حيلة إجرامية لجأ إليها شاب مستهتر… قام بعد خلاف مع والده، وفي لحظة تهور شيطانية، بتخديره دون أن يشعر وخنقه بلا رحمة حتى الموت. وحتى يهرب من جريمته، ادّعى بعدها بكل برود وبتمثيلية وهمية وفاة الأب بأزمة قلبية، محاولاً خداع الجميع… لكن عدالة السماء كانت له بالمرصاد.
ارتاب مفتش الصحة في الوفاة أثناء معاينة الجثة لاستخراج تصريح الدفن، فأبلغ رجال المباحث لينكشف المستور، حتى لا يضيع دم الضحية هدراً، وينال المتهم عقابه جزاء جبروته وإجرامه. تم القبض على القاتل، وحرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتولت النيابة التحقيق.
تفاصيل الجريمة
الجريمة البشعة وقعت بإحدى قرى مركز طنطا بمحافظة الغربية. خطط لها ونفذها من لا تعرف الرحمة إلى قلبه طريقاً، وفي حق من أفنى عمره في تربيته وتوفير احتياجاته. لكن الابن “العاق” والطماع تناسى كل ذاك، وافترى وتجبر على الأب الضحية، وأنهى حياته غدراً وبتلك القسوة، دون أن تهتز مشاعره المتبلدة، من أجل حياة “اللهو” مع رفاق السوء التي اعتاد عليها، وفشل الأهل في منعه عنها، حتى كانت تلك النهاية المدمرة التي أصبحت حديث كل من سمع بها.
جحود الأبناء
انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ لكشف ملابسات الوفاة التي حاول الابن إخفاءها بدهاء شديد. وتأكد من الفحص والمعاينة للمقدم محمد العسال رئيس مباحث المركز وجود شبهة جنائية وأنها ليست طبيعية “وبالساكتة القلبية” كما زعم. وحامت الشكوك حول من تظاهر بالحزن على والده وتورطه في الجريمة، لينهار معترفاً أمام فريق البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد عاصم مدير مباحث المحافظة بسيناريو الحادث كما دارت فصوله، وسط صدمة وذهول الأهل والجيران.
حبس المتهم
أقر المتهم بعد ضبطه بتخدير والده المجني عليه بحبوب منومة له، وخنقه حتى فارق الحياة، ولم يتوقع افتضاح أمره، ليكون مصيره السجن والضياع بقية العمر. حُرر محضر بالواقعة، وتم نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى، وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل، وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
 
		 
		
 
  
 







