أكد السفير لياو ليتشيانغ، سفير الصين بالقاهرة، أن التعاون الاقتصادي والتجاري المثمر بين مصر والصين يجسد التطابق التام في الرؤى التنموية، الأمر الذي يشكل نموذجًا لتطبيق مبادرة “الحزام والطريق” في إفريقيا والعالم العربي، مشيرًا إلى أن التعاون العملي بين البلدين في كافة المجالات مُقبِل على مزيد من الفرص بعد انطلاق الخطة الخمسية الخامسة عشرة في الصين.
الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر

وأكد أن بفضل القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، حققت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر طفرة كبيرة، حيث تَعَزَّزَت الثقة السياسية المتبادلة، وتعمَّق التعاون العملي، وتوسَّع التنسيق في المحافل الدولية.
وأوضح لياو ليتشيانغ خلال مؤتمر صحفي عقده بالسفارة صباح اليوم، بمناسبة انعقاد الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أن الرئيس شي جين بينغ أكد على ضرورة تعزيز المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية مصر 2030″، واتخاذ التعاون في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس وغيرها من المناطق الاقتصادية منطلقًا لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتصنيع المشترك والطاقة الجديدة.
الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني
وأضاف لياو ليتشيانغ أن العام الجاري يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني وتأسيس الأمم المتحدة، حيث طرح الرئيس شي جين بينغ خلال اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون “مبادرة الحوكمة العالمية” للعالم، انطلاقًا من اهتمامه بمستقبل البشرية.
وأوضح السفير الصيني أن هذه المبادرة تتوافق مع احتياجات العالم وتطلعات شعوبه، وتضخ عوامل الاستقرار واليقين في العالم المضطرب مع المبادرات الصينية الثلاث الأخرى، وهي: مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، التي حظيت بدعم واضح من ١٤٠ دولة ومنظمة دولية.
الصين ستعزز التواصل مع ومصر
أشار إلى ما أكده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال زيارته الأخيرة إلى الصين، وهو أن مصر تدعم جميع المبادرات العالمية المطروحة من قبل الرئيس شي جين بينغ.
وذكر أن الصين ستعزز التواصل والتنسيق مع الأمم المتحدة ومصر وغيرها من الأطراف المعنية، لحسن تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية، والدفع ببناء نظام الحوكمة العالمية الأكثر عدلاً وإنصافًا، وبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن السائد والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال، بما يقدم مساهمة الصين في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وقال لياو ليتشيانغ ردًا على أسئلة الصحفيين حول مشاركة الصين في جهود إعمار غزة: إن الصين ترحب بجهود مصر في دعم إعادة إعمار غزة، والصين على استعداد لبذل جهود دؤوبة مع مصر وغيرها من دول العالم من أجل تحقيق وقف إطلاق النار الشامل والدائم، وتخفيف الكارثة الإنسانية، وتنفيذ “حل الدولتين”، وصولاً إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق الأمن والأمان الدائمين في الشرق الأوسط.
مشيرًا في هذا الصدد إلى أن الصين تدعو كافة الأطراف إلى الالتزام الكامل بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، والسعي لتحقيق الوقف الشامل والدائم لإطلاق النار، بما يضمن الأمن والاستقرار في غزة، مؤكدًا على ضرورة الإسراع في تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة.
وتابع أنَّه رغم استئناف المساعدات الإنسانية إلى حد ما، فإنها ما زالت تواجه عقبات كثيرة. ولا بد من إيجاد ترتيبات مناسبة لما بعد الحرب في غزة، إذ إن غزة موطن للشعب الفلسطيني، وأي ترتيب لمستقبل غزة يجب أن يلتزم بمبدأ “حكم فلسطين للفلسطينيين”، باعتباره التوافق القائم لدى المجتمع الدولي، كما يجب إحياء آفاق “حل الدولتين”.
«حل الدولتين» ..السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية
وأكد السفير الصيني أن “حل الدولتين” يعد السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية، وهو حل لا بديل له ولا يجوز إنكاره. ويجب على المجتمع الدولي توحيد الجهود لرفض الإجراءات الأحادية الرامية إلى تقويض أساس “حل الدولتين”، ودعم فلسطين لإقامة الدولة المستقلة في أقرب وقت ممكن، والانضمام إلى الأمم المتحدة كعضو رسمي.









