ان ما تشهده الدولة المصرية حاليا من استقرار أمنى ونجاح غير مسبوق للسياسة الخارجية المصرية انما ياتى نتيجة الجهود الجبارة التى يبذلها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على كافة الاصعدة وأيضا نتيجة الدعم غير المحدود والثقة التى يبثها فى نفوس المسئولين كل فيما يخصه.
-على صعيد نجاحات السياسة الخارجية المصرية فجميعنا قد شاهد بكل الفخر والاعتزاز ما حدث فى شرم الشيخ حيث اجتمع زعماء العالم ليشهدوا التوقيع على اتفاق وقف القتال والاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة فى حضور وتوقيع الرئيس الامريكى دونالد ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس التركى رجب اردوغان فى مشهد تاريخى يوثق ويؤكد مكانة مصر فى منطقة الشرق الاوسط على الرغم من جميع التحديات التى تتعرض لها وجميع الضغوط التى مورست عليها لتهجير الاخوة الفلسطينيين من اراضيهم حيث تصدى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتلك المحاولات وهو على يقين من سلامة موقفه واصاله اخلاقه حيث اتخذ القرار الصائب والرافض لتلك المحاولات بل انه تمسك بموقفه امام العالم اجمع علنا و دون مواربه حتى تاكد الجميع انه لن يتراجع عن موقفه وجاؤوا جميعا إلى مصر ليشهدوا التوقيع على اتفاق وقف القتال وبداية مرحلة جديدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وفى خطوة اخرى توجه السيد الرئيس إلى بروكسل حيث اجتمع بقادة دول الاتحاد الاوروبى فى دارهم واعلن من هناك ان مصر دولة تسعى إلى السلام والاستقرار ولديها الامكانيات التى تؤهلها لعقد شراكات استراتيجية مع دول العالم الغربى وانها قادرة على استيعاب اى استثمارات أو مشروعات استثمارية بها لان الارض اصبحت ممهدة لذلك بفضل ما نحن فيه من استقرار امنى وسياسى…. اضافة إلى تحرك مؤشرات القياسات الدولية الاقتصادية والتى تشير إلى ان الوضع الاقتصادى فى مصر يتحه نحو معدلات نمو متصاعدة ومبشرة بمستقبل افضل باذن الله.
من ناحية اخرى فان حالة الامن والامان والاستقرار غير المسبوقة فى مصر لم تات من فراغ بل جاءت وفق رؤية وارادة ووعى وأيضا دعم من القيادة السياسية للاجهزة الامنية تمكنت من خلاله إلى تحقيق النجاحات واحدة تلو الاخرى منذ ان خاضت حربا مقدسة ضد الفوضى والارهاب الذى حاول اسقاط الدولة إلى ان تمكنت من تحقيق نصر كاسح حيث اصبحت سيناء وكل ربوع البلاد لا صوت يعلو فيها على صوت الدولة الوطنية ومؤسساتها ..دولة العدل والقانون …دولة ذات هيبة كل من فيها يعرف حقوقه وواجباته.
اننا هذه الايام على مشارف ان نقدم للعالم ايقونة بل معجزة جديدة من المعجزات المصرية والتى جاءت نتيجة الاستقرار الذى نعيشه حاليا الا وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير والذى يؤكد على مكانة مصر التاريخية العريقة وشموخ حضارتها التى تمتد لالاف السنين والتى لامثيل لها فى اى دولة من دول العالم.
لقد كان انشاء المتحف المصرى الكبير حلما لدى المصريين منذ ان اعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بدء العمل به إلى ان اصبح قلعة شامخة تتنافس مع اكبر متاحف العالم واعرقها ان لم تكن تتفوق عليها….فكان عبقرية اختيار موقعه بجوار الاهرامات وكانه هرم جديد دليل على قدرة الانسان المصرى ان يشيد اهرامات اخرى وان الحضارة لا تموت ولكنها تتجدد باستمرار مع تجدد العصور ولا يكون هذا التجدد الا بارادة الرجال العِظام وقوة عزيمتهم حيث تجسدت هذه الارادة فى انهاء هذا الصرح العظيم الذى نراه شامخا امامنا والذى سوف يفتتحه السيد الرئيس فى وجود العديد من قيادات وزعماء العالم فى مشهد تاريخى سوف تذكره الاجيال القادمة من ابناء الشعب المصرى بكل العزة والفخر.
جاء بناء المتحف المصرى الكبير على مساحة تقدر بنحو 500 الف متر مربع ويضم ما يقارب 100 الف قطعة اثرية وهو انجاز حضارى كبير تقدمه مصر للعالم لتؤكد على ريادتها التاريخية للعالم وعلى قدرتها على صون الحضارة الانسانية والحفاظ عليها كثروة لا تقدر بثمن ولا تضاهى بغيرها.
جاء تشييد هذا الصرح التاريخى نتاج فكرة مصرية عبقرية وتعاون دولى غير مسبوق كان نتيجته تلك الثمرة التى تشع نورا فى سماء وطننا الغالى وتعطى نموذجا فريدا لروح العزيمة والاصرار على ان يخرج هذا المتحف بهذا الشكل الحضارى ليعلن عن ميلاد هرم رابع يكون قبلة للسائحين المتوقع ان يفدوا اليه على مدار الاعوام القادمة ليشهدوا من هنا كيف بدات الحضارة فى العالم ويتاكدوا من مقولة ان مصر جاءت وجاء بعدها التاريخ.
يبقى لنا ونحن فى غمرة سعادتنا بهذا الانجاز العالمى والذى سوف يتم بث افتتاحه لدول العالم يجب ان نشير إلى ان الدولة المصرية قد قامت بدورها بالاستعداد لهذا الافتتاح وكذلك تطوير المنطقة بالكامل بدءا من موقع المتحف وحتى الاهرامات الثلاثة ليصبح متحفا مفتوحا وتحفة معمارية تؤكد عظمة المصريين عبر التاريخ.. ويبقى التساؤل عما سوف يحدث فى اليوم التالى لهذا الافتتاح العالمى ؟ وكيف يمكن ان نستثمر ذلك فى الترويج للسياحة حتى تعود إلى سابق عهدها وتعود الافواج السياحية مرة اخرى لمصر لتصبح عنصرا رئيسيا فى الدخل القومى وزيادة العملات الاجنبية التى تدرها تلك الافواج للبلاد.
من المؤكد ان مصر لديها ذخيرة كبيرة من خبراء السياحة لهم من الخبرات ما يجعلهم ينهضون بتلك الصناعة بالشكل الذى يجعلها الدولة الاولى فى العالم لما تمتلكه من مقومات لا يمكن ان تجدها فى اى دولة اخرى وها هو المتحف الكبير ينضم إلى ما حبانا به الله سبحانه وتعالى من اثار تمثل ثلث اثار العالم أو تزيد فلتكن هناك حملة ترويجية عالمية تشارك فيها جميع السفارات المصرية فى الخارج بالاضافة إلى تسويق المتحف الكبير وصوره واثاره وتصميماته المبهرة وكذلك التوسع فى رحلات الطائرات الشارتر المخصصة للسائحين فقط خاصة على ضوء التوسعات والاستعدادات المتميزة التى تمت فى مطار سفنكس القريب من المتحف الكبير….من المؤكد اننا سوف نشعر بالسعادة والفخر ونحن نرى السائحين وهم يترددون على متحفنا الكبير …ونحن نرى عشرات من اتوبيسات شركات السياحة وهى تنقل الآلاف من السائحين ليجوبوا شوارعنا ومواقعنا السياحية ويلوحون لنا بايديهم بما يشير على سعادتهم وانبهارهم بحضارتنا وأيضا بمستقبلنا باذن الله.
ان مصر – يا سادة – ليست مجرد دولة على الخريطة بل هى تاريخ ممتد لالاف السنين …كتبت اسمها فى صفحات الحضارة الانسانية بحروف من نور…من ضفاف نيلها خرجت اول دولة مركزية فى التاريخ…. ومن ارضها تعلم العالم الطب والهندسة والفلك والفكر.. مصر ليست دولة حديثة عهد بالحضارة بل هى اصل الحضارة …ان عظمة مصر لا تقاس فقط بما مضى بل بما هو حاضر وما هو اتٍ …فهى بلد الشعب الصبور القادر الذى مر عبر العصور بكل ما يمكن ان يواجه الامم من تحديات ومع ذلك ظل ثابتا واقفا لا ينكسر.
هنيئا لنا بلادنا الحبيبة….وهنيئا لنا ما نعيشه من امن واستقرار …وهنيئا لنا افتتاح المتحف المصرى الكبير…وهنيئا لنا قيادة مصرية نبيلة لا تتخلى عن واجبها و لا عن مسئوليتها امام شعبها وامام شعوب العالم وامام التاريخ.. وتحيا مصر..









