دفعت الخلافات الزوجية شاباً “مستهتراً” للتخلص من زوجته بعد عدة أشهر من الزواج. فقد فقد أعصابه في لحظة غضب بعد مشادة بينهما على استخدامها للهاتف المحمول، وانهال عليها بالضرب المبرح بلا رحمة حتى سقطت جثة هامدة. لتنتهي حياتها بهذا الشكل المأساوي داخل مسكن الزوجية وقبل أيام معدودة من استقبال مولودهما الأول. تم القبض على المتهم، وحُرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وباشرت النيابة التحقيق.
تفاصيل المأساة
وقع الحادث المؤسف في إحدى قرى مركز طهطا بصعيد محافظة سوهاج، وراح ضحيته عروس كانت تحلم بحياة زوجية هادئة مستقرة كأي فتاة. لكن أحلامها الوردية تبددت بعد أيام من الزفاف، وتسرب الكلام المعسول وتبخر من العش الهادئ سريعاً، لتعيش في “نكد” وهموم لا تنتهي مع “عريس الغفلة” الذي تبدل حاله. فقد أصبح يثور عليها لأتفه الأسباب، وكأنه شخص آخر غير الذي تعرفه. ولم يكن أمامها سوى الصبر والكتمان وهي تندب حظها العاثر.
هموم وأحزان
بمرور الوقت، بدأت العروس تشعر بحملها وثمرة زواجها، وبنبض الجنين الذي يتحرك في أحشائها، لتزف البشرى لزوجها أملاً في أن يتغير الحال للأفضل، لكن بلا فائدة. لتصطدم بالواقع المرير أمام فشل الأهل والأحباب في تغيير طباعه، وتوقفه عن إهانتها وإهدار كرامتها مع كل خلاف بينهما. لتعيش في دوامة من الخوف والقلق، بدلاً من السعادة التي كانت تتخيلها مع قدوم ولي العهد المنتظر. وتنام مهمومة ودموعها على خديها، لا تدري ماذا تفعل وكيف تخرج من تلك الورطة أمام عدم شعورها بالأمان والدفء الأسري.
وقت الحادث
وقت الحادث، نشبت بينهما مشادة بلا مبرر، وكانت هذه المرة الأكثر قسوة بعدما طالبها بترك الهاتف الذي كانت تستخدمه. وعندما حاولت مداعبته وتهدئة حالة التوتر والغضب التي كانت ظاهرة على ملامحه، ثار عليها رافضاً التفاهم والحوار، ليشتد الخلاف بينهما. عندها قام بجبروته بالإمساك بـ”ماسورة بلاستيكية”، وانهال بها عليها بالضرب متناسياً ظروف حملها وأنها على وشك الولادة. وظل يطاردها بالشقة بلا رحمة لتوسلاتها وبكائها حتى سقطت فاقدة النطق والحركة.
هروب المتهم
لم يكن أمام المتهم سوى التوجه بها إلى مستشفى طهطا العام، في محاولة لإنقاذ حياتها كما توهم بعد فوات الأوان. لكنه اكتشف أنها فارقت الحياة بين يديه، ليفر هارباً خوفاً من المسؤولية بعد أن تأكد للأطباء وجود شبهة جنائية في الوفاة وآثار ضرب وتعذيب بمختلف أنحاء الجسد. أُبلغت الشرطة، وتم التحفظ على الجثة في ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، والتي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن، وهم في حالة صدمة وانهيار شديد.
ضبط القاتل
على الفور، بدأ رجال الأمن في ملاحقة الزوج الهارب. وتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود طه، مدير المباحث الجنائية، وأشرف عليه اللواء الدكتور حسن عبدالعزيز، مدير أمن المحافظة. وخلال ساعات، تم القبض على المتهم، الذي اعترف في التحقيقات بالجريمة، وأنها وقعت في لحظة شيطانية فقد فيها السيطرة على أعصابه، ليفقدها ويفقد مولوده الذي كان ينتظر وصوله بفارغ الصبر بسبب تهوره. وقام المتهم بتمثيل الجريمة أمام جهات التحقيق المختصة وسط حراسة مشددة. وقررت النيابة بعد الانتهاء من سماع أقواله حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته إلى محكمة الجنايات لينال عقابه الرادع.








