والتاريخ والعجوز وحيدًا.. وناس من دم.. ورسالة من امرأة..!
نعم من حقنا أن نفرح وأن نحتفل وأن نباهى الأمم بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. فهذا ليس حدثًا عاديًا.. هذا استرجاع لذاكرة التاريخ فهنا فى مصر كان ميلاد الحضارة.. هنا فى مصر كتب أجدادنا التاريخ وأقاموا أعظم حضارة عرفتها الإنسانية.. هنا الشعب الذى يحتفل بالأجداد ويستعيد معهم وبهم ذكريات العظمة والخلود.. هنا نقول للعالم.. هذا هو شـعب مصـر الذى لا يعرف الانكسار أو الضعف.. شعب يريد أن يكون كله فى الصورة تحت الراية المنصورة.. راية الإرادة.. راية العزيمة والاصرار على النجاح.. راية التحدى لكل المؤامرات التى دبت لتعطيل مسيرته فى الحياة.. راية الفخر بأن تحقق كل هذه الانجازات فى أوقات بالغة الصعوبة.. راية العزة والكرامة لشعب يمثل حصنًا للسلام والأمان.. شعب يستعذب الموت فى سبيل عزة الوطن.. شعب كبير يتسامح ويسمو ولا يحمل حقدًا أو كراهية لأحد.. شعب يبحث عن لقمة العيش الحلال قانعًا حامدًا شاكرًا الله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى.
ومن حقنا أن نفرح وأن نحتفل بأننا أحفاد هؤلاء العظام الذين احتار التاريخ فى أمرهم.. أين ومتى وكيف حققوا كل تلك المعجزات.
ومن حقنا أن نفرح بأننا فى هذه الأجواء العاصفة التى يشهدها العالم استطعنا أن نقدم وأن نحافظ على التراث الإنسانى الحضارى الهائل الذى يترجم كل المعانى الجميلة فى رحلة الإنسان الباحث عن الحق فى الحياة.
لقد احتفلنا بافتتاح المتحف.. لم يكن احتفالاً من أجل الآثار الفرعونية فقط.. كان احتفالا بعظمة مصر وقيمة مصر.. وتاريخ مصر.. انت بلادى الجميلة حصن السلام والأمان.. ومهما كان أنت مصر وكل خطوة بنصر.. نعيش لمصر.. ونموت لمصر.. تحيا مصر تحيا مصر.
> > >
ونعود للحياة.. وجوانبها المشرقة.. والنقاط السوداء فى الثوب الأبيض الذى نريده ناصعًا دائمًا.
وأتحدث عن غياب فى بعض مظاهر الأسرة المترابطة.. وأشير فى ذلك إلى حادث وفاة مؤخرًا لمسن فى السبعين كان يعيش وحيدًا رغم أن له أسرة وأشقاء وأبناء.. والعجوز توفى فى فراشه.. وانقضى يوم واثنين ولم يسأل عنه أحد.. والبواب هو من لاحظ غيابه واكتشف وفاته وأبلغ أسرته..! وهى حادثة وفاة اصبحت متكررة ولم تعد تشكل خبرًا.. الاب وحيد.. والأبناء فى واد آخر..!! هذا ليس من طبعنا ولا من عاداتنا ولا من أخلاقنا.. هذا خروج على المألوف وأمر يؤسف له..!
> > >
ولكن الدنيا تغيرت على ما يبدو.. والشر تغول داخل نفوس بعض البشر والجرائم التى نسمع عنها هذه الأيام لم تكن تخطر على بال أحد.. فالمطربة الشعبية رحمة محسن التى تنطلق بسرعة الصاروخ اتهمت طليقها بابتزازها بتسريب مقاطع فيديو شخصية على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف الحصول على أموال أو تشويه صورتها.
والقضية مؤلمة حقًا وتدخل فى اطار إنعدام النخوة والرجولة إذا كان الاتهام صحيحًا.. ويبدو أن رحمة محسن كانت فى بداية مشوارها الفنى للتألق تشعر بأن ذلك سيحدث عندما غنت أشهر أغانيها وفيها تقول: اللى فتحت له بيتى وخانى، كنت بأمنه وخيب ظنى أديته سرى اتكلم عنى ومشترنيش.. واللى اديته أنا كل سنينى سرق الكحل ياناس من عينى كان بيدور ليه يحمينى ومرحمنيش.. ناس من دمى وفصلوا كسوة لونها كان أسود كلها قسوة.. كنت بأقول دول ضهر وعزوة منصفونيش..!
وعندك حق يارحمة.. لم يعد هناك أى رحمة..!
> > >
وشاهدت بطولة يقولون إنها نوع من أنواع الرياضة.. والبطولة هى الصفع بالأقلام.. والبطولة رجالية ونسائية.. وتتمثل فى أن يقوم أحدهم بصفع الآخر على وجهه بقوة.. ويرد الثانى الصفعة على مدار عدة جولات.. أو تنتهى المباراة بالقاضية بصفعة يسقط معها الخصم مترنحًا.
وهى ليست رياضة.. هذه رياضة حقيرة مهينة لا يجب تشجيعها أو استضافة بطولاتها.. فمن يشارك فيها لا يملك عقلاً ولا فكرًا ولا احساساً!! ناس يتم صفعها على وجهها وتبتسم..!! وما وجعنيش..!! رياضة لضعاف العقول من فاقدى الشعور..!
> > >
وجاءنى حزينًا يشكو ويتألم من كلام الناس.. ويحــاول أن يبــرر وأن يدافع عن مواقفه فى الحياة..! ويا صـديقى لا تبرر تصرفاتك لأحد فلاهم ملائكة.. ولا أسفل أقدامهم جنتك.. عش عفويتك تاركًا لهم اثم الظنون.. ولا تهتم بأى شىء يفكر به الآخرون عنك عش كما أنت.
> > >
وكتب لى يقول: وتبقى هناك أحاديث مختبئة بداخلنا، إن تحدثنا بها ابكتنا وإن كتمناها أوجعتنا..!! وكتبت إليه أقول.. لست وحدك..!
> > >
أما الآخر فقد كتب لى يقول.. إذا رأيت بعض الناس تبتعد عنك بدون سبب فتذكر أمك وهى تقول: الله يبعد عنك أولاد الحرام..!! والله يرحمك يا أمى.. وكل الأمهات اللاتى كن كل الحياة.
> > >
وبعث لى صديق برسالة أخرى يقول فيها: احساس جميل جدًا لما تنام وأنت بتكلم حد بتحبه.. عندكم أنا مثلاً كل يوم بنام وأنا بكلم نفسى..!
وصديقى لم يقل أو يفصح عن طبيعة الحديث هل هو مراجعة ووقفة مع النفس أم أنه لم يعد يجد صديقًا يتحدث معه بصدق وعفوية.. واغلب الظن أنه الاحتمال الثانى..!
ونذهب لكروان الشرق فايزة أحمد وواحدة من أجمل ما غنت.. رسالة من امرأة وفيها تقول: أنا لست أسفة عليك لكن على قلبى الوفى.. قلبى الذى لم تعرفه.. يا من على جسر الدموع تركتنى.. أنا لست أبكى منك بل أبكى عليك ماذا لو أنك يا رفيق العمر قد أخبرتى.. انتهى أمرى لديك.. فجميع ما وشوشتنى أيام كنت تحبنى قد بعته فى لحظتين وبعتنى انى أراها فى جوار الموقد أخذت هناك مقعدى فى الركن ذات المقعد وأراك تمنحها يدا متلوجة ذات اليد ستردد القصص التى أسمعتنى ولسوف تخبرها بما أخبرتنى وسترفع الكأس إلى جرعتين.. كأسا بها سمحتنى..!
> > >
وأخيرًا:
أفضل جهاز لكشف الكذب هو الأيام.
> وبعد سن الأربعين تتوقف الحياة عن اعطائك الدروس وتبدأ بمعاقبتك على الدروس التى لم تفهمها..!
> وأمسى واصبح ولاتزال هناك فى الأعماق.
		
		
 
 







