فى أطول رحلة للرئيس الأمريكى ترامب فى ولايتة الثانية خارج بلاده بحثا عن النفوذ والتوازن وحضور قمة الاسيان بماليزيا وزيارة طوكيو ولقاء رئيس كوريا الجنوبية ولقاء تشى جين بينج الرئيس الصينى المرتقب اليوم.
عقد خلال زيارته عددا من الصفقات مع دول جنوب شرق آسيا والإشراف على توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا خلال وجوده فى ماليزيا والتقى الإمبراطور اليابانى ورئيسة الوزراء الجديدة التى نجحت فى التعامل مع النرجسية الترامبية ووعدت بعقد صفقات بحوالى ٥٠٠ مليار دولار.
واليوم على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادى لآسيا والمحيط الهادى سيلتقى ترامب وشى جين بينج فى ظل اقتراب انتهاء الهدنة التجارية فى الشهر القادم بين البلدين من المتوقع ان تشمل المحادثات المعادن النادرة ومشكلة عقار الفنتانيل والواردات من فول الصويا وقضية تايوان، يأتى اللقاء،لرغبة الطرفين فى التهدئة مع تقديم تنازلات متبادلة مثل زيادة الصين مشتريات الحاصلات الزراعية وعلى رأسها فول الصويا والحديث عن الملف النووى مقابل تأجيل التعريفة الجمركية الأمريكية على الواردات الامريكية من المنتجات الصينية ولكن هذا اللقاء لن ينهى الصراع الجيوسياسى والاقتصادى حول المعادن النادرة نظرا لهيمنة الصين على إنتاج هذه المعادن الحيوية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة والتحول الى الطاقة النظيفة والتى تدخل ايضا فى صناعة السيارات الكهربائية والاسلحة الحديثة وخاصة الرقائق التى تدخل فى صناعة طائرات اف 35 فالصراع يهدف الى تأمين امدادات المعادن النادرة التى تستخدمها الصين كاداة نفوذ اقتصادى وعسكرى ولذا تضع قيودا على تصدير المعادن النادرة كورقة ضغط فى خلافاتها التجارية والسياسية وهنا تأتى أهمية الرقائق الدقيقة الأكثر تطورا والتى تنتجها مصانع تايوان مما يفسر احد اسباب اهتمام أمريكا بتايوان التى تريد الصين ضمها، قضية المعادن النادرة تتجاوز الاقتصاد لأنها جزء من اختبار اوسع لموازين القوة فى القرن الحادى والعشرين لان هذه المعادن بمثابة شريان خفى يغذى كل مايسمى القوة الذكية فى العصر الحديث لان بدونها لا رادارات او أنظمة التوجيه أو الالواح الشمسية التى يفترض ان تنقذ الكوكب من الاحتباس الحرارى واى اضطراب فى سلسلة توريد المعادن يشل قطاعات كاملة من الاقتصاديات الغربية خلال اسابيع فالارقام تقول ان الصين تستحوذ على 70 % من المعادن فى العالم و90 % من الفصل والمعالجة و93 % من صناعة المغناطيس ولذا تفشل أمريكا والاتحاد الأوروبى واليابان فى تأسيس سلسلة توريد بديلة ومن الصعب كسر قبضة الصين ليستمر استخدام هذة المواد كسلاح اقتصادى ولذا فك الارتباط الغربى عن الصين كما تقول الفاينانشال تايم سيكون مكلفا لان الصين ممسكة بورقة ضغط استراتيجية فى قلب الاقتصاد العالمى هل لقاء اليوم سيخفف حدة الصراع والحرب التجارية؟









