جهود واتصالات مصرية مكثفة على كافة المستويات لتهدئة الأوضاع فى السودان وايقاف الحرب التى يدفع ثمنها أبرياء الفاشر ودعم مؤسسات الدولة الوطنية.
مصر أكدت عبر وزارة الخارجية مساندتها للشعب السودانى واستقرار وسيادة الدولة الشقيقة.
فى الوقت نفسه أدان الأزهر الشريف بأشدِّ العبارات الانتهاكات البشعة والجرائم التى تُرتكبُ ضد المدنيين الأبرياء فى مدينة الفاشر بالسودان، وما يتعرَّضون له من قتلٍ وقصفٍ وتجويعٍ وحرمانٍ من الخدمات الطِّبيَّة والإغاثيَّة، فى انتهاكٍ صارخٍ لكل القيم الإنسانية والمبادئ الدينيَّة والمواثيق الدوليَّة، داعيا حكماء السودان وعقلاء العالم إلى التدخل الفورى والعاجل والتوسط لوقف هذه المجازر والجرائم والانتهاكات التى تُرتكب فى حقِّ الشعب السوداني، مؤكدًا ضرورة تغليب صوت العقل والحكمة، وإعلاء مصلحة السودان العليا والحفاظ على وحدته، والعمل على وقفِ نزيف دماء الأبرياء، وإنهاء العنف الذى يحصد أرواح الأبرياء ويمزِّق وحدة الوطن.
وذكِّر الأزهر هؤلاء المعتدين أنَّ من يقتلونهم هم إخوتهم من السودانيين الذين يشاركونهم الدين والوطن والعرق، وأنَّ الانجرار خلف الصراعات التى تغذيها المصالح السياسية الخبيثة لن يجلب للسودان إلا مزيدًا من القتل وشلالات الدماء التى لا تتوقف.
أعرب الأزهر استعداده تسيير قوافل إغاثية عاجلة إلى السودان للمساهمة فى إنقاذ الوضع الإنسانى المتدهور، داعيًا المجتمع الدولى إلى تحمُّل مسئولياته الأخلاقية والإنسانية، والتدخل الفورى لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين الأبرياء، وتيسير دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، والعمل على وقف كامل ودائم للاقتتال والعنف، وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع السودان.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه الشديد إزاء التصعيد العسكرى الأخير الذى تشهده مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور فى السودان.
وفى بيان نشره على حسابه الرسمى بمنصة «إكس» أشار جوتيريش إلى أن مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها ظلت مركزًا للمعاناة لأكثر من 18 شهرًا، حيث يعانى مئات الآلاف من المدنيين بسبب «الحصار المشدد» الذى تفرضه الدعم السريع.
وجدد الأمين العام دعوته إلى إنهاء الحصار والأعمال العدائية على الفور، وضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، وتوفير إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين. كما حثَّ الأمين العام القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، على اتخاذ خطوات سريعة وملموسة نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع.
فى السياق ذاته، وبما يعكس القلق الدولى المتصاعد، قال كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشئون العربية والإفريقية مسعد بولس، إن الولايات المتحدة تدين تصاعد العنف ضد المدنيين فى الفاشر، وتطالب «الدعم السريع» بوقف الهجمات فورًا وحماية المدنيين.
وأضاف «بولس»، عبر منصة إكس، أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المروِّع للعنف والهجمات ضد المدنيين فى الفاشر، مشددًا على أن «الاستهداف المتعمد للسكان المستضعفين من خلال أعمال العنف والانتقام أمرٌ مقيت وغير مقبول. وأوضح أن التصريحات حول حماية المدنيين والوصول الإنسانى والمساءلة غير كافية، ويجب تحويلها إلى إجراءات ملموسة؛ لتخفيف معاناة الشعب السوداني.
فى السياق ذاته، أعرب مجلس السلم والأمن الإفريقي، عن رفضه العنف المتصاعد والفظائع المبلغ عنها فى الفاشر ، مُطالبًا بوقف فورى للأعمال العدائية وإيصال المساعدات للمحتاجين.وأدان المجلس، فى بيانٍ نشره على حسابه الرسمى بمنصة «إكس»، بأشد العبارات الأنشطة الإجرامية ضد المدنيين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولي، التى ترتكبها الدعم السريع، ودعا قائدها إلى الالتزام بالقانون الإنسانى الدولي.
من جانبه، أكد برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة أن وزارة الخارجية السودانية أبلغته بأن اثنين من كبار مسئوليه فى السودان طُلب منهما مغادرة البلاد خلال 72 ساعة دون تقديم أى تفسير. وقال البرنامج فى بيان إن قرار طرد مدير مكتب البرنامج فى السودان ومنسق الطوارئ يأتى فى وقت حرج، مع مواجهة أكثر من 24 مليون شخص انعداماً حاداً فى الأمن الغذائي.
وأشار البيان إلى أن القرار يأتى فى وقت يحتاج فيه البرنامج وشركاؤه إلى توسيع نطاق عملياتهم، لكنه سيضطر الآن إلى إجراء تغييرات غير مخططة فى القيادة، وهو ما يعرض للخطر جهود الإغاثة التى يعتمد عليها ملايين السودانيين الضعفاء فى مواجهة الجوع وسوء التغذية والمجاعة المحتملة.
وأوضح البرنامج أن مسئوليه الكبار فى الأمم المتحدة يتواصلون مع السلطات السودانية للاحتجاج على القرار وطلب توضيح أسبابه، داعياً جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لحياة ملايين السودانيين الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
يأتى هذا فيما سقط ما يقارب 2000 قتيل على يد ميليشيا الدعم السريع فى الفاشر فى غضون يومين، بحسب ما أفادت به التقارير والشهود. إلا أنه ورغم ضخامة هذا العدد يقول المتحدث باسم نقابة أطباء السودان إن أعداد القتلى أكثر بكثير.. فهناك كما يقول المتحدث، حالة فوضى تعيق حصر الضحايا، بالإضافة إلى تعتيم من الدعم السريع من خلال سرقة هواتف المواطنين إضافة إلى اختفاء عدد كبير من المدنيين.
وأضاف المتحدث باسم نقابة أطباء السودان أن الكثير من السودانيين بينهم نساء وأطفال ماتوا فى طريق النزوح من الفاشر إلى طويلة بسبب الحرب والجوع.
وبالحديث عن النازحين الذين تمكنوا من الهروب من الفاشر، فقد كشف المدير الإقليمى لأفريقيا لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف فى مقابلة مع العربية والحدث عن نزوح نحو 250 ألف شخص من الفاشر إلى الطويلة خلال الأسابيع القليلة الماضية، داعيا إلى ضرورة إدخال المساعدات بشكل عاجل إلى مدينة الفاشر.
ممثل اليونيسف فى السودان، هو الآخر أضاف تفاصيل مروعة عن أعمال عنف ضد الأطفال فى الفاشر، وقال: «إن خطوط المواجهة تتحرك باستمرار وما زلنا نشهد انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانى الدولى وما زلنا نشهد قتل الأطفال وقتل العاملين فى المجال الصحى وقتل العاملين فى المجال الإنسانى وقتل المدنيين الأبرياء.









