جرت كلمة العشوائية على كل لسان فى الحارة والشارع والميدان.. وفى العلوم والآداب.. وأيضاً فى مجال الإسكان الذى فيه الكلمة صفة الجمع لكثرة ما كان المجتمع يعانى من هذه الظاهرة التى تصدت لها الدولة بحسم وحلول جذرية وفرت الحياة الآدمية لمصريين كثر عانوا طويلا فى ظل حكومات سابقة تعاملت مع الأمر بحلول مسكنة غير مجدية.
سعيت وراء الكلمة (العشوائية) لمعرفة أصلها وتحديد فصلها، وهذا مجمل ما جرى وكان.
تطلق كلمة العشوائية على كل شيء يفتقر إلى النظام والمنهج والدقة والموضوعية، وتطلق أيضا على الإنشاءات التى تتم خارج خطوط التنظيم أو المخالفة للشروط الهندسية.
والأعشى هو الذى لا يبصر ليلا والمؤنث عشواء والعشى الليلى اسم المرض الذى يصيب العيون وتعرف الناقة العشواء فى المراعى من حركتها المضطربة وطريقة تناولها لطعامها (خبط عشواء).
ويقولون فى الأمثال:
– ركب العشواء- أخبط من عشواء- يخبط خبط عشواء.
وتدل جميعا على اضطراب الأمر وبعده عن الحكمة والصواب أو الحيرة وعدم الاستقرار.
وعشا الإنسان أى ضعف بصره، وعشاه أى أطعمه طعام العشاء، وقال الأزهر (العشي) الوقت ما بين زوال الشمس وغروبها.
والعشاءان: المغرب والعشاء والعشواء أيضا هى الظلمة الشديدة وعشا الإبل أى رعاها ليلا العشاوة ضعف البصر والعشوة بضم العين أو كسرها الشعلة النار ترى فى ظلمة الليل.
ويطلق لقب الأعشى على 22 شاعرا من شعراء العرب، وأشهرهم الأعشى ميمون بن قيس (الأعشى قيس) وهو من فحول شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات.
سمى الأعشى كذلك لضعف بصره، وأطلقوا عليه (صناجة العرب) لجودة شعره وروعة صوره وجمال موسيقاه.
والصناج قطع نحاسية تصدر أنغاما موسيقية توضع فى الأصابع أو حول الدف.
يقول فى مطلع معلقته: قد تكون العشوائية محدودة الضرر إذا كانت فى عمل فردي، لكنها فادحة الضرر عظيمة الخطر إذا كانت فى التفكير وعلى مستوى المجتمع وأظن أننا نجحنا إلى حد كبير فى مواجهة الثانية.









