قضت محكمة جنايات مستأنف أسيوط بتأييد حكم أول درجة بإعدام شاب تخلّص من عروسه ثاني يوم الزفاف، وفصل رأسها عن جسدها بالسكين وبطريقة وحشية، لمجرد شكوك وأوهام كاذبة بعدم عذريتها، وهو ما أكده الطبيب الشرعي أمام ساحة القضاء، منصفًا الضحية، ليستطيع أهلها رفع رؤوسهم أمام كل الناس بفخر، اعتزازًا بشرف ابنتهم، وتقبُّل العزاء فيها بعد تنفيذ الحكم ضد القاتل.
أوهام ظالمة
الجريمة التي انتفضت لها القلوب حسرة وحزنًا وقعت بقرية “ألفيما” بمركز الفتح بصعيد محافظة أسيوط، وراح ضحيتها عروس بلا ذنب بعد ساعات معدودة من الزفاف بسبب الجهل والتخلف من شاب متهور قضى عليها في بداية حياتها الزوجية، وشوَّه سمعتها وسمعة أهلها ظلمًا وعدوانًا بمزاعم من الخيال، أدت لوفاة الأم حزنًا على رحيل الابنة وكسر نفسية عائلتها بعض الوقت حتى ظهور الحقيقة في جريمة هزت الرأي العام.

تفاصيل الجريمة
وقد دارت فصول الحادث من البداية في الأول من سبتمبر العام الماضي، عندما تم زفاف الشاب المتهم محمد مصطفى وعروسه المجني عليها “أزهار عيد” في ليلة من أجمل وأسعد ليالي العمر، دقَّت فيها الطبول وانطلقت زغاريد الفرحة على رقصات الجميع، رجالًا ونساءً، وبعفوية وبساطة شديدة تعبيرًا عن فرحتهم في ليلة تنتظرها أي فتاة بفارغ الصبر، دون أن يُدرك أي منهم ما يُخفيه لهم القدر من هموم وكوارث على يد عريس الغفلة الذي كان يتظاهر بالطيبة والكرم والشهامة.
ليلة الدخلة
بمجرد أن تم دخول العروسين “عش الزوجية”، وجدت الضحية نفسها مع شخص آخر غير الذي تعرفه، فقد سقط قناع الطيبة والأدب الذي خدعها به، وتحول كلامه المعسول إلى ألفاظ قاسية ومعاملة حادة في “أول ساعة جواز” بعدما ثار في وجهها مدعيًا بكل “بجاحة” بعد العلاقة الحميمة بينهما بأنها ليست “بنت بنوت” وليست بكرًا، لتنزل عليها تلك الكلمات كالصاعقة، وهي تتصبب عرقًا بسبب عدم نزول الدماء بغزارة كما أراد، رافضًا أي تفاهم معها بسبب تلك الظنون الظالمة التي زينها له شيطانه.

ذبح الضحية
في ثاني يوم “الصباحية“، اكتملت المأساة بنزول العريس لأسرته وهو في حالة غضب وهيجان يُبلغهم بأوهامه، رافضًا أي حوار عقلاني، وهو يردد: “مش عايزها ولازم أخلَّص عليها“. ليقوم بعدها كالثور الهائج بالصعود إليها والتعدي عليها بالضرب أثناء جلوسها بالصالة، وأجهز عليها بعدة طعنات بلا رحمة لدموعها وتوسلاتها، وقام “بنحرها كالذبيحة”. وعندما كُسر نصل السكين، جذبها وهي تسبح في الدماء للمطبخ لاستكمال عملية الذبح بسكين ثانية فصل بها رأسها عن جسدها بكل برود.
تهور شيطاني
بعد أن انتهى “السفاح” من جريمته التي نفذها دون أن تهتز مشاعره المتحجرة والمتبلدة بتصرفه الجنوني لمجرد شكوك وأوهام ظالمة في سلوكها وبلا سند من الحقيقة، أسرع بالتوجه إلى والديه بالطابق الأرضي يزف لهم البشرى وهو يحمل رأس عروسه الضحية وهي غارقة في الدماء، ليثور والده في وجهه ويصفعه على وجهه من هول الصدمة، ليقوم بإعادة تركها بجوار الجثة وسط صرخات أهله، ليتجمع الجيران ويتم إبلاغ رجال مباحث مركز الفتح لتخرج الضحية بالكفن بعد فستان الزفاف بساعات.
رجال المباحث
انتقلت إلى مكان الحادث قوة من رجال المباحث بالمحافظة بإشراف اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، للمعاينة والفحص، وعُثر على المتهم جالسًا بصالة شقته بجوار جثة عروسه المجني عليها مفصولة الرأس وملطخة بالدماء أمام باب الحمام. وبمواجهته، اعترف بارتكاب الحادث، وتم نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة التي تولت التحقيق، وأجرت معاينة تصويرية رواها القاتل بمسرح جريمته وسط صرخات مدوية من أهل الضحية التي انتهت حياتها غدرًا بهذا الشكل البشع.
الطب الشرعي
وقد قررت النيابة حبس المتهم على ذمة التحقيقات أربعة أيام، جددها قاضي المعارضات حتى تم إحالة المتهم للمحاكمة وسط أحزان أهل “العروس” الذين رفضوا تقبُّل العزاء في ابنتهم لحين القصاص العادل لها ورفع رأسهم بين الناس بعد كشف عذريتها وظلم المتهم لها، وهو ما كشفه تقرير الطب الشرعي بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري وإجراء الصفة التشريحية للجثة قبل التصريح بالدفن، والذي أعلن صراحة أمام هيئة المحكمة أثناء جلساتها بأنها بكر وعذراء، ليردد الحضور من أهل المجني عليها: “الله أكبر“، فرحين بشرف ابنتهم، ليسجدوا لله شكرًا ويرفعوا رؤوسهم.
الإعدام شنقًا
وأحالت المحكمة أوراق المتهم لفضيلة المفتي، والتي قضت بعدة أشهر من الحادث بإعدامه. وفي تلك الأثناء، تقضي الأحزان على حياة والدة العروس الضحية لتصعد روحها آمنة مطمئنة على سمعة ابنتها الراحلة وحسن تربيتها لها. وتؤيد محكمة الاستئناف حكم الإعدام بعد الطعن عليه من أسرة القاتل، جزاء إجرامه الذي فاق كل تصور.









