تجرَّد شاب “مُدمِن” من مشاعر الرحمة والإنسانية، وقام في لحظة تهوُّر شيطانية بالتخلص من شقيقته بعدة طعنات بسكين المطبخ بلا ذنب. وعندما حاولت الأم الدفاع عن “فلذة كبدها”، انهال عليها هي الأخرى بالطعنات بلا رحمة لتوسلاتها وصرخات استغاثتها، لتسقط مُصابة بجوار جثة ابنتها وسط بركة من الدماء في مشهد بشع. والسبب هلاوس وتخيلات “الكيف المُدَمِّر”. تم القبض على المتهم، وأُخطِر اللواء طارق راشد، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، وتولت النيابة التحقيق.
ناقوس الخطر
الحادث المؤسف يدق “ناقوس الخطر” لما وصل إليه حال الكثير من الأبناء بتهوّرهم وانحرافهم في غفلة من الأهل، لتكون النهاية كوارث أسرية مُدمِّرة. كما حدث في تلك المأساة التي وقعت بإحدى شقق الحي الراقي بمنطقة النزهة بشرق العاصمة، نتيجة حياة الاستهتار لشاب انساق وراء نزواته مع رفاق السوء، فأصبح أسيرًا “لمخدر الآيس” الذي أفقده توازنه، ليعيش حياته بدون وعي “كالمساطيل” ومصدر خطر لأقرب الناس إليه في وقت لا ينفع فيه الندم وبعد فوات الأوان.
تفاصيل المأساة
الجريمة المروّعة التي هزّت أرجاء الحي الهادئ تم الكشف عنها عندما فزِع أهالي أحد العقارات على صرخات مُدوِّية من مسكن جارتهم، ليُسرعوا إليها وتكون المفاجأة والصدمة التي نزلت عليهم كالصاعقة وزلزلت أرجاء المكان؛ بعثورهم عليها وعلى ابنتها وسط بركة من الدماء، والابن في حالة هياج وبيده “سكين المطبخ” مُلطَّخًا بالدماء. ولم يكن أمامهم سوى إبلاغ شرطة النجدة بالحادث قبل فرار المتهم هربًا.
رجال المباحث
على الفور، انتقل رجال مباحث النزهة إلى مكان البلاغ بقيادة اللواء علاء بشندي، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، ونائبه اللواء علي نور الدين، للفحص والمعاينة وكشف ملابسات الجريمة وسيناريو تنفيذها. وعُثر على جثة الفتاة مُلقاة على الأرض وبها عدة طعنات، فيما كانت والدتها بجوارها مُصابة، ليتم نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرُّف النيابة التي قررت التشريح بمعرفة الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن، ونقل الأم في حالة سيئة للعلاج وإنقاذ حياتها.
ضبط المتهم
تم القبض على المتهم بتمزيق أسرته بالطعنات وهو في حالة توتر شديد. وتبيَّن بعد استجوابه وسماع أقوال الجيران أنه مُدمِن “لمخدر الآيس” منذ فترة. وفشل الأهل في إصلاحه رغم محاولتهم علاجه كثيرًا، إلا أنه كان يعود دومًا إلى تعاطي السموم التي أدت لمعاناته من الهلاوس المستمرة وشكوكه وتخيلاته عن وجود شاب غريب داخل شقة أسرته.
آخرة الإدمان
وقت الحادث، انتابت المتهم حالة هياج بسبب تلك التصورات التي تحدث له بسبب “الكيف اللعين” واعتقاده بوجود شخص مع شقيقته بالمسكن، ليُسرع بالاعتداء عليها بالطعنات بلا رحمة أو تفاهم، وتفشل والدته في تهدئته، وينهار عليها بجبروته بالضرب هي الأخرى أثناء تصديها لحماية الابنة، ويسقطا سويًا غارقين في الدماء. حُرِّر محضر بالواقعة، وأُحيل المتهم للنيابة التي قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات.









