كل عصر له آلياته ومتطلباته التى تلزمه.. فما كان فى العصور السحيقة أصبح غير مطلوب فى وقتنا الحاضر، فالحاسوب كان غير موجود فى الأزمان الماضية، لكنه أصبح من ضروريات العصر، كذلك الذكاء الاصطناعى منذ سنوات مضت كان لم يكن له وجود، والآن أصبحنا فى عصر الذكاء الاصطناعى، وقد فرض علينا بحلوه ومره وخيره وشره سواء رضينا أم أبينا، لأنه أضحى من ضروريات العصر، ومن أجل مواكبة العالمية.
وسط هذا الخضم الهائل ومعترك الأمواج المتلاطمة، ضاعت هويتنا وأصبحنا فى فوضى وربكة، حتى أصبحنا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولكننا أمسينا فى بحر لجى تتلاطمنا الأمواج يميناً وشمالاً نبحث عن قشة فى أعالى البحار نتشبث بها كى نصل إلى بر الأمان ولا ندرى كيف النجاة؟!
هل نواكب العصر لنلحق بالركب، وهذا ما نتمناه؟!.. أم نظل فى المؤخرة، وهذا ما نخشاه؟!.. لكن مصر قادرة على صنع المستحيل، والتاريخ خير شاهد على ذلك.. سبعة آلاف سنة وهى الرائدة والمتصدرة بلا منازع.
يحسب لوزير التربية والتعليم الفنى محمد عبداللطيف اجتهاده وإصراره الدءوب تطويره التعليم، رغم ما يواجهه من صعوبات وعقبات، وكذلك الحكومة لا تألو جهداً، بل تقف بجانبه داعمة له بكل الإمكانات حتى يواكب العالم المتسارع.. لا ننسى أن القيادة تضع نصب عينيها وفى أولوياتها الصحة والتعليم من أجل أن تضع مصر أقدامها على الطريق لتسابق العالم بجدارة.. استطاع الوزير أن يخفف الكثافة داخل الفصول الدراسية وعودة التلاميذ إلى المدرسة من خلال عودة أعمال السنة والتقويم.
معالى الوزير، تحية لكم على جهدكم الموفور فى إلغاء بعض المواد الدراسية والإبقاء واستحداث مواد جديدة لمسايرة العصر، لكن فى ظل الحاسوب الآلى والذكاء الاصطناعى أبناؤنا لا يجيدون القراءة ولا الكتابة.. اعلم جيداً انكم مجدّون فى مادة القرائية، ولكن للأسف توقيتها غير مناسب لوجودها وسط الزحام الشديد للمواد الأساسية فى حين أن وقتها الاجازة الصيفية.
حصة الخط العربى هى موجودة فى جدول الحصص مع مدرس اللغة العربية، لكنه لا يؤديها وربما يستغل زمنها فى فرعى النحو والنصوص، لماذا لا تتعاقد الوزارة مع خريجى مدارس تحسين الخطوط لتدريس هذا الفرع.. حصة الإملاء أصبحت نادرة.. أين أولادنا من قواعد الإملاء؟، نحن بحاجة إلى جيل من الخطاطين أمثال محمود الشحات ومحمد حسنى والسلطان عبدالحميد الثانى ومحمود وسيد إبراهيم وخضير البورسعيدى وغيرهم.
التقدير لمعالى الوزير لاهتمامه بمادة التربية الدينية وجعلها مادة رسوب من 70 ٪ مادة نجاح ورسوب، لكننى أتمنى أن يعمل على تدريسها مشايخ ووعاظ الأوقاف والأزهر الشريف، لأن مدرس العربى لا يهتم بالدين.
مواد الرسم والتربية الرياضية والموسيقى والتربية الزراعية والمجال الصناعى والاقتصاد المنزلى أصبحت ربما فى الجدول، لكن أولادنا لا يعرفون عنها شيئاً.. كيف نكتشف مواهب وقدرات وتفجير طاقات التلاميذ من خلال هذه الأنشطة؟، للأسف هذه العلوم أو بعضها لها مدرسون وموجهون وحصص فى الجدول، ولكنها غير موجودة على أرض الواقع.
أخيراً، التعليم الفنى الخاص فى الصدارة.. أما فى مدارس الحكومة.. توجد بالمدارس ورش بها قطع غيار حقيقية؟، نريد مصانع بها مدارس فنية، لا مدارس بلا ورش.. أتمنى صنايع السيارات تكون داخل مصنع السيارات، وكذلك القطارات والمعدات الخفيفة والثقيلة، وكذلك المدارس الزراعية داخل المزارع والحقول ومدارس السياحة تكون داخل الفنادق والتجارة داخل الشركات، وهكذا إلخ.
أتمنى أنا وغيرى تعليماً حقيقياً لتصبح مصر فى الصدارة، وإن شاء الله تكون كذلك.. «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».









