أكدت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في القاهرة، أن مصر تمثل ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة تتزايد اضطراباتها، مشيدة بدورها المحوري في دعم مساعي السلام وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين حول العالم.
وقالت بانوفا في مقالة بعنوان «إحياء التعددية: الأمم المتحدة في الذكرى الثمانين لإنشائها ودور مصر الراسخ»، إن مصر أثبتت عبر تاريخها أن الدبلوماسية المسؤولة والتعاون متعدد الأطراف ليسا مجرد شعارات، بل التزامات عملية واقعية، موضحة أن إسهامات القاهرة في منظومة العمل الدولي متعددة الأطراف كانت – وما تزال – تاريخية ومعاصرة في آنٍ واحد.
وأضافت أن مصر كانت من أوائل الدول التي تبنت مبادئ العمل الجماعي المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وتعد اليوم من كبار المساهمين في عمليات حفظ السلام الأممية على مستوى العالم، الأمر الذي منحها مكانة قيادية في حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 وصوتًا مؤثرًا يعبر عن مصالح الجنوب العالمي.
وأشارت بانوفا إلى أن الإرث المصري في العمل الدولي تجسد في شخصيات بارزة تركت بصمة واضحة في تاريخ الأمم المتحدة، مثل الدكتور مصطفى كمال طلبة، الذي ترأس برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمدة 17 عامًا، والدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي وسّع نطاق عمليات حفظ السلام، والدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والدكتور خالد العناني، المدير العام المنتخب حديثًا لمنظمة اليونسكو.
وأوضحت أن هذه الأسماء تعكس الشراكة الممتدة بين مصر والمنظومة متعددة الأطراف، مشيرة إلى أن القيادة المصرية برزت كذلك في العمل المناخي العالمي، لاسيما من خلال استضافة مؤتمر المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، الذي رسخ مبدأ العدالة المناخية والتكيّف ضمن الأجندة الدولية وأسفر عن إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» لصالح الدول الأكثر ضعفًا، معتبرة ذلك إنجازًا تاريخيًا يحسب لمصر ودبلوماسيتها.
واختتمت بانوفا مقالتها بالتأكيد على أن دور مصر في دعم التعددية لا يقتصر على الدبلوماسية، بل يمتد ليُحدث أثرًا ملموسًا لصالح الإنسان والكوكب معًا.









