حدث تاريخى.. لا يمكن إغفاله.. حدث انتظرناه طويلاً ألا وهو الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير والذى يعد الأكبر فى تاريخ المتاحف لأنه يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة سيتم عرضها للزيارة لأول مرة.. منها كنوز الملك الذهبى الفرعونى توت عنخ آمون.. ذلك الملك الذى مات وهو شاب لا يتعدى الـ 17 عاما بعد اكتشاف مقبرته بالصدفة بالبر الغربى فى الأقصر بوادى الملوك وكانت المفاجأة وجود 3 توابيت بها كل ما يخص الملك من كنوز ذهبية، والتى تؤكد أن كل هذه الكنوز الرائعة المصاحبة للملك الشاب كانت بهذه الروعة والدقة فى عبقرية الفن الفرعونى، فما بالك لو تم اكتشاف كنوز بقية الملوك الكبار الذين حكموا مصر كاملة.. كيف سيكون الحال.. ولكن للأسف اللصوص نهبوا مقابر هؤلاء الملوك الفراعنة العظام.. وحرموا الأحفاد من رؤية كنوز هؤلاء الملوك.. ولم يتركوا آثارهم باقية شاهدةعلى عظمة الفراعنة ومدى الثراء الذى كانت فيه مصر أيامها.
الحقيقة.. أتاحت لى تغطيتى لوزارة الثقافة أيام الفنان فاروق حسنى وخاصة الهيئة العامة للآثار والتعرف على عظمة الحضارة المصرية حيث زرت أكثر من مرة الأقصر وأسوان وأبوسمبل وغيرها من المناطق الأثرية الممتدة بطول البلاد وعرضها ومكنتنى من الحصول على ذخيرة كبيرة وثقافة رائعة عن دولة عظيمة تركت لنا ميراثاً هائلاً يفوق مجموع دول العالم بأسره، ويكفى أن مصر تمتلك ثلثى آثار العالم لذا صارت قبلة العالم ومحط الأنظار والدليل انتظار العالم بشغف لافتتاح المتحف الكبير غدا كحدث تاريخى قد تخلفه أحداث أكثر عظمة لو فتشنا فى باطن الأرض عن مخبوءات لم تكتشف بعد، لأن ما تم اكتشافه حتى الآن نقطة فى بحر التاريخ.
صراحة.. المتحف الجديد إضافة للمتاحف الموجودة وفرصة لزيادة أعداد السائحين والعاشقين للحضارة المصرية، خاصة وأنه يواجه الأهرامات الثلاثة ويمثل بانوراما رائعة لهذا كان إختيار المكان عبقريا بالإضافة إلى أن المتحف سيضم مجموعة من الآثار النادرة وبمثابة متحف مفتوح لكل زائر، ناهيك عما يضمه من مقتنيات جديدة مثل مركب خوفو الذى تم نقله من جوار هرم خوفو الذى ظل بجواره منذ أن اكتشفه عالم الآثار كمال الملاح بالصدفة عام 1954، وكذلك تمثال رمسيس الثانى الذى ظل متواجدا ردحا من الزمن بالقاهرة بميدان مازال يحمل اسمه وهو ميدان رمسيس وغير ذلك من المقتنيات التى لا حصر لها وأغلبها للأسف كانت مكدسة فى مخازن المتحف المصرى بالتحرير لعدم وجود مكان لعرضها، وقد شاهدت هذه المخازن بنفسى عندما حدثنى عنها المسئولون بالمتحف وإمكانية عرضها بعد الأخبار التى تداولت أوائل التسعينيات من القرن الماضى وكتبت عنها الصحف وكنت واحداً من الصحفيين الذين كتبوا عنها عام 1992 فى جريدتى الغراء الجمهورية وهو عن منحة يابانية بـ 100 مليون ين يابانى لإنشاء متحف جديد فى ميدان الرماية بالجيزة.
والحمد لله بعد فترة زمنية طالت جاء الوقت الذى نرى فيه هذاالمتحف العظيم شامخا بتكاليف أضعاف المنحة اليابانية حيث بلغت تكلفته حوالى المليار دولار، لذا استغرق هذا الوقت بعدما تم البناء الفعلى عام 2005، نحن فى انتظار الافتتاح لرؤية هذا الحدث التاريخى وإن كنت أتمنى أن يكون من بين المعروضات حجر رشيد القابع فى المتحف البريطانى منذ اكتشافه على يد علماء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وكذلك رأس الملكة الفرعونية نفرتيتى المعروض فى متحف برلين وشاهدته وكنت وقتها حزينا على وجود هذا الرأس فى بلد غير بلدها الأصلى مصر صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ.
.. وأخيراً:
> وكالة فيتش الأمريكية توقعت زيارة ٥ ملايين سائح سنويا للمتحف الجديد وحده.. ليضاف إلى 17.7 مليون زائر لمصر سنوياً.
> المتحف الجديد.. تتويج لجهود الدولة فى إظهار مجدها الثقافى وعظمة تاريخها الحضارى.
> ويضيف مليارات الجنيهات لخزينة الدولة.
> أتمنى استمرار الجهود الحثيثة لاسترجاع حجر رشيد ورأس نفرتيتى وغيرها من الآثار المهربة إلى الخارج.. فهذا حقنا لإرجاع الشىء إلى أصله أو لبلد المنشأ التاريخى.
> اعتبار يوم الافتتاح إجازة لفتة طيبة لإتاحة الفرصة للوفود الرسمية الدولية للذهاب إلى المتحف بسرعة وبحرية تامة، وأيضا فرصة للجلوس أمام الشاشات لرؤية الحدث التاريخى الذى ستنقله مئات الفضائيات على مستوى العالم.
> زاد العزة.. إلى غزة مازال مستمرا فى إدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع رغم التعنت الإسرائيلى.
> إدخال مصر للمعدات إلى القطاع لإزالة الركام.. يؤكد دور مصر التاريخى تجاه الأشقاء ويقطع الطريق أمام الاحتلال للعودة إلى المذابح ثانية بحجة عدم تسليم حماس لكافة الجثامين رغم التأكد من صعوبة ذلك بسبب الدمار الهائل الذى غير كافة المعالم بالقطاع.









