كتبت فى هذا المكان الأسبوع الماضى مقالا تناولت فيه حرص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مسئولية قيادة البلاد قبل 11عاما على أن ينسب الفضل لأهله فيما يتعلق بأى مشروع تنفذه الدولة المصرية أو أى إنجاز يتحقق على أرض هذا البلد، بل قالها الرئيس صريحة فى أكثر من مناسبة أن معظم المشروعات التى نفذتها مصر خلال العقد الأخير لم تكن وليدة اللحظة وإنما تعود لمخطط موجود منذ سنوات طويلة ولكنها لم تجد الفرصة أو الإمكانيات اللازمة للتنفيذ.
وكان ذلك بمناسبة ما تردد حول تجاهل الدولة لدور بعض أصحاب إنجاز مشروع المتحف المصرى الكبير، لاسيما الرئيس الراحل حسنى مبارك والفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، مؤكدا أنه أمر مناف تماما للواقع حيث جاء اسم الفنان فاروق حسنى فى مقدمة مجلس أمناء المتحف الكبير والذى شكل بموجب قرار جمهورى ويضم نخبة من كبار الشخصيات الدولية والمصرية.
ومن هذا المنطلق كان وزير الثقافة الأسبق فى صدارة المدعوين لحضور افتتاح المتحف، بل و كان أول المتحدثين فى حفل الافتتاح باعتباره صاحب فكرة المشروع وقائد فريق العمل الذى أنجز مرحلتيه الأولى والثانية منذ أن كان فكرة عام 93 وحتى بات واقعا ملموسا قبل توقف العمل به بسبب أحداث 25 يناير 2011، حتى تولى الرئيس السيسى مسئولية قيادة البلاد وتم إنجاز المشروع العملاق والصرح الأثرى والثقافى الفريد.
وظهور فاروق حسنى فى طليعة المتحدثين عن مشروع القرن الثقافى خلال حفل الافتتاح لاقى قبولا ولن أبالغ إذا قلت سعادة بالغة من قبل الحاضرين فى الاحتفالية، بل ومن الملايين الذين كانوا يتابعونها عبر وسائل الإعلام داخل مصر وخارجها، خاصة وأن كلماته جاءت معبرة عن شعور الرجل الذى بدأ الحلم قبل 30 عاما وسعادته بأنه عاش ليراه واقعا ملموسا!!
رغم أن وجود «فاروق حسنى» وحديثه فى الاحتفالية كان بمثابة أفضل تكريم لصاحب الفكرة، إلا أننى أراه غير كاف لرجل قدم الكثير والكثير لهذا الوطن، لا سيما فيما يتعلق بالثقافة والآثار طوال 25 عاما قضاها وزيرا للثقافة ترك خلالها بصمة حقيقية فى نشر الوعى الثقافى وإقامة العديد من الصروح الثقافية، علاوة على ترميم مئات المعالم الأثرية وإنشاء عشرات المتاحف الأثرية والفنية فى شتى ربوع الوطن .
لكل هذا وغيره الكثير والكثير مما قدمه فاروق حسنى لمصر أتمنى أن يتم تكريمه بشكل خاص من خلال إطلاق اسمه على أحد المحاور أو المواقع الثقافية، واقترح إطلاق اسمه على محطة المترو المواجهة للمتحف المصرى الكبير باعتباره كما ذكرت فى البداية صاحب فكرة هذا الصرح العظيم، خاصة وأن الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى لم ولن تتأخر أو تتوانى يوما عن تكريم أو تقدير أى شخص مسئولا كان أو حتى مواطن عادى طالما خدم أو حقق إنجازا لهذا البلد.









