سافرت إلى دولة نيبال العام الماضى مع زوجتى فى رحلة سياحية. استأجرنا سيارة للتجول بين مدنها ومعالمها، وسألنى سائق السيارة: «من أين أنت؟» قلت له بالإنجليزية والعربية والإسبانية: «من مصر».. وعندها صاح «مو صلاح»! وظل مهللاً: مو صلاح! مو صلاح! وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة لم تفارقه طوال الرحلة.
نعم، وألف نعم… لقد أصبح محمد صلاح حامد محروس غالي، المولود فى 15 يونيو 1992 بقرية نجريج مركز بسيون بمحافظة الغربية، سفيرا لمصر إلى شعوب الكرة الأرضية بأكملها. يعرفه الجميع، ويحبه الجميع، ويقدره الجميع. فى نظرى أنا، هو ثروة قومية، وأحد أهم مواردنا للترويج السياحى لمصر دون أن يكلف الدولة مليما واحدا. اسم مصر دخل بيوت أهل الأرض من خلاله، وعلى أجمل صورة ممكنة.
كلنا نعلم رحلة «مو» إلى العالمية. كانت البداية عام 2006 فى نادى المقاولون العرب وهو فى الرابعة عشرة من عمره. ورفضه نادى الزمالك عام 2011 حين قال رئيس النادى إنه «لا يصلح للعب فى الزمالك»! لكنه هاجر .. وبدأ رحلة التألق والشهرة فى نادى بازل السويسرى عام 2012، فنال لقب أفضل لاعب فى الدورى السويسرى عام 2013، ثم انتقل إلى تشيلسى الإنجليزي، وساهم فى فوزه بالدورى عام 2015.. بعدها تعاقد معه نادى روما الإيطالي، فى صفقة كانت حينها الأغلى عربيا وإفريقيا، قبل أن ينتقل إلى ليفربول عام 2017، ليكتب فصلا جديدا فى تاريخ كرة القدم العالمية. حقق مع ليفربول العديد من البطولات والأرقام القياسية، ونال حب الجماهير التى غنت له وباسمه، حتى أصبح له شعبية جارفة ليس فى ليفربول فقط، بل فى كل أنحاء بريطانيا. لقبوه بـالملك المصري، والفرعون، وصانع السعادة، والفيراري… وأيضا أبو مكة، وهى ابنته الكبرى المولودة عام 2014 بعد زواجه من ماجي، الزوجة المصرية المحترمة التى تمثل نموذجا للفتاة المسلمة المعتدلة. فهى دائما محتشمة، دائما فاضلة، وكانت مع زوجها خير داعية إلى وسطية وسماحة الإسلام.
ولقد أشارت نتائج دراسة بريطانية إلى أن محمد صلاح أسهم فى تحسين صورة الإسلام والمسلمين فى المجتمع البريطاني، عبر سلوكه وأخلاقه، مما ألهم العديد من الشباب البريطانى للاقتداء به.
لقد أصبح بالفعل جسرا يربط بين المجتمعات والديانات.
وقد قال عنه مارادونا: «لاعب رائع وسريع ويتسم بالذكاء»،وقال بيليه بأنه «من الرائع مشاهدة محمد صلاح»، أما رونالدو فقال عنه رغم المنافسة: «يملك جودة عالية ويحب تسجيل الأهداف، إنه مثل ميسي، سريع والكرة دائما قريبة من قدميه». فى حين وصفت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية محمد صلاح بأنه «شخصية مؤثرة ومن عظماء العالم».
واليوم، يمر صلاح بوعكة نفسية، ويواجه بعض الصعوبات وسوء الحظ، ما أثر على مستواه فى تسجيل الأهداف وتألقه. وللأسف، هناك من يهاجمه- لا من الخارج فقط، بل من داخل مصر أيضا- وهذا عمل غير صالح ويدعو الى الدهشة.
علينا جميعا أن نقف خلف محمد صلاح، لنسانده حتى يجتاز هذه الأزمة بسلام، ويعود إلى سابق تألقه ناشرا البهجة والسعادة بين جماهيره فى كل أنحاء العالم حاملا معه اسم بلده مصر العريقة.
وأوجه نداءً عاجلا الى القيادات والمسئولين، بأن يسافر وفد رفيع المستوى من مصر لنلتقى بنجمنا الأصيل «مو» فى ليفربول نشد من أزره ونمنحه جرعة من الحنان والدفء الوطنى ليشعر بأن مصر كلها معه فى كافة الأوقات والظروف فهو اليوم فى أمس الحاجة الى المشاعر الطيبة المخلصة الحنونه .. فلنسافر جميعا قيادات ونجوما وشخصيات عامة رجالا ونساءْ شبابا وشيوخا ولنسافر اليوم قبل الغد لنقول له شده وتزول يا أبو مكة.. بلدك كلها معك وبجانبك.









