من حق الإنسان أن يتساءل.. فى لحظة صفاء هذا الكون العظيم.. كيف يرقى إلى الأمام.. لتتواءم الطيبة مع احتياجات الناس.. الجميع على ثقة من أن رزقهم سيأتى إليهم.. لا أحد يستطيع أن يمنع عطاءات الرحمن.. حتى أصغر الكائنات.. الفراشة.. النملة.. تجد رزقها المناسب لما قدر لها.
هذا الفضل العظيم.. يكتمل بدروس وسلوكيات من الكائنات.. فى فعل الخير.. دروس متجددة للإنسان.. والغريب أن البعض يأخذه اليأس أو الغضب.. العجز أو الألم.. عندما ينظر إلى حاله.. ولكن عليه أن ينظر إلى ما حوله.. ليشاهد كيف تتوالى المعجزات.. دروس للصغير والكبير.. والانتباه والتأمل.. والتوكل على الله سبحانه وتعالي.
بناء الوعى مسئوليتنا جميعاً.. والأسرة والإعلام والتعليم والمجتمع شركاء فى حماية وطننا وأبنائنا.. من فوضى السوشيال ميديا.. والباحثون عن المكاسب المالية والشهرة الزائفة.
الأيام الماضية قامت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها عشر سنوات بوضع كرسى فى محيط «بلكونة» العش الهادئ بالدور الخامس بحينا العتيق «حلوان»، كما تشاهد فى قصص الإنترنت والهوس بتقليد الأفلام، ولولا فضل الله.. وصراخ قطتها الصغيرة وانتباه الأم التى قامت على الفور بحمل فلذة كبدها بعيداً.. وانقاذها من الموت بسبب تهورها وتقليد أغبياء المواقع.
إنها بالطبع صغيرة لا تدرك مغزى ما تفعله.. ولكن السر فى جنون مشاهدة المواقع والمنصات دون اعتبار لأخطارها.
نعم.. التكنولوجيا الحديثة تساعد فى الوصول لكافة البحوث العلمية وزيادة المعرفة والثقافة، أما الجوانب السلبية فكثيرة أيضاً، ومنها تهديد القيم الاجتماعية وزيادة الجرائم ونشر الفضائح، وتهديد الأمن والاستقرار.
القدوة الحقيقية ليست فى نجم الشاشة.. والجمال فى الرحمة والذوق.. والتشجيع والحنان لغة الإيمان.
فى النهاية.. هذا الجميل الذى قامت به القطة.. المعروف عنها كأم الحماية الدائمة لأولادها.. وتوفر لهم الطعام.. وتتولى تدريبهم على خوض غمار الحياة.
تعلموا من هذه الدروس، وكم هى متنوعة وسط زحام الأيام.
>>>
اللهم أكرمنا بالصحبة الصادقة النقية وأرشدنا إلى بساتين القلوب الصافية والعقول الراقية.. واملأ أيامنا بالنور والسلام.. وارزقنا جنات الفردوس الأعلي.. يا رب.









