> كان الافتتاح المبهر للمتحف المصرى الكبير فى كل بيت فى مصر.. ولا نبالغ كثيرا.. إذا قلنا انه كذلك فى معظم أنحاء العالم.. سواء وقت الحدث مباشره أو بعده..
> ولا يمكن تقدير قيمة الدعاية التى قدمها هذا الحفل لمصر.. والذى لم يكلف الدولة شيئا.. وتكفل به الرعاة.. ولو انفقت المليارات لما حققت هذه الدعاية من ناحية.. ولما وصلت إلى كل من وصلت اليهم من ناحية أخري.. ولما حققت ما حققته من تسويق لمصر فى كل المجالات..
> وعقب الحفل تلقيت اتصالات عديدة من زملاء عديدين فى عدة دول نتشارك معهم فى عضوية أكبر اتحادين عالميين للصحفيين والكتاب السياحيين.. الاتحاد العالمي.. والاتحاد العربي.. كلهم كانوا معا على الهواء يتابعون الحدث فى دولهم.. وكلهم يهنئوننى ويعبرون عن انبهارهم وسعادتهم بالحدث.. وبافتتاح المتحف المصرى الكبير..
> كانت مصر الحضارة.. ومصر التاريخ.. مصر الخلود.. مصر المجد.. مصر السلام كل هذا و أكثر.. أبرزه حفل الافتتاح الكبير.. والكل كان يتوقع أن يطول أكثر وأكثر.. .. وقد زانه بلاشك انتقال العرض الى عدة عواصم عالمية.. لاشك انها تكلفة كبيرة ان كانت فورية على الهواء مباشرة ولكن ربما كانت باستخدام الذكاء الاصطناعي..
> الكل كان فرحا.. الفرح لم يقتصر على من حضر الحدث أو شارك فيه.. أو شاهده عبر الشاشات.. بل انطلق الى الشارع فى كل مكان.. كان الفرح عاما.. وكان أيضا خاصا بكل فرد.. ولم لا.. وهو يعود بهم إلى جذور تعيش فى أعماقهم.. وتتجذر فى جيناتهم.. وتطفر بشرا وحبا وانتماء.. عندما يتعلق الأمر بكل خير يناله الوطن.. أو تحد يفرض عليه..
> وكانت احتفالات نقل المومياوات الملكية بداية عودة الروح إلى انتمائنا المصرى القديم.. الجذور التى تجمعنا معا.. ثم جاءت روعة احتفالية طريق الكباش بين معابد الكرنك والأقصر لتزداد امتدادات هذه الجذور فى أعماق الجميع.. والآن يجيء افتتاح المتحف المصرى الكبير ليبعث الحياة.. من جديد فى انتماءاتنا إلى هذه الجذور.. ويعمقها ويوأصلها.
> الانجاز يسعدنا.. ولكنه وحده لا يكفي.. لابد من اشاعة الفرح به.. لتزداد ثقه الانسان فى نفسه.. وتزداد قدرته على الانجاز والعطاء.. وتتأكد خطاه فى مسيرة لا تتوقف.. ولا ينبغى لها أن تتوقف.. بل عطاء يتواصل.. واحتفال أيضا بالعطاء.. لتبقى جذوه الإنجاز مشتعلة وهاجة..
>>>
> وأتطلع بعد هذا الافتتاح الكبير الى ما أتوقعه.. وأنا الذى عشت أكثر من خمسين عاما أكتب وأتابع وأترقب وأرنو ببصرى إلى العالم من حولي.. وأتطلع الى كل ما يدفع مصر سياحيا إلى الأمام.. أتطلع الآن إلى أن تأخذ مصر حقها الذى تستحقه من حركة السياحة العالميه المتنامية عاما بعد عام.. وإلى السياحة والكل يسافر.. والكل يقضى أياما وأسابيع فى وطنه أو خارج وطنه.. يتزود بزاد الروح.. بعد أن أصبحت حقا من حقوق الانسان كالماء والهواء والطعام والشراب..
أتطلع إلى دفعات كبيرة تنالها حركة السياحة الوافدة الى مصر.. وأثق أنها موجودة.. وكامنة فى نفوس مليارات البشر.. الذين يعرفون عن مصر وتاريخها وحضارتها الكثير.. ويتطلعون إلى أن يقدر لهم زيارتها فى يوم من الأيام.. وأثق أن المناسبة وصداها الكبير سوف يحفزان الرغبة فى هذه الزيارة.. لدى الملايين.. الآن.. وغدا.. وبعد غد..
>>>
> وعلينا.. بعد هذا الحدث الكبير.. أن نسارع الخطى فى حشد طاقاتنا.. وزيادة امكاناتنا ماديا ولوجستيا.. وبشريا.. لاستقبال ما نطمح فى الوصول اليه.. مما هو حق لنا.. من حجم الحركة السياحية العالمية المتنامية..
> ليس هناك من عذر للذين يحجمون عن ضخ أموالهم فى الاستثمار فى الطاقات المطلوبة لاستقبال الحركة السياحية التى نطمح إليها.. والتى بدونها لن نتمكن من تحقيق ما نريده..
> ومن الغريب أن أسمع أن الدولة تمد فترة الاستفادة بالتسهيلات الائتمانية التى وفرتها لانشاء وتجديد الفنادق.. وكانت خمسين مليار جنيه.. إلى ستة أشهر أخري.. وكنت أظن أنها نفذت.. بل كنت أطالب بمضاعفتها.. لأن هذا المبلغ لا يتفق وطموحاتنا.. فى الوصول إلى نصف مليون غرفة فندقية..
> من الغريب حقا أن أسمع أن المبلغ لم يستهلك.. ولا أعتقد أن المد وحده يكفي.. بل لابد من معرفة كيف لم ينفذ المبلغ؟.. ولماذا لم يطالب المستثمرون بمبلغ أو مبالغ أخرى مماثلة.. هذا أمر كان يجب أن يلفت أنظار المسئولين سواء فى البنك المركزي.. أو وزارة السياحة.. أو هيئة التنمية السياحية.. التى لم تعد تابعة للسياحة للأسف.. ولم نعد أيضا نسمع لها صوتا أو حسا..
> كنت أتوقع أن يكون الأمر موضع دراسة لمعرفة الأسباب وإزالة العوائق.. وحث المستثمرين على التقدم بمشروعاتهم.. وعلى أن أتوقع.. وبمعنى أدق أطالب ببحث موضوع الأراضى التى أصبح عقبة كبيرة أمام المستثمرين.. حتى أننى أسمع أن هناك عددا من المستثمرين تراجعوا عن طلبهم للأراضى بعد صدمتهم فى الأسعار المعلنة والمحددة لها..
>>>
> لقد تحدثنا كثيرا.. وغيرنا تحدث.. عن أن الاستثمار فى الفنادق غير الاستثمار فى العمائر و«الكومبوندات».. هذه تنتهى علاقة الدولة بها مع بيع الأراضى لها.. التى يكسب منها المطورون وحدهم.. أما الفنادق فعلاقة الدولة بها مستمرة بعد البيع.. كل أنواع الضرائب تجنيها الدولة من هذه الفنادق بصفة دائمة.. مئات الألوف من الأسر الجديدة تخلقها مئات الألوف من الوظايف عن عمالة الفنادق.. بخلاف الوظائف غير المباشرة.. وكذلك موارد العملة الصعبة.. لا تحققها أى جهة أخرى غير الفنادق.. إلى هذا كله دراسات الجدوى تضع حدودا لتكلفة الأرض فى المشروع الفندقى بحيث لا تتجاوز 15 ٪ من تكلفة المشروع..
> الفارق كبير بين أسعار أراضى العمائر و«الكومبوندات» .. وأسعار الفنادق.. وسنعود لتناول هذا الموضوع.. ولكن ماذا عن عنوان المقال «خريطه جديدة ». معذرة للقارئ الكريم.. لضيق المساحة ولكن مع وعد بتناول الموضوع فى لقاء قادم..









