يؤكد الخبراء أن المتحف يجسد نقطة انطلاق جديدة للسياحة المصرية إذ يتوقع أن يرفع عدد السائحين إلى نحو 18 مليوناً بنهاية 2025 بإيرادات تتجاوز 20 مليار دولار سنويا ويوفر عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
ويرى المثقفون وعلماء الاجتماع والاقتصاد أن المتحف يعيد الثقة فى الذات المصرية ويعزز من مكانة مصر كقوة حضارية وثقافية عالمية كما أنه استثمار وطنى فى القوة الناعمة يعكس رؤية الدولة لبناء مصر الجديدة بعراقة الماضى وحداثة الحاضر.
يقول احمدى السطوحى مساعد وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الثقافية إن المتحف المصرى الكبير يعد إنجازا ثقافيا ضخما يعيد تقديم الحضارة المصرية القديمة إلى العالم فى أبهى صورها وكتب له النجاح قبل إنشائه بفضل موقعه العبقرى وتصميمه المتميز فهو مشروع جسد عبقرية المكان والفكرة معا ليشكل نقلة نوعية للثقافة والفنون إذ يعيد إحياء ما تركته الحضارة المصرية من آثار فنية خالدة سواء كانت أدوات استخدمت فى الحياة اليومية أو تماثيل تحمل معانى ورموزا روحية وهى منتجات ثقافية عابرة للزمن تبرز مدى تقدم المصرى القديم وأن التعامل مع هذه الآثار هو بمثابة قراءة حية للحضارة المصرية القديمة فهى تراث مادى وفكرى يعكس عظمة الأجداد ويدفع الأجيال الجديدة للاعتزاز بهويتهم الوطنية.
وأشار إلى أن قاعة توت عنخ آمون هى أهم قاعات المتحف إذ تضم مقتنيات المقبرة كاملة فى توثيق فنى وإنسانى نادر يعكس عبقرية الفنان المصرى القديم رغم أن الملك توت عنخ آمون لم يحكم سوى تسع سنوات وتوفى فى ظروف غامضة وأن هذه المقبرة تمثل تجسيدا للفن المصرى الراقى وتفتح آفاقا جديدة لدراسة الإبداع الفنى فى تلك المرحلة فالفنان الذى أبدعها كان ابنا للمجتمع المصرى الذى بلغ ذروة التحضر فى الفكر والفن الى جانب تصميم المتحف نفسه يعد عملًا فنيا متكاملا يجمع بين الحداثة وروح التاريخ ليصبح المتحف منتجا معماريا وثقافيا خالدا يروى قصة الحضارة المصرية للأجيال المقبلة.
الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادى يرى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل إنجازا وطنيا ذا مردود اقتصادى واسع لكنه يحتاج سياسات داعمة لتحقيق أثر ملموس على الاقتصاد الكلى وسيسهم فى زيادة عدد السائحين ورفع حجم الإنفاق السياحي، فضلا عن خلق فرص عمل جديدة فى قطاعات السياحة والخدمات.
عامر يرى أن المتحف المصرى الكبير ليس فقط مشروعا أثريا بل استثمار وطنى فى القوة الناعمة لمصر يعزز مكانتها عالميا ويفتح آفاقا للتنمية المستدامة من خلال الدمج بين التاريخ والاقتصاد.
تؤكد الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى اثرى اوثقافى بل يعتبر لحظة فاصلة فى تاريخ الوعى الجمعى للمصريين حيث يجمع الماضى العريق بالحاضر لبناء مستقبلا يعيد الاعتبار لقيمة الهوية والذاكرة الوطنية واختيار الرئيس هذا التوقيت يحمل رسالة وعى واستقرار للعالم واضحة بإنها رغم التحديات لا تزال قادرة على حماية تراثها وصناعة المستقبل فى آن واحد وأن المتحف ليس مبنى من الحجر بل إعلان عن عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية كدولة حضارة مستمرة عبر الزمن.
الشباب المصرى اليوم فى حاجة إلى رموز ملموسة تذكره بعظمة بلده عندما يزور المتحف ويرى بعينيه ما صنعه أجداده سيتجدد داخله شعور بالثقة والانتماء والمسئولية الوعى بالعراقة التاريخية التى اللبنة الأولى لبناء المستقبل.
فضلا عن تقديم صورة مختلفة عن مصر أنها دولة تنشغل بالعلم والثقافة وشتى المجالات حين يرى العالم هذا المشروع العملاق سيعى أن فى مصر رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة رؤية تبنى الثقة والاستقرار من خلال الثقافة والهوية وان الثقافة توحد أكثر مما تفرق المتحف يخلق منصة للهوية كل طباقتها من كل الخلفيات الاجتماعية والسياسية تحت مظلة حضارة واحدة حين يلتف الناس حول رموزهم المشتركة يقل التحزب ويعلو صوت الانتماء وآن الأوان أن تتبنى الجامعات والمراكز الثقافية برامج زيارات وندوات مستمرة داخل المتحف ليصبح مؤسسة تعليمية مفتوحة لا مجرد مزار سياحي. كل زيارة هى درس فى الوطنية والانتماء.
		
		
 
 







