لم يكن افتتاح المتحف المصرى الكبير مجرد حدث عابر بل كان إطلالة جديدة على الحضارات الإنسانية.. فمصر لم تكن فى يوم من الأيام مجرد دولة تعيش على الهامش بل كانت صاحبة واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية بل إننى لا أبالغ إذا قلت إنها أصل وأساس الحضارات فى كل أرجاء العهود القديمة.. فمنها نهلت حضارات الصين والفرس وبابل وغيرها حيث بنت وأسست حضاراتها هناك على نهج حضارة أم الدنيا.
وفكرة إنشاء هذا المتحف الكبير لم تكن وليد الصدفة بل كان وراء هذا العمل المبهر جهود خلاقة بدأت فى العام 2002 حيث الفكرة الأولية لإنشاء متحف كبير يضم بين جنباته كنوز الحضارة المصرية كأكبر متحف على مستوى العالم يحكى قصة حضارة واحدة.
تم وضع حجر الأساس للمشروع الحلم ولكن ومن أسف حدث أن توقف نظراً للظروف غير العادية التى مرت بها أم الدنيا خلال أحداث يناير 2011 وما تلى ذلك أمور جعلت من استمرار بناء المتحف الكبير أمراً صعب المنال.. حتى كان العام 2014 الذى هو بحق إشراقة رائعة فى تاريخ مصر ومعها بدأت مصر تستعيد عافيتها من جديد من حيث انتظام المشروعات العملاقة فى كل ربوع تلك البلاد.. وكان بطبيعة الحال أن يعود هذا المشروع الثقافى التاريخى إلى الواجهة مرة أخرى ويبدأ العمل فى إعادة الخطوات العملية من أجل الإنجاز وفقاً لأعلى المقاييس العالمية.. وبالتالى كان المصريون عند حسن الظن بهم وفى الزمان والمكان.. بدأ المصريون تحدياً جديداً كغيره من تحديات سبقت وأنجزوها بنجاح منقطع النظير مثل مشروعات استصلاح الأراضى الصحراوية إلى إنشاء القلاع الصناعية إلى مشروعات الإسكان خاصة المدن الذكية مدن الجيل الخامس ثم الوفيرة الهائلة فى المحاصيل الزراعية التى بلغت حداً للاكتفاء الذاتى ثم التصدير إلى دول العالم.
يأتى بعد ذلك هذا المشروع الكبير الذى تم افتتاحه أمس «السبت» وسط كوكبة من رؤساء وملوك العالم.. الذين حضروا من أجل أن يروا هذه التحفة المعمارية الرائعة التى تعتبر واحدة من أجمل المتاحف على المستوى العالمى حيث تضم تاريخاً لأرقى الحضارات الإنسانية لما يقرب من سبعة آلاف سنة.
التحية والتقدير لقائد مسيرة البناء والنماء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لولا إصراره على بناء مصر الجديدة. لما شاهدنا كل هذه الإنجازات فى كل بقاع أم الدنيا ومنها هذه الصرح الكبير الذى نباهى به العالمين.









