سؤال يبدو ساذجا.. لكن الاجابة لن تكون ساذجة إنها اجابة من التاريخ.. فالتضامن العربى والروح العربية لا تموت ابداً.. قد تضعف.. لكنها لا تموت.. قد تمرض لكنها لا تموت..!!
الغياب العربى عن قضايا العرب أصبح واضحا للعيان، ولكن له مبرراته سواء كانت مبررات منطقية او غير منطقية.. الا ان الواقع الذى يفرض نفسه عاجلا أم آجلا.. انه قادم قادم لا محالة وان التضامن العربى والروح العربية الواحدة ستفرض نفسها بكل قوة فى كل القضايا..!
نتابع الآن الاستعدادات لمؤتمر ومبادرة اعمار غزة.. وكان طبيعا ان نشاهد سباقا عربيا أشبه بالمزاد العلنى تعلن فيه كل دولة عربية عن شكل وحجم دعم المبادرة مما يؤكد وجود ظهير عربى اسلامى للقضية الفلسطينية.. ولكننا حتى كتابة هذه السطور لم نسمع ولم نر رد فعل العرب تجاه اعمار غزة باستثناء الموقف المصرى الداعم بكل قوة ومستضيف مؤتمر اعمار غزة.. وهو نفس الموقف المصرى الداعم بكل قوة لاهل غزة برفض التهجير ورفض تصفية القضية.
واذا كانت مبادرة اعمار غزة دليلاً على ضعف التضامن العربى.. فإن غزو غزة وتدميرها كان دليلا اكبر وكذلك موقف العرب من السد الإثيوبى حيث بدا الموقف العربى فاترا وكأنه لا يسمع ولا يرى ما يحدث فى اثيوبيا تجاه مصر والسودان.
برغم هذا كله لايمكن ان نقول ان التضامن العربى قد مات فإنه فقط مرض مرضا شديدا.. ويحاول الآن التعافى وقد حانت فرصة التعافى فعلا من خلال الايام القليلة المقبلة سواء من خلال مبادرة اعمار غزة اوالموقف العربى الموحد تجاه اثيوبيا والوقوف صفا واحداً مع مصر والسودان.
اعتقد ان سبب هذا الفتور غير المنطقى هو ان كل دولة باتت تخشى على أمنها القومى أو أمنها الداخلى من خلال تدخلات اجنبية مباشرة او غير مباشرة مما ابعد كل دولة عن محيطها العربى والاسلامى وهو سر وجودها اساسا..!!
أعتقد ان الحرب الحقيقية ضد التضامن العربى ليست حربا مباشرة بل حرب على السوشيال ميديا من خلال اضعاف بل قتل الروح العربية وروح التضامن العربى.. حتى اصبح التراشق اللفظى على مواقع التواصل الاجتماعى بين شباب العرب ظاهرة يومية لا تحتاج إلى ايضاح او ابراز.. حتى وصل الامر إلى تسفيه بعض الشباب لمواقف ومبادىء عربية ورثناها وتعلمناها وآمنا بها لسنوات طوال مثل القومية العربية وروح التضامن وروح المقاومة العربية.. لدرجة ان بعض شبابنا وللاسف الشديد يهاجمون المقاومة ويتناسون بقصد او بغير قصد الهجمات الصهيونية على قدسنا وغزة والحرب ضد العروبة فى كل مكان بدعم امريكى.. واحيانا بدعم من ابناء العمومة..!!
هل يصدق احد ان بعض شبابنا يهاجم المقاومة او اطفال غزة او يبث روح الهزيمة فيما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى؟! هل يصدق احد ما يكتبه البعض من ابناء العرب تعليقات مثيرة ضد ابناء العرب.. وكأنهم بتناسون او يتجاهلون انهم ابناء أب واحد ووطن واحد وشعب واحد وتاريخ واحد ومستقبل واحد.
لقد تناسينا أمر الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».
وقوله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون».
ودعانا الرسول صلى الله عليه وسلم للتعاون الجمعى وعدم التفرق فقال عليه الصلاة والسلام «عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
لابد من العودة للتضــامن العربى مهما كانت أســباب تفرقنا وأسباب ابتعــادنا عن بعضنــا البعض.. وما احوجنا إلى روح حرب أكتوبر «رمضان» وهى ليست مستحيلة.
همس الروح
>> إذا كانت الحياة هى التى تعلمنا الحب.. فإن التجارب هى التى تعلمنا من نحب.. والمواقف تعلمنا من يحبنا.
>> الكل يتكلم حتى ولو بلغة الإشارة.. أما الأفعال فهى الصادقة وتؤكد صدق المحبة.
>> إن مع العسر يسرا.. وراء كل محنة منحة.. وراء كل أزمة وابتلاء حكمة لا يعلمها إلا الله.. فلا تيأس.
>> الموت حق.. وهو الباقى بعد كل متاعب الحياة.. فاعمل لآخرتك.. ولا تنس نصيبك من الدنيا.
>> لم يعد فى العمر متسع لمزيد من الاشخاص غير المرغوب فيهم فالعمر قصير.. بل قصير جدا.. والحمد لله.









