أعشق الإسكندرية وأسوان وأحضرت أمى لترى جمالهما
سوزان نجم الدين فنانة تركت بصمة كبيرة فى كل أعمالها، خاصة التى قدمتها فى مصر، وآخرها كان دور «إلينار» أمام كريم عبد العزيز فى مسلسل الحشاشين، ومن قبله «صولا» أمام حمادة هلال فى مسلسل ابن أصول، إلى جانب تاريخ طويل من الأعمال السورية، سوزان تعشق مصر وتعتبرها بلدها الثانى وتصفها بأنها أم الدنيا التى دائمًا تبهر العالم
> كيف تصفين دور مصر فى نجوميتك؟
>>«مصر هى أمّ كل الفنون، وحاضنة لكل العرب، وأى فنان جواز مروره إلى النجومية يكون من مصر، أمّ الدنيا القوية. أنا فخورة بمصر وبالقيادة السياسية التى حافظت على كيان الدولة، وتقدّمت بخطوات ثابتة فى كل المجالات.
فخورة بما تقدمه مصر من تطوير يبهر العالم. لقد حافظت قيادتها عليها من أن يكون مصيرها كمصير كثير من الدول العربية.
أنا من عشّاق مصر وأشعر أنها بلدى الثاني، ولم أشعر أبدًا بأى غربة فى أمّ الدنيا وجواز مرورنا إلى النجومية. أكثر الأعمال التى حققت لى نجاحًا كانت من مصر، فهى بلدى الثاني، وأحب أن أكون متواجدة فى كل المناسبات فيها».
> ما سر العلاقة بينك وبين الإسكندرية:
>>«أنا كنت متواجدة لأننى كنت عضو لجنة تحكيم فى المهرجان فى الدورة التى حملت اسم الفنانة الجميلة ليلى علوي، وهى جميلة داخليًا وخارجيًا، قلبًا وشكلًا، وفخورة جدًا بمشوارها.
أنا بينى وبين مصر غرام كبير، خصوصًا الإسكندرية، أعشقها، ومن جمالها هذا العام أحضرت أمى معى لأنها كانت مشتاقة جدًا لمصر وتتمنى أن تراها.
قمت معها بجولة سياحية فى كل مكان بالإسكندرية. أنا عشقت مصر منذ زمن، وأمى كذلك كانت تحلم أن تراها أحببناها من أبى الذى قضى فيها أربع سنوات حين كان عضوًا فى مجلس الأمة أيام الوحدة بين مصر وسوريا فى عهد الزعيم عبد الناصر.
ورثت منه حب مصر التى تحتضن كل العرب. ناس مصر هم ناسى وأهلي. أحب الأقصر وأسوان جدًا، وصورت فيهما فيلم تماسيح النيل مع خالد الصاوى وبيومى فؤاد، وكان دورى كوميديًا ورومانسيًا.
كذلك قدمت فى مصر بطولة فيلم قط وفار مع محمود حميدة ومحمد فراج، وكنت ضيفة شرف فى فيلم حملة فرعون أمام عمرو سعد».
> وماذا عن الصدى الكبير الذى أحدثته شخصية «إلينار» تلك السيده الجبارة الشديدة القسوة الذراع الايمن لحسن الصباح فى مسلسل الحشاشين؟
>> كان شرف وفخر كبير لى أن أشارك فى هذا العمل العظيم الذى أعتبره نقطة فارقة وإضافة كبيرة فى حياتى ومشوارى الفني.
حقق العمل نجاحًا كبيرًا جدًا. بصراحة، مصر لا تقدم لنا إلا كل الخير والنجاح.
أن يكون لى دور فى عمل عظيم مثل الحشاشين شيء رائع ولى الشرف.
العمل كان مثيرًا جدًا للجدل، فهو للكاتب الكبير الذى أُكنّ له احترامًا كبيرًا، عبد الرحيم كمال، الذى تناول بدايات الإرهاب فى العالم، برسالة تحمل وعيًا للجمهور وإضافة للأعمال التاريخية فى مصر والعالم العربي.
أنا فخورة وأشكر مصر وفنانيها على كل هذا.
> كيف قدمتِ الشخصية بكل هذه القسوة لدرجة مرعبة، حتى فى مشهد موتها القاسى جدًا؟
>>فعلاً، إلينار دور صعب وكان تحديًا كبيرًا لي. أولاً لأننى كنت وسط عظماء فى التمثيل والتأليف والإخراج، وثانيًا لقيمة العمل ورسالته.
لكن بمجرد أن بدأ التصوير وجدت نفسى أمام عظمة كبيرة لفنانين فاهمين رسالتهم، وهذا أعطانى ثقة وقوة.
كان التحدى أن أكون على قدر قيمة هذا العمل، والتحدى الأكبر فى شخصية ألينار نفسها، بتلك القسوة الكبيرة. فهى شخصية بلا قلب، تتعامل بعنف شديد مع الفتيات اللواتى يستخدمهن حسن الصباح كـ»حوريات للجنة» من أجل كذبته الكبرى بأنه صاحب مفتاح الجنة.
هذا الدور كان مرعبًا بالنسبة لي، ومشهد موت الشخصية كان أكثر رعبًا، فموتها كان قاسيًا جدًا حين ثارت عليها الفتيات وقتلنها جزاءً لما فعلته بهن.
كنت أخشى أن تصيبنى ضربة حقيقية من الفتاة التى تقتلنى أو أن أفقد توازنى أو بصري، وتحاملت على نفسى وقدمت المشهد رغم خوفي.
الشخصية كانت صعبة جدًا، لكن ردّ الفعل القوى من الجمهور أعطانى سعادة كبيرة وأكد أننى أسير على المسار الصحيح.
> قدمتِ من قبل شخصية «صولا» فى مسلسل ابن أصول أمام حمادة هلال، وكانت مفاجأة كبيرة للجمهور وتنوعًا فى دور كوميدي. ماذا عن هذا العمل؟
>> «هذا العمل حقق لى نجاحًا كبيرًا جدًا وصدى هائلًا فى الوطن العربي. كنت أمّ حمادة هلال، السيدة الجميلة المتعلّقة جدًا بابنها، وهو أيضًا متعلق بها بشكل مرضى ويغار عليها من أى إنسان، مما سبب لهما مشاكل كبيرة فى حياتهما.
العمل موجّه للأسرة العربية عمومًا، ويتناول تعلق الأبناء والأمهات ببعضهم بشكل غير طبيعي، وما ينتج عنه من مشاكل قد تدمّر حياة الطرفين.
كان عملًا خفيف الدم، وشخصية «صولا» مختلفة ومثيرة للجدل وكوميدية جدًا.»
> هل ردّ فعل الجمهور المصرى على أعمالك هو نفسه فى بلدك والجمهور السوري؟
>>«أنا لا أجد فرقًا بين الجمهور المصرى والسوري. نحن أصحاب نفس الطباع، والمصرى ذوّاق جدًا للفن ويحب نجومه وفنانيه.
ومصر كما قلت هى قلب الأمة العربية وأم الفن، وبين مصر وسوريا وحدة وتاريخ وحب كبير.
لا أجد أى فرق، فأنا فى بلدى الثانى وبين أهلى وناسي».
> تمتلكين حسًّا كوميديًا واضحًا فى أعمالك، فلماذا لا تفكرين فى تقديم عمل كوميدى من بطولتك؟
>>«نفسى جدًا وأتمنى أن أقدّم الكوميديا. أنا بداخلى (كوميديانة) وأحتاج نصًا كوميديًا قويًا ومخرجًا متمكنًا يخرج طاقتى الكوميدية».
> هل توجد أعمال قادمة فى مصر؟
>> «العمل فى مصر شرف كبير لي، ومعروض عليّ أكثر من عمل لرمضان، أقرأهم الآن وأتمنى أن أقدّم من بينهم عملًا يسعد الجمهور المصرى والعربي».
> ما المعايير التى تختارين على أساسها أى عمل؟
>> «أحرص على تقديم العمل الذى يحمل رسالة وهدفًا للجمهور. أقرأ الشخصية وأسأل نفسي: ماذا تقول هذه الشخصية؟ وذلك فى كل أعمالي.
كل شخصية لها هدف ورسالة، وقد رفضت بطولات كثيرة لأعمال بلا رسالة أو هدف.
أنا لا أقدّم أى عمل من أجل التواجد أو الانتشار أو المال فقط، بل أبحث عن قيمة ورسالة.
أسأل أولًا عن فريق العمل: المخرج والمؤلف والممثلين، فأنا أبحث عن التنوع.
لم أحصر نفسى يومًا فى لون أو شخصية واحدة، فالتنوع هو شعارى فى الفن.
ولا يوجد عندى عمل يشبه الآخر.
الفن بالنسبة لى ليس متعة فقط، بل رسالة وهدف، وله دور كبير جدًا فى تشكيل الوعى لأنه يقدم الرسالة بشكل غير مباشر وبطريقة يستوعبها المشاهد ويحبها.
وأنا أحب أن تكون كل أعمالى ذات رسالة وهدف».
> تعودين للوقوف على المسرح قريبًا.. ما سبب البعد الطويل عن المسرح؟
>> «فعلاً، أُحضّر الآن لعمل مسرحى ضخم مع الفنان القدير أيمن زيدان، وأحب العمل معه جدًا.
لدينا أعمال تلفزيونية كثيرة، ونحن ثنائى ناجح معًا، وقدمنا من قبل مسلسلًا كوميديًا حقق نجاحًا كبيرًا.
المسرح هو عشقى الأول، ووقفت عليه ومثّلت وأنا فى الجامعة.
لكننى أبحث عن العمل الذى أترك فيه بصمة، وذلك سبب البعد لسنوات عن المسرح، لأننى لم أجد العمل الذى يستحق أن أعود به، وتكون كل عناصره متميزة».









