تمسك الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل انطلاق ملحمة بناء مصر الحديثة بأن تكون فى جميع المجالات والقطاعات وفى كافة ربوع البلاد وفق رؤية شاملة، وإرادة صلبة، فلم يكن لدى مصر طريق آخر سوى المسارات الشاملة بعد أن وصلت الأحوال إلى درجة كبيرة من الانهيار، بعد عقود طويلة من الماضى تراكمت خلالها المشاكل والأزمات دون وجود إرادة للحل والإصلاح، ثم جاء بركان الفوضى والخراب، فى يناير 2011 ثم جاء حكم الإخوان المجرمين، وما خلفوه من تراجع وفشل ذريع، ومؤامرة على الوطن والمواطن، وخيانة وعمالة لقوى الشر.. كل ذلك أفضى إلى معاناة مصر من التدهور والتراجع، فى كل القطــاعات من هنا ارتأى الرئيس السيسى أن يقود معركة بناء وتنمية شاملة، وهو ما حدث بالفعل فى البنية التحتية، فى الزراعة وفى الطرق والموانىء والكهرباء والطاقة والنقل والتوسع العمرانى والصناعة والمشروعات القومية العملاقة، وإحياء قدرات مصر واستعادتها من جديد بأفضل مما كانت مثل البحيرات وتطوير قناة السويس، والاستثمار فى الموقع الجغرافى والاستثمار فى بناء القوة والقدرة على الردع لحماية الأمن القومى، وبناء الإنسان وحياة كريمة سواء القضاء على العشوائيات، وسكن كريم، والقضاء على فيروس سى، وقوائم الانتظار ومشروع القرن تطوير وتنمية الريف المصرى الذى قضى على النسيان والتجاهل والتهميش وتطوير التعليم والصحة فبناء الحجر مضى فى نفس الوقت مع بناء البشر، وأيضا تزامنت معركة البقاء والقضاء على الإرهاب والفوضى واستعادة هيبة الدولة وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار الشامل مع معركة البقاء بما يجسد أن هذه القيادة الوطنية الاستثنائية اختارت طريق الإرادة والتحدى، وأيضا هناك معركة خاصة هى الحفاظ على تراث وكنوز وتاريخ الأجداد، سواء للاستثمار فيه من خلال رسم صورة ذهنية لمصر فى العالم عن أعظم وأقدم حضارة عرفتها البشرية حيث التوسع فى بناء المتاحف، والتى تكللت بافتتاح المتحف المصرى الكبير وهو حدث أسطورى واستثنائى بل أهم حدث ثقافى فى القرن الحادى والعشرين وأكبر متحف فى العالم.
إذن بناء مصر الحديثة حسب رؤية الرئيس السيسى مضى على جميع المسارات فى وقت متزامن، بناء الحجر والبشر، والقوى الخشنة والناعمة، الدبلوماسية والسياسة وقوة الردع، لذلك نحن أمام ملحمة دارت رحاها على مدار 12 عامًا سابقت فيها مصر الزمن، وانتصرت عليه وحققت ما فاق كل التوقعات، فى زمن قياسى، حيث إن ما تحقق من نجاحات وانجازات على كافة الأصعدة وفى مختلف المسارات، وفى جميع القطاعات كان من المفترض وفق المعدلات الطبيعية ليس أقل من 50 عامًا، لكن أحوال وأوضاع مصر لم تكن تتحمل كل هذا الوقت حيث كانت على مشارف الضياع، ولم يكن المصريون الذين انتظروا وصبروا كثيرًا أن يتحملوا ما آلت إليه أحوال البلاد فى كل القطاعات والمجالات، وكل أنحاء البلاد خاصة المناطق التى تعرضت للنسيان والاهمال مثل سيناء والصعيد، وقرى الريف المصرى.
المحصلة أنها نتائج عظيمة، ولعل شهر أكتوبر 2025 نموذج للحصاد والثمار، حيث النجاحات والانجازات وصناعة الفارق، وهى بمثابة أمجاد تضاف لسجل الامجاد المصرية، تجسد القوة والقدرة المصرية الشاملة ما بين قوة الخارج والداخل، فمصر نجحت فى صناعة السلام فى الشرق الأوسط، وقادت إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وحضور قادة وزعماء العالم إلى شرم الشيخ يتقدمهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتوقيع على اتفاق إنهاء الحرب فى غزة، وهو ما أكد أن مصر هى التى تصدت منفردة بثقة وقوة وقدرة شاملة لمخططات وأوهام إسرائيل فى تهجير الفلسطينيين وابتلاع غزة.
ولم يكن الاستقبال المهيب والأسطورى للرئيس السيسى فى الاتحاد الأوروبى، وحرص وتمسك الاتحاد على إبرام شراكة إستراتيجية شاملة، وتعول أوروبا على مصر فى قيادة الشرق الأوسط وتحقيق الأمن والاستقرار، وتبادل المصالح والمنافع واستغلال واستثمار الفرص المصرية والمسقبل الواعد.
قدرة مصر وتأثيرها على الصعيد الخارجى بدور وثقل ومكانة إقليمية ودولية مرموقة بعد تراجع حاد خلال العقود الماضية يؤكد أن الحصاد ثمين وأن الرؤية والمسارات الشاملة فى البناء حققت أهدافها بنجاح، دولة عظيمة يحترمها العالم، ويصفق لها وينسق معها ويعول عليها.
الحصاد، كان عنوانًا عبقريًا لرؤية المسارات الشاملة، فما تحقق خلال شهر، يجسد حجم النجاح على كافة الأصعدة، السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، والثقافية، والحضارية.. ففى الاقتصاد عبرت مصر الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التى خلفتها سنوات الأزمات الدولية من جائحة كورونا، والحرب الروسية ــ الاوكرانية، والمتغيرات الجيوسياسية والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وما سببته هذه الأزمات من تداعيات اقتصادية خاصة على مصر التى خسرت 9 مليارات دولار بسبب تراجع عائدات قناة السويس خلال العدوان الإسرائيلى على غزة واضطرابات البحر الأحمر، وشهدت الأيام الأخيرة حالة من التعافى والمؤشرات الايجابية للاقتصاد المصرى وعبورمن الأزمة الاقتصادية، وتوقعات بارتفاع معدل النمو، وحجم الاستثمارات، وتحويلات المصريين فى الخارج، وارتفاع عائدات التصدير.
على نفس الاتجاه تحصد مصر رؤية المسارات الشاملة بافتتاح المتحف المصرى الكبير وسط حضور د ولى مرموق، وهو أكبر متحف فى العالم وأهم حدث ثقافى حضارى إنسانى فى القرن الحالى وهدية مصر للعالم، يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية ويعانق الأهرامات التى تجسد عبقرية وعظمة الحضارة المصرية، وجاء حفل الافتتاح يليق بعظمة مصر وحضارتها وما وصلت إليه من تطور هائل، حيث تعانق التاريخ العريق مع التطور التكنولوجى، وامتزج الماضى والحاضر يرسمان ملامح المستقبل لهذا الوطن الذى علم العالم، ومازال يكتب التاريخ، ويصنع الأمجاد.
الحصاد مستمر لم ينته والقادم أفضل بكثير حيث تتبوأ وتتقلد مصر مكانتها الدولية، وتحصل على المناصب المرموقة فى العالم، فقد فاز الدكتور خالد العنانى برئاسة اليونسكو، وفازت مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتواصل مصر تحقيق الانتصارات وهزيمة التحديات وهناك المزيد والأفضل قادم فى الطريق.









