بالتأكيد، الأمر ليس صدفة أن تكون مصر محط أنظار العالم خلال الأسبوعين الأخيرين.
الحدث الأول، الذى شد فيه زعماء وقادة العالم رحالهم إلى مصر كان قمة شرم الشيخ للسلام، التى أنهت حرب إسرائيل على غزة بكل مآسيها التى طالت على مدى عامين، والتى لم يتوقف خلالها الدور المصرى والدبلوماسية الرئاسية واسعة النطاق لإنقاذ الشعب الفلسطينى من التهجير وإنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، وتواصل الإغاثة الإنسانية لدعم صمود أهل غزة على أرضهم، ليتوج هذا النصر المصرى بلا حرب وسط كل عوامل الإحباط وحرب الدعاية والشائعات التى مارسها أهل الشر، حتى كاد البعض يظن أن التهجير آت لا فرار منه، فى ظل إصرار سيد العالم على تنفيذ المخطط الصهيونى الخبيث، حتى تحول المشهد برمته من أقصى اليمين لأقصى اليسار ليأتى ترامب نفسه إلى مصر أرض الكنانة والسلام يستقبل زعماء العالم بنفسه ليشهدوا الإنجاز الذى حققته مصر بوقف الحرب وطرح أفق جديد للسلام، خضع أمامه اليمين الإسرائيلى المتطرف.. ومازالت مصر تواصل جهودها للحفاظ على هذا الاتفاق الذى يعلى راية السلام فى المنطقة.
كان الحدث الأكبر الثانى الذى احتشد فيه أيضا زعماء كثر من قادة دول كثيرة من شتى بقاع العالم، هو لافتتاح المتحف الكبير لصون الحضارة المصرية العريقة فى رحاب الأهرامات، ليكون هذا الحدث شاهداً على ماض عريق يختال ويزهو فى ظل حاضر مصرى جديد يسطع على مدى عقد من الزمان المعاصر منذ بدأت دولة 30 يونيو تعيد مصر الدولة إلى الصدارة، بعد أن كادت تضيع فى غياهب المؤامرة المسماة بالربيع العربى وأتون الفوضى الذى ضرب المنطقة ومازالت دول عديدة فى المنطقة تعانى من النزاعات والحروب الأهلية وتفكك الجيوش والمؤسسات الوطنية ولا أحد يعرف، هل يمكن أن تقوم لمثل هذه الدول قائمة مرة أخرى.
>>>
الحديث عن الإبهار الذى شد أنظار كل شعوب العالم بهذا المتحف العظيم يطول، ولابد لنا أن ننتظر الحصاد لهذا الصرح الأثرى الثقافى الفريد، بنيل حصتنا العادلة من السياحة المأمولة، لاسيما فى ظل أجواء الأمن والاستقرار التى تتمتع بها مصر فى هذه المنطقة، رغم التحديات الهائلة التى تواجه البلاد، سواء اقتصادية أو سياسية.. ولكن مصر بقيادتها الحكيمة التى تمسك بأطراف كل المشكلات وتعمل على حلها بالصبر والمثابرة والإيمان بالخالق سبحانه، الذى ينظر الأعمال ويرى جهود مصر لإحلال الخير والسلام ليس لمصر لوحدها، بل لكل شعوب المنطقة والعالم.
إذا كان الشىء بالشىء يذكر، فإننا لابد أن نشيد برجال مصر فى مؤسساتها الوطنية سواء الأمنية منها أو العاملون فى الأجهزة الحكومية والأهلية، الذين يعملون فى تنسيق كامل وتناغم، خاصة من رجال قواتنا المسلحة الذين يعملون فى صمت ويحققون نتائج مبهرة فى كل المهمات التى تُسند إليهم.
حدث ذلك فى اتفاق غزة وتذليل العقبات وإنفاذ المساعدات للأشقاء الفلسطينيين.. وحدث ذلك أيضا فى الإعداد والتجهيز لإخراج المشهد العالمى لافتتاح المتحف الكبير وخلق الحالة الأمنية الراقية لاستقبال ضيوف مصر وتسهيل تنقلاتهم عبر المحاور والطرق الحديثة، التى صارت تنافس مثيلاتها فى أرقى دول العالم.
هذا الإنجاز المصاحب لمثل هذه المهام الكبرى، التى يخرج فيها المصــرى العامــل الكادح أفضــل ما عنــده دون انتظــار لمقابل أو حتى كلمة شكر، يؤكد أن هذا المصرى الأصيل صانع الحضارة قادر دائماً على العطاء والدفع بوطنه إلى أعلى المستويات بين الأمم والشعوب مهما كانت التحديات والصعوبات.
>>>
باختصار، إن هذا البلد العريق والشعب المخلص الأمين، الذى يتطلع إلى غد أفضل وحياة كريمة تليق بالمصريين الذين يعملون دوماً لوجه الله والوطن بإيمان راسخ، بأصالة الماضى وجهد وعرق الحاضر باعتبارها الطريق إلى المستقبل الواعد بإذن الله.









