حصل الباحث محمد وليد النحاس على درجة الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية، عن رسالته التي حملت عنوان: “استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني وعلاقته بمدى ثقة الجمهور في العلامة التجارية”.
قُسمت هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول رئيسية:
- الفصل الأول: يتناول الإطار المنهجي للدراسة، ويشمل تحديد المشكلة، والأهداف، وأهمية البحث، والمنهجية المتبعة.
- الفصل الثاني: يستعرض الإطار النظري للدراسة، ويركز على المفاهيم والمقاربات الأساسية المرتبطة بالتسويق الإلكتروني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- الفصل الثالث: يستعرض نتائج الدراسة، والتي تشمل التحليل الكمي للبيانات المجمّعة من الدراسة الميدانية على الجمهور، إضافة إلى النتائج النوعية المستخلصة من المقابلات المعمّقة مع عينة من الممارسين في الشركات المدروسة والأكاديميين المتخصصين في مجال التسويق والذكاء الاصطناعي.
التسويق الحديث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي
يعتمد التسويق في العصر الحالي على ممارسات متطورة، أبرزها التسويق عبر الإنترنت (الرقمي)، الذي يوظف شبكة الإنترنت للترويج الفعّال للمنتجات والخدمات، واستخدام أدوات وقنوات تسويقية دقيقة لاستهداف الفئة المعنية لكل شركة. وقد شهد التسويق الإلكتروني تطوراً كبيراً نتيجة للتحول التكنولوجي المعاصر.
يُعد التسويق من أبرز مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي (AI)، إذ يلعب دوراً حاسماً في تعزيز التفاعل بين العلامات التجارية وجمهورها، والمساهمة في بناء الثقة. ويعكس تزايد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحولاً هاماً في كيفية بناء العلاقات مع الجمهور.
تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق ما يلي:
- التحليل الضخم للبيانات.
- تعلم الآلة (Machine Learning).
- التفاعل الآلي مع العملاء عبر الروبوتات و”الشات بوت”.
- التوصية الشخصية والتخصيص الذكي للعروض والإعلانات.
- تحليل مشاعر العملاء.
تسهم هذه التطبيقات في تحسين تجربة العملاء وزيادة فاعلية الحملات التسويقية.
النقلة النوعية في سلوك المستهلك والثقة
أدى إدماج الذكاء الاصطناعي في العمليات التسويقية إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة تحليل سلوك المستهلكين. إذ أصبح بالإمكان جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات حول تفضيلاتهم وسلوكهم الشرائي وتفاعلهم مع الرسائل الإعلانية.
هذا التحليل المتقدم يتيح للشركات اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن استراتيجيات الاستهداف والتخصيص، مما يعزز من كفاءة الحملات ويُسهم في تقديم محتوى أكثر صلة باهتمامات الجمهور، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مستوى الثقة والرضا.
1. تعزيز التفاعل الفوري وتحسين التجربة
تسهم أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل الشات بوت (Chatbots) وأنظمة الرد الآلي، في تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم استجابات فورية لاستفسارات العملاء على مدار الساعة.
هذا التفاعل المستمر يقلل من شعور الجمهور بالإهمال، ويقوي الروابط مع العلامة التجارية ويعزز مصداقيتها، مما يرفع من درجة ثقة العملاء.
2. التخصيص الذكي وبناء الانتماء
يساهم التخصيص الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي في رفع مستوى التفاعل مع المحتوى التسويقي. فعندما يتلقى المستهلك رسائل مصممة خصيصاً وفقاً لاهتماماته وسلوكه، يشعر بأن العلامة التجارية تتفهمه وتلبي احتياجاته بشكل فردي، ما يعزز الشعور بالثقة والانتماء.
يمتد أثر التخصيص ليشمل تجربة ما بعد الشراء، مثل تقديم توصيات دقيقة أو دعم فني مخصص، مما يعزز من فرص الاحتفاظ بالعملاء على المدى الطويل.
3. تحليل المشاعر وتقليل المخاطر
يُعد تحليل مشاعر العملاء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة فعالة لفهم انطباعات الجمهور الفعلية تجاه الحملات التسويقية والعلامة التجارية.
فمن خلال تتبع وتحليل محتوى التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن التعرف على المشاعر السائدة (إيجابية أو سلبية)، مما يساعد الشركات على تعديل استراتيجياتها التسويقية بشكل فوري وفعّال، وبالتالي تقليل المخاطر وتعزيز فرص كسب ثقة الجمهور.
هدف الدراسة ونتائجها المتوقعة
تهدف هذه الدراسة إلى فهم كيفية تأثير استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق على ثقة الجمهور في العلامة التجارية. ويتم ذلك عبر تحليل مدى تأثير هذه التطبيقات على تحسين تجربة العملاء وتوجيههم نحو التفاعل الإيجابي.
يُتوقع أن تقدم النتائج المستخلصة من الأدوات البحثية المتنوعة رؤى قيمة للشركات والمسوقين، تمكنهم من تحسين استراتيجياتهم وتحديد كيفية استخدام التطبيقات الذكية لتعزيز الثقة وتحسين أداء الشركات وتحقيق نجاح أكبر في بيئة الأعمال التنافسية.













