هل توافق الـ 193 دولة التى سبق أن أعلنت إنشاء الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.. أقول هل توافق هذه الدول على موقف تلك المنظمة الذى بدا وكأنه قائم على تقويض العدل والمساواة وقيامه بالدعوة إلى تشجيع القتلة وسفاكى الدماء ضد الأبرياء والمسالمين والذين لا حول لهم ولا قوة فى هذا العالم الذى لابد وأن يجيء عليه يوم ينهار فيه أساسا على أجساد وقلوب وعقول كلٍ من الجانى والمجنى عليه بلا استثناء..؟!
وإذا لم يكن ذلك كذلك فكيف يتسنى منطقيا قبول كلام انطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة والذى يدعو إلى ضرورة وضع حد لكابوس العنف فى السودان سواء من جانب القوات المسلحة السودانية أو ميليشيا الدعم السريع وللأسف تلك مشكلة الأمم المتحدة التى دأبت على المساواة بين المعتدى والمعتدى عليه.
وما يثير العجب أكثر وأكثر ذلك النهج الذى تنهجه الأمم المتحدة وتابعها مجلس الأمن حيث لم يحركا ساكنا تجاه «الغزو الحوثي» ضد الحكومة الشرعية فى اليمن عام 2014 وترك الحال على ما هو عليه طوال خمسة عشر عاما متصلة.. والله سبحانه وتعالى الأدرى بما سيحدث مستقبلا وإن كانت الشواهد كلها تقول إن جماعة الحوثى هى التى أصبحت تملك زمام الأمور فى المناطق الأكثر سكاناً بل والتى تبلغ تأثيرًا فى قواعد الحكم بصفة عامة.
>>>
ثم.. ثم.. فإن النتيجة الطبيعية لهذا الضعف الذى تعانيه الأمم المتحدة أو ذلك التعمد المشبوه لسياسة السلبية التى تمارسها ضد أمريكا التى أصبحت هى الأخرى تنظر إلى أماكن وأجزاء ذات مساحات شاسعة فى أمريكا الوسطى على أنها أكثر خطرا من بعض مناطق الحرب ولا شيء حتى الآن بقادر على مواجهتها ولعل ذلك ما حدا بالرئيس ترامب أن يهدد باستخدام السلاح النووى لردع هؤلاء المنحرفين الذى لديهم من الإمكانات العسكرية واللوجستية ما يقوى شوكتهم أمام الأمريكان وغير الأمريكان حيث إنهم يعتمدون فى الأساس على تجارة المخدرات.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
أما ما جرى وما زال يجرى فى غزة فلا يحتاج إلى دلائل أو أسانيد أو إشارات، إذ يكفى سقوط ما يقرب من 78 ألف شهيد فلسطينى منذ 7 أكتوبر عام 2023 وكم كان سفاح القرن بنيامين نتنياهو يهدد جهارا نهارا بإبادة كل أهل غزة كبارًا وصغارًا وأجنة فى بطون أمهاتهم.. واليوم يستعد هذا السفاح لارتكاب أبشع جرائم العصر وأعنى بها إعدام الأسرى الفلسطينيين بعد احتجازهم فى السجون والمعتقلات وإخضاعهم لأردأ وأسوأ وأقذع أنواع التعذيب.. فهل هناك عُهر وفُجر أكثر من ذلك؟!
صح النوم أيتها الأمم المتحدة..
بالله عليك يا سيد جوتيريش ماذا تنتظر..؟!
>>>
و.. و.. شكرا









