مستقبل أفريقيا وقدرتها على تحقيق تنمية عادلة لن يتحقق دون حماية تنوعها البيولوجي وإستدامة مواردها الطبيعية
أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة أن دول القارة الأفريقية تتمتع اليوم بفرصة تاريخية لتعزيز ريادتها العالمية في أجندة التنوع البيولوجي ليس فقط كواحدة من أغنى مناطق العالم من حيث الموارد الطبيعية بل أيضًا كقارة تمتلك معارف تقليدية وخبرات متراكمة ونماذج مجتمعية راسخة تعيش في وئام مع الطبيعة.
مشيرًا إلى أن مساهمتنا الجماعية في تنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي ستكون محورية لتحقيق النجاح العالمي وسيكون لصوت أفريقيا الموحد دور حاسم في صياغة المفاوضات المستقبلية والتوصل إلى نتائج عادلة ومتوازنة.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة خلال تمثيله جمهورية مصر العربية فى الجلسة الإفتتاحية للقمة الأفريقية للتنوع البيولوجي والتي أقيمت في غابورون خلال الفترة من ٢ إلى ٥ نوفمبر الجارى بحضور الرئيس دوما جيديون بوكو رئيس جمهورية بوتسوانا .
أوضح الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة أن قمة أفريقيا للتنوع البيولوجي ستكون بمثابة منصة رفيعة المستوى تهدف إلى دعم أولويات أفريقيا في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي لا سيما فى مجالات الحوكمة وتعبئة الموارد ومساهمات أفريقيا في المفاوضات العالمية بشأن التنوع البيولوجي.

أشار د. على أبو سنة إلى أن الجلسات الفنية للقمة تركز على عدد من المجالات المواضيعية الرئيسية ومنها حفظ التنوع البيولوجي من أجل التنمية الإجتماعية والإقتصادية وتعزيز حوكمة التنوع البيولوجي إضافة إلى تعزيز التدفقات المالية لإدارة التنوع البيولوجي وآليات التمويل المبتكرة والشراكات بين القطاعين العام والخاص وبناء القدرات لتفعيل مبادرات مثل صندوق التنوع البيولوجي الأفريقي
كما ستكون القمة بمثابة منصة لتنسيق مواقف أفريقيا إستعدادًا للإجتماعات العالمية الرئيسية للتنوع البيولوجي كما ستوفر توجيهًا سياسيًا قائمًا على توصيات المؤتمر الوزاري الأفريقي للبيئة.
أكد الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة دعم مصر الكامل للإتحاد الأفريقي ومفوضيته وإلتزامها بالمشاركة البناءة لتعزيز الشراكات بما في ذلك تعزيز الإستثمارات القائمة على الطبيعة وفتح آفاق التمويل المبتكر وضمان الإتساق بين الإستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي والمساهمات المحددة وطنياً في مجال تغير المناخ وأهداف تحييد أثر تدهور الأراضي.
أشار د. على أبو سنة إلى أن مصر وخلال مراحل إستضافتها لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لإتفاقية التنوع البيولوجي وصولاً إلى إستضافتها مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عملت على ترسيخ مسار تراكمي وإرساء نهج متسق يربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي مع تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة كأحد أهم الجسور الملموسة بين المناخ والبيئة والتنمية.
مضيفاً إلى أن مصر وعلى مدى السنوات الماضية عززت حماية النظم البيئية الساحلية والبحرية والبرية وإدارتها المتكاملة وطوّرت نماذج عملية تدعم المشاركة المجتمعية وتعزز الفرص الإقتصادية المستدامة وربطت الإستثمارات في الطبيعة بالنمو الأخضر والإنتقال نحو الإقتصاد الحيوي.
أضاف د. على. أبو سنة إلى أنه وفي إطار إلتزام مصر الراسخ بتنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي قامت مصر بتحديث إستراتيجيتها الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة عملها، إستنادًا إلى منهجية متكاملة تتماشى مع الواقع الوطني
لافتا إلى أن الإستراتيجية وُضعت بمشاركة واسعة من أصحاب المصلحة بما في ذلك المجتمع العلمي والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية والمرأة والشباب كما وضعت مصر خطة وطنية لتمويل التنوع البيولوجي لتعزيز فرص الحصول على التمويل وتوسيع آليات الإستثمار في الموارد الطبيعية وتعزيز الشراكات المرنة والمبتكرة للنهوض بإقتصاد حيوي مستدام.
مؤكداً على أن هذه الجهود تمثل مسارًا عمليًا يربط تنفيذ الإطار العالمي بالتنمية الوطنية مع تعزيز الإستعداد للوفاء بإلتزاماتنا الأفريقية المشتركة.
شدد د. على أبو سنة على أن مصر تؤمن إيمانًا راسخًا بأن مستقبل أفريقيا وقدرتها على تحقيق تنمية عادلة لن يتحقق دون حماية تنوعها البيولوجي وإستدامة مواردها الطبيعية وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه التهديدات المتعلقة بالتنوع البيولوجي .
مؤكدا أنه بالعمل المشترك والموحد يُمكننا وضع التنوع البيولوجي في صميم أجندة إزدهار أفريقيا مما يجعل هذه القمة نقطة تحول نحو آفاق جديدة من التكامل والتنسيق والعمل الجماعي على جميع المستويات، معرباً عن تطلع مصر لقمة ناجحة ونتائج مُثمرة تخدم مصالح شعوب قارتنا والأجيال القادمة.










