مصر تبنى دولة عصرية حديثة والمتحف المصرى الكبير أحد معالمها».. هذه هى الحقيقة فكل مشروع عملاق شهدته مصر جاء فى إطار «الدولة الحلم» أو الدولة الحديثة التى تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مستهل قيادته لمصر عام 2014.. ومن يتتبع منشآت الدولة العصرية التى وعد بها الرئيس يجد أن كلها صروحا عملاقة جاءت فى غالبيتها خلال السنوات القليلة الماضية.. بينما بعض هذه الصروح كان قد تم البدء فى أعمالها أثناء عهود سابقة ولكنها لم تكتمل لأسباب عديدة.. وهنا نتوقف عند اللحظة الفارقة التى جعلت كل مصرى فخور ببلده وبمنجزاتها.. وهذه اللحظة تمثلت فى ظهور صاحب فكرة إنشاء المتحف وحديثه فى بداية الاحتفالية وهو وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى.. وأهمية اللحظة هنا تتمحور فى صدق القيادة السياسية وثقتها فى نفسها.. والأهم هو رعايتها لشعبها واطمئنان كل صاحب فكر وإنجاز على نفسه.. مهما كانت التحديات والظروف.
>>>
هذه المعانى السامية والقيم النبيلة التى ظهرت فى احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير.. لم تقتصر على البدء بصاحب فكرة المشروع.. وإنما امتدت إلى الاستقبال الرائع لضيوف مصر الكبار ويكفى فى هذا الصدد الترحيب الحار بالرئيس الفلسطينى محمود عباس.. وفى المشاعر الطيبة التى عبرت عنها الملكة رانيا ملكة الأردن.. وفى تعبيرات الغبطة والسعادة التى علت وجوه قادة ورؤساء حكومات ووزراء ومسئولين جاءوا من 79 دولة تمثل كل قارات العالم للمشاركة فى احتفالية المتحف.. أيضا فإن المعانى السامية التى غلفت حفل الافتتاح تمثلت فى العديــد من الفقرات التى حرصت على إبراز الجانب الحضــارى والإنسانى فى تاريخ مصر العريق.. فها هى الموشحات تتعانق مع الترانيم فى وطن يتجاور فيه المسجد والكنيسة فى كل المحافظات والأقاليم.. وها هى الأجيال الجديدة من عباقرة التمثيل والغناء والموسيقى تأتى من أحضان الأجيال التى سبقتها.. وكأننا نقول للعالم إن حضارة سبعة آلاف عام ممتدة ولا تنضب.. وأن عشق الوطن والحب والاحترام هى السمات الأساسية لدى كل المصريين.
>>>
وحقيقة فإن هذه السمات الموروثة هى نفسها التى حافظ المصريون من خلالها على دولتهم لتكون أقدم دولة فى التاريخ.. ربما تكون تأثرت بعض الوقت بالمتغيرات والمؤامرات التى ضجت بها المنطقة.. وربما تكون قد عانت من مظاهر «الشيخوخة» بعض الوقت لأسباب خارجة عن إرادتها.. ولكنها الآن وبقيادة الرئيس السيسى استعادت الدولة المصرية شبابها.. وكان افتتاح قناة السويس الجديدة بداية الانطلاق.. لتتوالى بعد ذلك الإنجازات.. وشهدت مصر لأول مرة منذ عقود تنفيذ آلاف المشروعات التنموية ومشروعات تطوير البنية التحتية وتزامن ذلك مع مشروعات التوسع الزراعى والقضاء على العشوائيات وإقامة مدن حضرية تحترم آدمية المواطن المصرى وتجعله يعيش فى بيئة نظيفة تتوافر فيها كل الخدمات والإمكانات.. وبنفس هذه الروح الوثابة امتدت أيادى التطوير إلى القرى والنجوع وتمكنت مبادرة «حياة كريمة» من توفير كافة أشكال الراحة لأكثر من 50 ٪ من أبناء الريف.. ثم هذا الكم الكبير من النجاحات فى مجالات الصحة والتعليم وكل ما يتعلق ببناء الإنسان المصرى «الجديد».
>>>
فى كلمته خلال احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير لخص الرئيس السيسى المشهد وبعث بالعديد من الرسائل لمن يفهم ولمن يهمه الأمر.. الرئيس قال: إن افتتاح المتحف يجمع بين عبقرية الإنسان القديم وإبداع المصرى المعاصر.. وأن مصر هى أول من خطت للحضارة وفيها شهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة.. وانها ألهمت شعوب الارض قاطبه ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضىء طريق الحضارة والتقدم الانسانى معلنة أن صروح الحضارة تبنى فى أوقات السلام وتنشر بروح التعاون بين الشعوب.. الرئيس قال أيضا: إن المتحف المصرى العظيم ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصرى الذى شيد الأهرام ونقش على الجدارن سيرة الخلود.. شهادة تروى للأجيال قصة وطن ضربت جذوره فى عمق التاريخ الإنسانى ولاتزال فروعه تظل حاضرة ليستمر عطاؤه فى خدمة الإنسانية.
>>>
هكذا كانت رسائل مصر والرئيس السيسى وكلها تحمل للبشرية كل الأمنيات الطيبة.. غير أن هذا المشهد البديع لم يخل كالمعتاد من حملات إعلامية «مسعورة» ضد مصر جاءت من هنا وهناك.. من عناصر جماعة الإخوان الإهاربية.. ومن بعض الحاقدين و«المنفسنين» الذين يرون فى انتصارات مصر هزيمة لهم.. وفى استعادة مصر لأمجادها السابقة تهديد لوجودهم.. ولكن ما يطمئنا حقاً هو أن مثل هذه الحملات «النشاذ» لا تؤثر فى مصر ولا على مكانتها العظيمة بين دول العالم.. وأن مصر ستظل دائماً داعمة ومساندة لأشقائها العرب.. ووطن الأمن والسلام.. وحجر الزواية فى استقرار هذا العالم.









