لاشك أن حادث السرقة فى متحف اللوفر منذ أيام قد أصبح محل دراسة شاملة لدى كل الجهات الأمنية فى مختلف أنحاء العالم..فقد كانت عمليه السرقة أكثر من جريئة..وتثير الكثير من الأسئلة حول كيفيه حدوثها بهذه السهولة وبهذه الجرأة مع وجود الكاميرات ووسط حراس أمنيين ينتشرون فى كل قاعة من قاعات المتحف..
> ولاشك أن القاعة التى حدثت بها السرقة كان بها حارس أو أكثر.. وهؤلاء مهمتهم متابعة كل الزائرين..وهم ينظرون إلى كل زائر على أنه لص محتمل..فكيف لم ير أى منهم اللصوص داخل القاعة وهم يكسرون الزجاج وينزعون المجوهرات التاريخيه من الفاترينات..
> واذا كان هؤلاء لم يروا شيئا..فهل الكاميرات المنتشرة فى كل ارجاء قاعات المتحف لم تر هؤلاء اللصوص..ثم كيف تسنى للصوص دخول قاعة العرض فى المتحف؟..
> قيل انهم جاءوا الى المتحف وصعدوا اليه من خلال رافعة حملتهم الى بلكونة تتصل بالقاعة التى حدثت بها السرقة..ثم دخلوا القاعة وشرعوا فى جريمتهم فى وقت لم يستغرق الا سبع دقائق..وعندما تنبهت ادارة المتحف الى ما يحدث..كان اللصوص قد غادروا المكان بنفس الطريقة..الى الشارع ليستقلوا الموتوسيكلات التى كانت تنتظرهم ويفوزوا بالغنيمه..
> هذا الحادث يثير الكثير من الأسئلة..أولها عن الحراس فى القاعة..وهل كان أحدهـم أو كلـهم متواطئين مع اللصوص ؟..ثم الكاميرات و مركز المراقبة التى تنقل الكاميرات اليه مايحدث فى المتحف هل كان معطلا..وأين الذين أنيط بهم متابعة هذه الكاميرات؟..هل لم تسجل الكاميرات الحادث..أم كان من يراقب فى مركز المراقبة لاهيا عن عمله..وعندما تنبه كانت الجريمة قد تمت واختفى اللصوص كما جاءوا..
> وقوف الرافعة على رصيف مبنى المتحف ومتصلة بالبلكونة ليهبط اليها اللصوص..وتظل واقفة الى أن يعودوا اليها فتهبط بهم الى الشارع..هذا المشهد ألم يلفت أنظار أحد..من حراس المتحف من الخارج ؟..أم أنه لم يكن هناك حراس يحيطون بالمتحف من الخارج ؟..وكيف يسمح بالانتظار على رصيف المتحف لأى مركبة سواء كانت هذه الرافعة..أو سيارات غيرها..أو موتوسيكلات..
> الأسئلة عديدة..وكل سؤال من هذه الاسئلة سوف يتناوله المحققون..ولن يفيد هذا فى عودة المسروقات..وانما سيفيد فى اعادة وضع خطة جديدة لتأمين المتحف..
> أما عودة المسروقات فهذا حديث طويل..بكل تأكيد لن يبقى اللصوص قطع المجوهرات على الحالة التى كانت عليها..لأنهم لن يستطيعوا التصرف فيها وهى على حالتها..انما بكل تأكيد سيفككونها الى قطعها الصغيرة المكونة منها..ليسهل بيعها..وبكل تأكيد فانهم سيبقون فترة طويلة فى حالة كمون..حتى تهدأ الضجة التى أثارها الحادث ثم يبحثون عن وسيلة لتصريف هذه المجوهرات..وقد لايستطيعون فعل ذلك فى فرنسا..فيسافرون بها الى أى بلد أوروبى آخر..وربما يكون لديهم من يتواطأ معهم لشراء هذه المجوهرات..
> هل تستطيع الشرطة العثور على اللصوص؟ هذا ما تحاوله الآن الشرطة الفرنسيه..بل أنها طلبت الاستعانة بعدة شركات أمنية متخصصة تساعدها فى هذا الأمر..وقد نجحت منذ أيام فى القبض على اثنين من المشتبه فيهم..
> وحتى لو أمكن التوصل الى المسروقات ستكون القيمة التاريخية لهذه القطع قد أهدرت..وربما جرت بعد ذلك محاولات لاعادة صياغتها طبقا للصور المحفوظة عنها..
> حوادث سرقة المتاحف..رغم ما تخضع له من تأمين..أمر شائع..ومصر شهدت الكثير منها..لعل أشهرها ماوقع خلال أحداث يناير 2011 حين هبط اللصوص من سطح المتحف المصرى فى ميدان التحرير وأتلفوا الكثير من الفاترينات وهربوا بغنيمتهم التى عثر على بعضها بعد ذلك..ولم يعد الباقى حتى الآن..ثم هناك لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة للفنان الهولندى فان جوخ..التى سرقت مرتين من متحف محمد محمود خليل..وكان وراء نجاح السرقة عدم وجود كاميرات..وقد حوكم وقتها المشرف على قطاع المتاحف فى وزارة الثقافة ونال حكما بالسجن..
> وكانت آخر السرقات فى الآثار المصرية منذ أسابيع عندما سرقت اسورة ذهبية بواسطة احدى العاملات فى الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير..وباعتها الى من قاموا بصهرها..وضاعت الى الآبد..ثم أخيرا سرقة لوحة من أحد المقابر..
> وكما أن رجال الأمن فى جميع أنحاء العالم سوف يضعون ما حدث فى متحف اللوفر تحت مجهر البحث والدراسة..فلاشك أن رجال الأمن المصريين قد فعلوا هذا..وأكاد أجزم بأنهم شددوا الحراسة..أو ربما ضاعفوها أو غيروا من خططهم فى تأمين هذه المتاحف فى أعقاب سرقة متحف اللوفر..لحماية الكنوز التى تضمها متاحفنا المختلفة بخلاف متاحف الآثار المصرية..مثل متحف المجوهرات الملكية فى الاسكندرية ومتحف الفن الاسلامى ومتحف قصر المنيل..ومتحف محمد محمود خليل وغيرها..
> أعتقد أن حادث اللوفر قد ألقى بأعباء اضافية على كل رجال الأمن فى العالم..ومن بينها مصر بطبيعة الحال..فوقوع هذا الحادث بهذا الشكل..لاشك سوف يفتح شهية اللصوص الى التفكير فى خطط مماثلة..كما يدفع رجال الأمن الى التفكير فى مزيد من التأمين وخططه..فالسباق بين الجريمة والأمن لا يتوقف..وكما يتطور الأمن وتتحدث وسائله..يزداد ابتكار اللصوص والتفنن فى خطط الجريمة..والسباق لا ينتهي..ولن يتوقف بين الجريمة والأمن..
> والأعباء على الأمن فى مصر أكثر بكثير من دول غيرها..فمصر متحف مفتوح فوق الأرض وتحتها..وقد شهدنا سرقة منابر وأبواب أثرية وقناديل من المساجد..أما سرقات ما تحت الأرض..فتنقيب لصوص الآثار لايتوقف..والشرطة فى سباق دائم مع المنقبين..









