منظمات إنسانية فى «اتهام صريح»: «تل أبيب» تعوق دخول المساعدات
شــنّت إســرائيل غــارات عــــدّة عـلى شرق خان يونس، أمس، ونسفت منازل فى مدينة غزة ومخيم البريج، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية.
ذكر إعلام فلسطينى أن «مدفعية الاحتلال الإسرائيلى قصفت أحياء عدّة فى القرارة وبلدة عيسان، لكن دون الإبلاغ عن إصابات.
كما أطلقت مسيرة إسرائيلية «كواد كابتر» قنابل على شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف مبانٍ سكنية شرق مخيم البريج ومدينة غزة.
تأتى هذه الهجمات وسط اتهام منظمات إنسانية إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة وفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية عن مصادر عديدة.
قالت هذه المنظمات: إن نظام التسجيل الجديد الذى وضعته اسرائيل يترك أطناناً من المساعدات الإنسانية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات عالقة خارج القطاع المنكوب.
أشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب فرضت فى مارس قواعد جديدة تقضى بمنح منظمات الإغاثة العاملة مع الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية المحتلة مهلة حتى نهاية العام لإعادة تسجيلها لدى السلطات، وإلا ستُخاطر بفقدان ترخيص عملها.
انتقدت منظمات الإغاثة هذه القواعد، التى تتضمن شرطاً بتقديم قوائم كاملة بأسماء الموظفين الفلسطينيين، معتبرةً إياها محاولةً لإجبار المنظمات غير الحكومية الدولية على مغادرة غزة.
من جانب آخر، زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس ، إن الجثث التى سلمتها حركة حماس لإسرائيل مؤخراً «ليست لمحتجزين إسرائيليين».
قالت إذاعة الجيش أن الرفات لا تعود لأى محتجز، وهذا ما اتضح من الفحص الذى أُجرى فى معهد الطب الشرعي.
وأكدت إذاعة الاحتلال الإسرائيلى أن المؤسسة الأمنية لا تعتبر ما حدث خرقا من حماس لاتفاق وقف إطلاق النار، لأن هذه الرفات لم تقدم على أنها رفات محتجزين بشكل مؤكد منذ البداية.
أشارت إلى أن إسرائيل تفضل الاستمرار فى استلام عينات مستقبلية لاحتمال أن تكون مرتبطة بأسرى آخرين، حيث تزعم تل أبيب أنه لا تزال هناك جثث 11 محتجزا ًفى قطاع غزة.
كانت وسائل إعلام عبرية قد أعلنت فى وقت سابق أن إسرائيل تسلمت من الصليب الأحمر رفات 3 أسرى إسرائيليين، حيث قالت القناة الـ12 الاسرائيلية إن الرفات تم نقلها للفحص فى معهد الطب الشرعي.
أشارت القناة الـ13 الإسرائيلية إلى أن حركة حماس أبلغت الصليب الأحمر بأنها لا تعرف هوية الجثث، واقترحت أن تقوم إسرائيل بفحصها، مضيفة أن الجيش أبلغ العائلات الليلة الماضية بنقل الرفات للفحص للتأكد من هويتهم.
من جانبها، أكدت حماس فى بيانات سابقة أن جهودها تواجه صعوبات كبيرة بسبب حجم الدمار الهائل فى قطاع غزة، ما يعقّد عمليات انتشال الرفات.
حماس سلمت منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار 20 أسيراً إسرائيلياً حياً، ورفات 19 أسيراً من أصل 28.
يأتى ذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والذى دخل حيز التنفيذ فى 10 أكتوبر 2025.
تربط إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسري، بينما تؤكد الحركة أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظراً للدمار الهائل بغزة، وعدم توفر الآليات والتجهيزات المناسبة للبحث.
فيما يتعلق بتشكيل «قوة الاستقرار الدولية» المزمع نشرها فى غزة، بموجب خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يعد هذا الأمر تحديًا رئيسيًا نظراً لاعتراض إسرائيل على مشاركة قوات من دول تعتبرها معادية لها، كما تعترض تل أبيب أيضاًً على إصدار قرار دولى من مجلس الأمن يضفى شرعية على قوة حفظ السلام فى القطاع الفلسطيني، وفق ما كشفته شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية.
فى سياق آخر، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية «بأشد العبارات» بسياسات إسرائيل تجاه الأسرى الفلسطينيين، ووصفتها بأنها «جريمة ممنهجة تستوجب العقاب».
قالت الوزارة الفلسطينية، فى بيان، إن «إسرائيل تستخدم الاعتقال التعسفى والتعذيب أداة من أدوات الحرب».
قالت الوزارة، فى البيان، إن «الممارسات الإسرائيلية داخل السجون، بما فى ذلك التعذيب، والحرمان، والاهمال الطبي، والعقوبات الجماعية، وعمليات القتل البطيء، تشكّل امتدادًا لحرب الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى جميع أماكن وجوده.
دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان للتحرك العاجل لوقف هذه السياسات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.









