عشرات الجثث بالقرب من المستشفيات.. و«صور للدماء» بالأقمار الصناعية

كشفت صور فضائية ومقاطع فيديو، حللتها مؤسسات إعلامية وحقوقية دولية، عن مشاهد مروعة لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين فى مدينة الفاشر، شمال دارفور، عقب سيطرة ميليشيات الدعم السريع على المدينة، بعد حصار دام نحو 18 شهراً.
تشير التقارير إلى أن عناصر ميليشيا الدعم السريع، التى اتهمتها الولايات المتحدة سابقاً بارتكاب إبادة جماعية، أقدموا على ذبح مئات الأشخاص. وفى بعض الحالات، صوّروا أنفسهم وهم ينفذون عمليات إعدام.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أظهرت صور الأقمار الصناعية بقعاً حمراء واسعة على الأرض، يُرجّح أنها دماء. كما رصدت وجود عشرات الجثث بالقرب من منشآت طبية وأحياء سكنية، فى مشهد وصفته منظمات الإغاثة بـ «المجزرة الجماعية».
ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى منظمات إنسانية قولهم إن الدعم السريع نفذ إعدامات ميدانية داخل أحدى المستشفيات، كما قُتل أكثر من 460 شخصاً، بينهم مرضى ومرافقون وعاملون صحيون. كما تضررت أجزاء من المستشفى خلال الاقتحام.
فى الوقت نفسه، أظهرت مقاطع مصورة أن عناصر مسلحة أطلقت النار على محتجزين داخل مبانٍ عامة، فيما اتهم شهود عيان القوات المهاجمة بارتكاب انتهاكات جنسية ونهب واسع طال المستشفيات ومخازن الغذاء.
تعيش السودان أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، وفقاً للأمم المتحدة، حيث أدت الحرب الأهلية هناك إلى نزوح أكثر من 14 مليون شخص ومقتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص.
كانت ميليشيا الدعم السريع، التى عزلت الفاشر بجدار ترابى لمنع دخول الطعام والسيطرة على حركة المواطنين، قد استولت على مطار المدينة وقاعدتها العسكرية الأسبوع الماضى بعد انسحاب القوات المسلحة السودانية من آخر معاقلهم المتبقية فى دارفور.
فى السياق نفسه تقدّر منظمات الإغاثة الدولية أن أكثر من 30 ألف مدنى فروا من المدينة خلال الأيام الأخيرة، وسط انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. وتحذر الأمم المتحدة من «تطهير عرقى محتمل» فى الإقليم.
من جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان، أمس ، وصول 642 نازحاً من الفاشر إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية، بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر جراء المجازر التى ترتكبها الدعم السريع بالفاشر.
أضافت، أن «النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية، فى ظل انعدام المأوى ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن».
قالت الشبكة هذه الأسر الفارة من ويلات الحرب لجأت إلى الولاية الشمالية بحثاً عن الأمان، مع توقعات بأن يتضاعف عدد الوافدين بشكل كبير خلال الأيام القادمة، نتيجة استمرار تدهور الأوضاع فى دارفور، لكنهم بحسب المصدر السابق يواجهون تحديات معيشية خطيرة.
ناشدت شبكة أطباء السودان السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والإغاثية داخل السودان وخارجه التحرك العاجل لتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، وتوفير المأوى والدعم النفسى والاجتماعى للنازحين، تفادياً لانهيار الوضع الإنسانى بشكل كامل».
أكدت أنّ «الاستجابة السريعة فى هذه اللحظة الحرجة قد تُنقذ آلاف الأرواح التى أنهكها النزوح والجوع والخوف».









