الوزير الأسبق للثقافة فاروق حسنى لا جدال ولا خلاف على أنه أحد أبرز فنانى عصره حيث اشتهر فى العديد من البلدان الأوروبية صاحبة مدارس الفنون الراقية من خلال لوحاته التى غزت متاحف تلك الدول فى باريس وروما ولندن.
> وفى واحدة من زياراته للأكاديمية المصرية فى روما التقى بالمصادفة خلال تواجده العديد من المهتمين بعلم المصريات فى روما وكانوا دائمى السؤال: لِمَ لا يكون للحضارة المصرية القديمة متحف يليق بها.. وكان هذا اللقاء هو إرهاصة أولى لفكرة إنشاء المتحف الكبير حيث كان بعدها الوزير الفنان فى زيارة لمعهد العالم العربى فى باريس وفى أحد لقاءاته التقى مهندساً إيطالياً وصاحب دار نشر كبيرة هناك تجاذبا أطراف الحديث حول الآثار والحضارة المصرية القديمة.. ففوجئ الفنان فاروق حسنى بسؤال مباغت من المهندس الإيطالى يقول له: «انتوا هتعملوا ايه فى المخزن اللى عندكو» هو طبعاً يقصد المتحف المصرى اللى فى ميدان التحرير.. الجملة فى حد ذاتها استفزت فاروق حسنى جداً.. وبكل ثقة رد عليه.. «احنا هنعمل أكبر متحف فى العالم» وكانت الجملة رد فعل طبيعي.. ولكن على أرض الواقع مفيش لا متحف كبير ولا أرض ولا حتى تخطيط لمشروع.. المهم رد عليه المهندس الإيطالي.. لو الموضوع ده حقيقى فأنا بإمكانى أجيب لكم تمويل كبير من إيطاليا.
عاد الوزير حسنى إلى القاهرة أول حاجة عملها اتصل بالرئيس مبارك وأخبره عما جرى فى باريس.. وقال له يا ريس المشروعات العملاقة هتلاقى التمويل بكل سهولة.
بعدها دخلت الفكرة حيز التنفيذ واختار الوزير حسنى مكان المتحف أمام الأهرامات.. وتم عمل مسابقة عالمية لأجل التصميم الذى فاز به التصميم الحالى الذى قدمه هينجان بينج والأيرلندية روسين هينجن.
عام 2002 بدأ الحلم يظهر للنور وتم وضع حجر الأساس وكان المتوقع أن يتم افتتاح هذا المشروع الحلم عام 2011.. ولكن ما جرى من أحداث جسام مرت بمصر والمنطقة العربية أوقفت المشروع تماماً.. وبعد سنين طرحت الفكرة من جديد أمام القيادة السياسية التى بادرت بضرورة استئناف العمل مرة أخرى بالمشروع وتذليل كل العقبات التى تحول دون أن يكون حلماً محققاً على أرض الواقع.
وبالفعل بدأت أولى الخطوات العملية بخطى متسارعة وجهود مضاعفة.. وبعد فترة من المجهود صار لدينا أكبر متحف فى العالم مش مجرد مخزن كما قال الخواجة الإيطالى للوزير فاروق حسنى.
> حقيقة يحسب للقيادة السياسية الوعى والإصرار والعزيمة التى كانت وراء إنجاز هذا الحلم الذى يعتبر هدية مصر للعالم أجمع فكما قدمت مصر من قبل قناة السويس الجديدة ها هى تُهدى البشرية صرحاً ثقافياً تاريخياً جديداً فريداً من نوعه على المستوى العالمي.
.. وأخيراً :
المجهود الذى بذله فاروق حسنى فى بداى المشوار يستحق عليه الثناء والتقدير.









