وقفة هى الأهم .. «فكريا وسياسيا».. نعم.. فقد دعونا إليها كثيرا.. من أجل حتمية ترحيب سعة .. «رؤيتنا الفكرية».. وذلك لكى نحكم سياستنا العملية فى الأرض بما ينفع الناس.. «بالدنيا والآخرة وما بينهما».. نعم.. وقفة بدعوة لمحاولة فهم.. «احكامات مشيئة الله الكلية».. نعم.. لمحاولة فهم وإدراك سبب خلقنا .. فهم وإدراك ماذا شاء الله .. «لنا ومنا».. وكيف شاء ذلك ..وحينئذ.. أظن بل ربما أعتقد فكريا علميا ..أنه سبحانه شاء الكثير مما لا نعلمه .. «ولا طاقة لنا بعلمه».. ولكن اعتقادى تحدد فقط ..فى أنه تعالى شاء لنا ..»كلية أمان معنى الحياة».. بينما شاء منا.. إقامة معنى الحياة .. «على عبادته وحده».. نعم.. «عبادته باختيار مشيئتنا النفسية».. أى أنه سبحانه قد جعل عبادتنا له .. «ابتلاء».. أى.. اختبار وامتحان .
ولكن ..ربما يتساءل أحد منا فيقول.. إن ذاك الابتلاء يسير.. فهو اختبار علمى وقد أتاح لنا الله ذلك.. بما رتله لنا من علم حتى اكتمل كتابا.. «قرآنيا».. به نبأ كل أمر وشىء.. ولكن.. ربما من استقرأ ذاك .. «القرآن».. الذى أنزله الله بلسان .. «عربى مبين».. يدرك أن الفلاح فيما قام علينا من .. «ابتلاء عبودى».. ليس يسير وذلك لأسباب كثيرة .. «منها».. (ا) ارتباط عبوديتنا بعبودية .. «الجن».. (ب) أى ارتباط من استبق خلقهم قبل خلقنا ..بزمن سحيق الكبر ..وهم أهل علم.. (ج) أى ارتباط من خلقهم الله من .. «نار بل من نار السموم».. وخلقنا من طين ..وتفوق قدرات وامكانيات ..»النار على الطين».. (د) تحول بعض ..»كثرة الجن العددية»..إلى العداوة لنا.. (5) خلقنا من طينة الأرض .. أنشأ بأنفسنا ..»التثاقل إليها».. وحب زينة الحياة بها.. وذلك أصاب الكثير منا .. «بمرض الوهن».. أى حب الدنيا وكراهية .. «الموت الحتمى ولقاء الله».. (و) تفضيل الله .. «لنا بكلية الأسماء العلمية».. قد استبدل تلك .. «النعمة».. بنقمة التكبر وعشق العلو فى الأرض.. «ذاتيا بالباطل».. وذلك ما استولد بنا .. «شبه أصالة».. الغفلة والنسيان وهما أشد أعداء .. «ذكر الله».. وذلك ما جعل أعداء .. «أمان حياتنا ثلاثة».. هم ..أهواء أنفسنا وزينة الحياة الدنيا ووسوسة شياطين .. «الإنس والجن».. ولذا يقول الحق سبحانه.. «ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا».. (21/ النور).
فى إطار وسياق الذكر السابق ..أود بكل موضوعية علمية.. أن أؤكد على ذكر أمرين .. وذلك قبل الذهاب العلمى إلى .. «حتمية».. محاولتنا ترحيب سعة علمنا .. «سياسيا عمليا».. ببحث احكامات .. «مشيئة الله الكلية».. فأما الأمر الأول فهو ..سياسة كل منا كفرد بالأرض والناس.. هى الدليل العملى على .. نوعية وكمية وكيفية .. «عبوديته لله».. وما ينطبق على الفرد .. «ينطبق».. على أمة الإسلام وأقطارها.. أما الأمر الثانى فهو.. على الفرد منا وعلى أمتنا ..انعدام الغفلة عن.. ما ألزمنا أنفسنا به من .. «عهود ومبايعات مع الله».
والآن.. يأتى مسعانا الاجتهادى ومحاولته .. التماس بعضا من احكامات .. «مشيئة الله».. فيما يدركنا أو ندركه .. فمن مشيئة الله ما يدركنا ولا ندركه.. وليس سبب ذلك قلة علمنا فقط .. «رغم قوامتها علينا دائما».. وحينئذ.. فعلينا أولا نسجل رؤيتنا لمشيئة الله .. «نعم مشيئة الله النسبية».. التى نظنها أشبه باستراتيجية مسبقة التخطيط .. «قبل خلق زمانها ومكانها التوقيعى».. سواء كانوا بالحياة الدنيا أو الآخرة.. أو فيما ينشئنا فيما لا نعلم..(61/ الواقعة).. المهم أنها تخطيط علمى .. «إلهى».. محكم به ما قدره وجعله وخلقه الله بعدل حق .. «علمه».. ثم أقام رحمته.. وحكمها فوق كل .. «ذلك».. نعم.. فقد كتب الله على نفسه القدسية .. «الرحمة».. وأحق لنا مناجاته باسم .. «الله أو الرحمن».. وليس عجبا فيما تغيره أو تبدله رحمته.. أنه لا يأتى بأى .. «أمت».. باحكاماتمشيئته .. «سبحانه».. وحينئذ.. نرى والرؤية الحق لله ـ «أن مشيئته هى أمره».. ومن أمره أحق كل ..»اسم ومعناه ووظيفته بملك الله».. وحينئذ نرى أيضا .. «أن ملك الله الكونى».. هو أكبر وأعظم مما نعلمه.. «فيما بين الأرض والسماء الدنيا».. بل وفيما بين طبقات السماء السبع ومثلهم من الأرض.. ولله العلم والحكم كله.. فما نرى إلا ظاهرا من أمر الله .. ولذا علينا بالطاعة حتى لا نضل ..نعم.. «طاعة الله ورسله وأهل الذكر».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
طاعة أهل العلم الحق ..أجرها أعظم عند الله.. من طاعة من دونهم..









