نعم مصر تتحدث بلسان التاريخ.. فهى تحمل 7 آلاف سنة من الحضارة والعراقة.. مصر تتحدث للعالم بفخر وزهو.. قائلة: هنا التاريخ.. هنا الابداع.. هنا الإعجاز.. الشعب كله فرحان.. فرحان بحضارته وثقافته وأعظم متحف فى العالم.. بإنسانيته.. مصر فرحانة بهذا الابهار الذى يتوقف أمامه التاريخ طويلا.. فى آخر زيارة لى لباريس.. وقفت فى قلب متحف اللوفر.. حيث الجناح المصرى.. الذى يتكون من ثلاثة طوابق.. ويحتل اكثر من 1/4 مساحة المتحف.. مر أمامى شريط طويل.. تذكرت أن رفاعة الطهطاوى بعد عودته من فرنسا.. قدم التماسا إلى محمد على «والى مصر» يطلب منه تنظيم الآثار والحفريات المصرية وحمايتها من السرقة والنهب وأيضا التخريب وتحديات الجشع الأحمق.. كان ذلك حوالى سنة 1830.. طالب رفاعة الطهطاوى إقامة متحف أسوة باللوفر.. لكن لم ينتبه احد لطلب الطهطاوى.. ليتحقق حلمه وحلم كل المصريين فى 2025 بالمتحف المصرى الكبير أى بعد 195 عاماً.. يفتتح فى مصر.. أكبر وأعظم متحف فى العالم.. تضمن شريط الذكريات أمامى.. كيف صنعت فرنسا مركباً خاصاً.. بمواصفات محددة.. لنقل المسلة المصرية.. التى أهداها محمد على فى عام 1830 إلى ملك فرنسا.. فعلت فرنسا المستحيل لنقل هذه المسلة من الأقصر إلى باريس.. قامت بتصنع سفينة بمواصفات خاصة فى فرنسا.. لتحمل المسلة التى يصل وزنها 230 طنا كتلة واحدة.. اقيم احتفال أكثر من رائع لحظة ارتفاع المسلة المصرية فى قلب باريس.. تعمدت أن أذكر حكاية هذه المسلة.. لأكشف عن مدى انبهار العالم.. خاصة فرنسا.. بمجرد مسلة واحدة.. فما بالنا بمتحف يضم حوالى 150 ألف قطعة من الآثار المصرية.. المتحف المصرى الكبير.. ليس مجرد احجار أو تماثيل.. إنما هو حياة.. حياة نعيشها بكل تفاصيلها.. حياة عظيمة.. لا نظير لها فى أى مكان فى العالم.. المتحف حياة من الكبرياء والعزة والشرف.. وأيضا المجد.. لقد زرت هذا المتحف اكثر من مرة.. فى كل مرة.. ينتابنى شعور مختلف عن المرة التى تسبقها.. لكن الشعور الذى سيطر.. فى كل مرة.. كان الفرحة.. بهذا الإنجاز غير المسبوق على مستوى العالم.. كأننى فى حلم حقيقى.. حلم.. تمنيت أن اعيشه فى بلدى.. أقول الحمد لله إننى عشت لأرى هذا الحلم يتحقق.. لأرى الحجر ينطق قائلا: إن الحضارة لا تموت.. بل تتجدد.. وهكذا يجدد الأحفاد.. حضارة الأجداد.. بكل إبداع وإتقان.. وفخر.. وهكذا تتواصل الأجيال.. مصر تتحدث اليوم.. لإظهار جمال وعظمة حضارتها.. يكفى أن تعرف الدنيا كلها.. أن هذا المتحف هو الوحيد فى العالم الذى يضم حضارة واحدة.. فكل المتاحف تحتوى على عدة حضارات فاللوفر مثلا.. يضم الحضارة المصرية والرومانية والاغريقية.. وباقى المتاحف هكذا.. إذن فهذا المتحف المصرى.. مختلف ليس فقط فى حجم محتوياته أو مساحته أو معامل ترميم الآثار به.. إنما فى ندرة وعظمة وشموخ ودقة إبداع المصرى القديم.. تصوروا تمثال رمسيس الثانى.. الذى يتوسط مدخل المتحف مرحبا بالضيوف.. رمسيس هذا يصل وزنه إلى 80 طنا.. الذى تم نقله فى عام 2018 من ميدان رمسيس إلى هذا المتحف.. توقفت أمام مفتاح الحياة.. الذى ابتكره أجدادنا.. بألوانه الزاهية.. وأحجامه المتفاوتة.. ما هذه العظمة الذى قدم للدنيا كلها.. مفتاح الحياة.. كرسالة حب وسلام.. أشعر بشموخ مصر.. متجسداً فى شخص رئيس مصر.. عبدالفتاح السيسى.. أقول: عندما تتحدث مصر بلسان التاريخ.. فإن الدنيا كلها تنصت إليها.. كما حدث عند افتتاح المتحف الكبير.. حيث تسابقت أكثر من مائة قناة تليفزيونية.. لنقل هذا الحدث.. من حقنا جميعا أن نقول.. عظيمة يا مصر.









