>> منذ حدوث ثقب الأوزون وإخلاله بالتوازن الطبيعى للمناخ.. يعيش العالم أجواء متغيرة.. وقرارات متباينة.. ووجهات نظر ربما تكون متعارضة.. تتناول جميعاً توقعات قادمة بمتغيرات مناخية.. تؤثر بالسلب على حياة الناس.. وتهددهم بارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة.. وفيضانات بالأنهار والمحيطات.. مع تزايد فى رقعة الجفاف وامتداد للتصحر.. وتهديدات جدية بحدوث مجاعات وكوارث طبيعية.. أقلها تراجع ثوابت الطقس المعروفة على بقاع الكرة الأرضية منذ آلاف السنين.. اختلطت الظواهر المناخية.. ليس فى الفصول فقط.. ولكن خلال ساعات اليوم الواحد.. مما أثار البلبلة بين الناس.. متعلمين وبسطاء.. ومصحوباً بصعوبة فى التوصل إلى اعتماد سلوك دائم ومناسب ومحقق للحماية من هذه المتغيرات.
>> ومع زخم المؤتمرات والاجتماعات.. وتصاعد الاهتمام الوطنى والإقليمى والدولى بقضية المناخ وخطوات المواجهة والتكيف.. والتفرقة بين التخفيف والتكيف.. عاش العالم حقيقة مهمة ومعادلة تبحث عن تصويب عاجل.. وعمل دائم.. ونعنى بها مسئولية الدول المتقدمة عن الانبعاثات الضارة بالبيئة والإنسان.. بنسبة عالية مروعة لهذه الدول.. أمام الدول النامية والفقيرة الأكثر تضرراً والأقل إمكانيات للمواجهة.. وتخللت المؤتمرات والاجتماعات محاولات الدول الغنية للتنصل من المسئولية أو الاكتفاء بالوعود وإطلاق المبادرات.. وبات التمويل النقطة الأكثر ضعفاً.. فى حلقات وخطوات «عدالة المواجهة»، وهو الأمر الذى حرصت مصر على التنبيه لخطورته واقتراح حزمة من الحلول الناجحة.. والتمويلات الميسرة خلال رئاستها لقمة المناخ الأممية فى شرم الشيخ.. التى حولتها السواعد المصرية إلى نموذج يحتذى للمدينة الذكية الخضراء.. وأتاحت المناخ لتنافسية البحث عن حلول وتقديم مشروعات متنوعة.. تستثمر الإبداعات البشرية ومعطيات التكنولوجيا الرقمية والطاقة النظيفة والمتجددة.. كما قدمت مقترحات مهمة بشأن إسقاط فوائد الديون على الدول النامية لاستثمارها فى مشروعات التصدى والتكيف والعودة ما أمكن إلى التوازن الطبيعى الذى حقق الإنسان حضارته تحت ظله على مدى الأجيال.
>> وفى هذا الصدد تأتى فكرة إنشاء شركات وطنية لإصدار وقراءة كوبونات الكربون المرتبطة بالجهود المبذولة للتخلص من الانبعاثات الغازية والمكونات.. نتيجة الأنشطة المتعددة.. لينمو السوق الطوعى.. كمنصة تساعد الكيانات والأنشطة الاقتصادية المعنية لخفض الانبعاثات والحصول على الاعتماد الدولى فى هذا المجال.
ويتم هذا التعــاون بما يلزم من تأهيل للكوادر والاختيار الصائب والإدارة الناجحــة بالتعاون مع واحدة من كبرى المنظمات العالمية المعنية.. ووزارة البيئة.. وتبدأ بإيجــاد المعايير التى يقتدى بها الشرفاء وتحقق الفائدة للتنمية المســتدامة.. وتعميم الاقتصاديات المخفضة للكربون على جميع المسـتويات.. كما تمتد إلى تهيئة مناخ الفهم لطبيعة المشروعات والتفرقة بين التخفيف والتكيف والتقليل من المخاطر المناخية.. والعمل المشترك مع وحدات دعم التمويل المناخى التى وافق عليها البنك المركزى للبنوك الوطنية.. وتساعد فى الأمر الوحدة التى أقامتها وزارة البيئة للاستثمار البيئى والمناخى.. والتى ستدعم التنوع البيولوجى وحماية الطبيعة بالإدارة المستدامة للمحميات والترويج للسياحة البيئية.. كمنتج جديد.. وبالطبع فإن هذه الخطوة تدعم عدالة المواجهة لتداعيات المناخ.. وتضع أمام الأشقاء والأصدقاء تجربة مهمة كحافز إيجابى يساعد العمل المشترك لدول العالم.. بما يؤدى للحماية وتغيير حياة الناس.. إلى الرحاب الخضراء.









