشاعة ما حدث فى الفاشر من كارثة إنسانية وجرائم حرب تعتبر بمثابة جرس إنذار أخير بأن البلاد على شفا التقسيم والانهيار إذا لم يتم تحكيم العقل ووقف التدخلات الخارجية والبدء فوراً فى وقف إطلاق النار والدخول فى مفاوضات لرأب الصدع وتغليب المصلحة العامة للبلاد وإنقاذ ما تبقى.. وانتشال الشعب من الفقر والأوبئة والمجاعة.
والأهم الحفاظ على وحدة الدولة ومؤسساتها وتحقيق السلام للسودانيين!!
ألا يكفى استمرار حرب «قابيل وهابيل» لأكثر من 30 شهراً .. وألا يكفى ما حدث من أهوال فى «الفاشر».. أم أن مدينة الأبيض «عروس الرمال سيلقى أهلها نفس المصير من القتل والدمار والتشريد.. حيث بدأت القوات المتقاتلة تتجه لهذه المدينة المهمة قلب التجارة السودانية.. فالدعم السريع بعد معارك دارفور يستعد للسيطرة على كردفان.. فمن ينقذ السودان والسودانيين؟!
لابد أن تعلو أصوات القوى المدنية فى السودان ومعرفة من يتآمر على هذا البلد ويريد تقسيمه وتدمير جيشه كما تم تدمير الجيش الليبى والسورى واليمنى والعراقى.. وعلى حكماء العرب العمل على إنقاذ السودان وإيقاف حرب «الإخوة الأعداء» التى طالت واتت على الأخضر واليابس وأزهقت الآلاف من الأرواح البريئة.. فليس من المعقول ترك السودان لمصير مجهول.. وإذا لم يتفق العرب والسودانيون على إيجاد حل فعليهم ان ينتظروا حلاً يأتيهم من الخارج.. وعندها لا يلوم كل طرف إلا نفسه!!
بدأت أمريكا تقديم مبادرات لاعلان هدنة مدتها 3 أشهر وتستمر لمدة 9 أشهر إذا تم الاتفاق بعد وقف إطلاق النار على إجراء محادثات ومفاوضات حول المصالحة.. فهل تنجح هذه المبادرة التى يقودها مسعد بولس مبعوث الرئيس دونالد ترامب.. أم أن هناك من لا يريد التنازل عن مصالحه الشخصية وليذهب السودان والشعب إلى الجحيم؟!
منذ سنوات انفصل جنوب السودان وأصبح دولة مستقلة فهل ينتظر السودانيون انفصال دارفور وكردفان ويصبح السودان الذى كان موحداً منقسماً إلى 4 دول.. أم سيعود الجميع إلى رشدهم ويرددون النشيد الوطنى..
نحن جند الله.. جند الوطن
إذا دعا الغدا لم نخن
نتحدى الموت عند المحن
نشترى المجد بأغلى ثمن
هذه الأرض لنا.. فليعش سوداننا علماً بين الأمم.
فضائح إسرائيلية بالجملة!!
>> فضيحتان هزتا إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.. الأولى وضعت حكومة نتنياهو فى مأزق أمام الرأى العام العالمى الذى أصبح الآن يصدق ما كان يردده المعتقلون الفلسطينيون عن الوحشية التى يعاملون بها فى سجون الاحتلال على أيدى الجنود خاصة وانه كما يقول المثل «وشهد شاهد من أهلها»!!
قامت المدعية العامة العسكرية بتسريب فيديو يظهر التعذيب الوحشى الذى تعرض له أسير فلسطينى من غزة على أيدى الجنود الإسرائيليين فى معتقــل «ســـدى تيمان» بصـــحراء النقــب وقامت القنــاة رقـــــم 12 بالتليفزيون الإسرائيلى بإذاعة مقطع الفيديو المصور مما أثار الغضب على وسائل التواصل داخل إسرائيل وخارجها!!
الفضيحة أدت إلى قيام وزير الدفاع الإسرائيلى بعزل المدعية العامة العسكرية وتحويلها للتحقيق.. وبعدها اختفت المدعية عن الأنظار لمدة 24 ساعة ولم يعرفوا مكانها لكنهم توصلوا إليها وتم القبض عليها وتحويلها للتحقيق.
هذه الفضيحة هزت نتنياهو وحكومته وأكدت للعالم الجرائم التى ترتكب بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية وعلى العرب والفلسطينيين استغلال هذه الفضيحة والمطالبة بحماية المعتقلين.
الفضيحة الثانية انفجرت فى وجه المعارضة حيث تم الكشف عن أكبر قضية فساد فى اتحاد النقابات العامة «الهستدروت» حيث تم القبض منذ يومين على 55 من قيادات الاتحاد من بينهم الأمين العام على خلفية تحقيقات تجرى منذ عامين ومن المنتظر ان تطال 300 شخص آخرين.
جاءت عملية القبض على القيادات من خلال مداهمات تمت فى وقت واحد الساعة السادسة صباح الاثنين الماضى .. وأشارت التحقيقات حسب ما نشره موقع الشرق الأوسط» إلى أن رجل أعمال إسرائيلى هو الذى يدير شبكة الفساد ويقوم بمنح القيادات فى اتحاد النقابات امتيازات وحوافز مالية ووظائف برواتب مالية لتسهيل مصالحه الشخصية وتوسيع دائرة نفوذه داخل مؤسسات الدولة.
من المعروف ان «الهستدروت» من أقدم المؤسسات الإسرائيلية وأقواها ومن أهم معارضى رئيس الوزراء نتنياهو الذى يواجه هو الآخر تهم فساد!!









