اليوم الافتتاح الرسمى للمتحف الكبير الذى يشهده ملوك وامراء ورؤساء دول وشخصيات بارزة من مختلف القارات، لم يقتصر الاهتمام على الداخل المصرى. فقد بادرت مؤسسات أكاديمية وثقافية فى أنحاء العالم إلى تنظيم فعاليات مشاهدة جماعية وبث مباشر للحفل، فى مشهد يعكس حجم التقدير الدولى لهذا الحدث التاريخى ويؤكد المكانة المتجددة للحضارة المصرية فى الوعى العالمى.
فى الولايات المتحدة، كانت جامعة جونز هوبكنز فى بالتيمور من أوائل المؤسسات التى أعلنت مشاركتها فى الاحتفاء بالافتتاح، حيث نشر متحف جونز هوبكنز الأثرى على موقعه الرسمى دعوة عامة جاء فيها:
«يدعوكم متحف جونز هوبكنز الأثرى، بالتعاون مع السفارة المصرية والمكتب الثقافى والتعليمى المصرى فى واشنطن العاصمة، للانضمام إلينا فى الاحتفال بافتتاح المتحف المصرى الكبير فى القاهرة. سنستضيف بثًا مباشرًا لحفل الافتتاح الرئاسى.
الفعالية تتيح للطلاب والضيوف متابعة البث المباشر من قلب الحرم الجامعى، إلى جانب جولة داخل قاعات المتحف الأمريكى نفسه، فى مبادرة تعكس عمق الاهتمام الأكاديمى بالتراث المصرى.
وفى الولاية نفسها، أعلنت جامعة ميشيجان عن تنظيم بث مباشر خاص للحفل، مشيرة على موقعها الإلكترونى إلى أنه سيقام حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بحضور ملوك ورؤساء من مختلف دول العالم، ويعرض المتحف الذى طال انتظاره روائع تاريخ مصر العريق، بما فى ذلك المجموعة الكاملة من مقبرة توت عنخ آمون، فى منشأة حديثة بتكلفة مليار دولار».
وأضاف البيان أن الحدث يقام تحت رعاية متحف كيلسى للآثار وقسم دراسات الشرق الأوسط ومتحف الآثار الأنثروبولوجية بجامعة ميشيجان، وبرنامج دراسات المتاحف، ورابطة طلاب شمال أفريقيا، ومركز دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع السفارة المصرية والمكتب الثقافى فى واشنطن. هذه المشاركة الواسعة من مؤسسات أكاديمية مرموقة تؤكد مكانة مصر فى الأوساط العلمية والثقافية الأمريكية.
متاحف أمريكية تحتفى بالحضارة المصرية
لم يقتصر الحضور الأمريكى على الجامعات، بل امتد إلى المتاحف المتخصّصة، حيث أعلن متحف الروزكروشى المصرى فى سان خوسيه- كاليفورنيا عن إقامة فعالية بث مباشر للحفل حيث دعا المتحف إلى لحضور بث مباشر خاص لحفل الافتتاح الرئاسى للمتحف المصرى الكبير فى القاهرة، بالتعاون مع سفارة جمهورية مصر العربية والمكتب الثقافى والتعليمى المصرى فى واشنطن العاصمة. مؤكدا ان مشاركته فى استضافة هذا الحدث يأتى تقديرًا لالتزامه الراسخ بالحفاظ على التراث المصرى وتفسيره».
يُعدّ متحف الروزكروشى من أبرز المتاحف المتخصّصة فى الآثار المصرية القديمة فى الساحل الغربى للولايات المتحدة، ويضمّ أكبر مجموعة من المقتنيات المصرية غرب نهر المسيسيبى، لذا فإن مشاركته فى بث الحفل تضيف بعداً رمزياً لحضور الحضارة المصرية فى الوجدان الأمريكى.
تفاعل عربى وأوروبى
وفى المنطقة العربية، أضاءت دولة الإمارات برج خليفة باسم مصر وصور المتحف الكبير أعلنت قرية كتارا الثقافية فى الدوحة- قطر عن بث مباشر للحفل بالتعاون مع السفارة المصرية فى الدوحة.
أما فى اليونان، فقد أعلن السفير عمر عامر، سفير مصر فى أثينا، أن السفارة المصرية ستقيم احتفالية خاصة داخل متحف الأكروبوليس- المتحف الوطنى لليونان- بالتزامن مع حفل الافتتاح فى القاهرة. وأشار إلى أن الفعالية ستشهد حضور نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية والإعلامية، إلى جانب خبراء فى علم المصريات، تعبيراً عن عمق العلاقات الثقافية بين الشعبين المصرى واليونانى.
البث المباشر .. دبلوماسية ثقافية وجسر إنسانى
أثبتت فعاليات البث المباشر لافتتاح المتحف المصرى الكبير أن التراث المصرى لا ينتمى إلى الماضى فقط، بل هو حيٌّ فى وجدان العالم المعاصر. فمشاركة عشرات الجامعات والمتاحف والمراكز الثقافية من قارات مختلفة تعنى أن الحضارة المصرية لغة عالمية يتحدث بها الجميع، وجسر للتواصل الإنسانى عبر الزمان والمكان.
سيتيح البث المباشر لملايين المشاهدين حول العالم أن يعيشوا لحظة الافتتاح وكأنهم فى قلب القاهرة، مما يعيد ربط مصر بالوعى العالمى كمهد للحضارة ومصدر للإلهام والمعرفة. ولم يكن البث مجرد وسيلة لنقل حدث فحسب، بل تحوّل إلى أداة للدبلوماسية الثقافية والترويج السياحى، تُظهر قدرة مصر على استخدام قوتها الناعمة فى بناء صورتها الدولية الحديثة.بهذا الافتتاح، ومع الصدى الذى أحدثه عبر العالم، تثبت مصر أنها لا تزال قادرة على أن تُلهم الإنسانية، وأن تقدم للعالم من جديد نموذجاً فريداً للتكامل بين التراث والتكنولوجيا، بين الماضى العريق والمستقبل الواعد









