تمرَّدت “ربة منزل” على حياتها الزوجية، وانساقَت وراء نزواتها، فوقعت في شباك وغرام شاب “معدوم الضمير”. أغواها بكلامه المعسول فتركت بيتها ولبَّت نداء الشيطان بالهرب إليه بأطفالها الثلاثة، ضحايا المأساة. استأجر لها من لا تعرف الرحمة إلى قلبه طريقًا مسكنًا بمنطقة الهرم، من أجل إشباع رغباته “الدنيئة” مع من تناست حق صغارها.
بعد أيام معدودة من حياة “اللهو” ضاق منها “الدنجوان” وأنهى حياتها بعصير مسموم، وبعدها تخلص من صغارها الأبرياء بوحشية وبلا رحمة، خوفًا من افتضاح أمره. ولأن عدالة السماء كانت له بالمرصاد، فقد انكشف أمره سريعًا وتم ضبطه بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وسرعة تحركها، ليعترف أمامهم بكل شيء ويدفع ثمن إجرامه وجبروته.
تفاصيل الجريمة
القصة المأساوية نرويها لتكون درسًا وعبرة لكل من تسول له نفسه حياة الاستهتار والبعد عن الاستقامة بهذا الشكل الدرامي الحزين. وقد تم الكشف عنها كما دارت أحداثها المثيرة ببلاغ لقسم شرطة الأهرام بالجيزة من الأهالي بالعثور على جثة طفل (سن 13) وأخرى (سن 11) في حالة إعياء، ولفظت أنفاسها الأخيرة خلال ساعات، وذلك بعد أن ألقى بهما أحد الأشخاص من “توك توك” بمدخل عقار بمنطقة فيصل وفر هاربًا. الأمر الذي أدى إلى انتشار الواقعة بين أهالي الحي، وهم في حالة فزع، ليتم تداولها على وسائل “التواصل الاجتماعي” في محاولة لحل اللغز وكشف حقيقة العثور على الطفلين الشقيقين بعد التعرف عليهما سريعًا. وتبيَّن أنهما وشقيقهما الثالث كانوا بصحبة والدتهما الهاربة من زوجها منذ حوالي ثلاثة أسابيع بعد خلاف معه.

فريق البحث
بإجراء التحريات وجمع المعلومات، تمكَّن فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وبقيادة اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة للمباحث، خلال ساعات، من تحديد وضبط المُتورِّط في ارتكاب الجريمة. (مالك محل لبيع الأدوية البيطرية، مُقيم بالجيزة). وبمواجهته، اعترف بوجود علاقة سابقة بينه وبين والدة الطفلين وإقامتها وصغارها الثلاثة برفقته بشقة مستأجرة كائنة بدائرة القسم، واكتشافه خلال تلك الفترة سوء سلوكها، فقرَّر إنهاء حياتها. ومنذ حوالي أسبوع، قام بوضع “مادة سامة حصل عليها من المحل المملوك له” بكوب عصير وقدَّمه لها. وحال شعورها بحالة إعياء، قام بنقلها لإحدى المستشفيات وتوفيت، وادَّعى كونها زوجته وقام بتسجيل بياناته باسم مستعار وتركها وهرب خوفًا من المسؤولية.
اعترافات شيطانية
أضاف المتهم في اعترافاته ببرود أعصاب أنه قرَّر في لحظة شيطانية التخلص من أطفالها الثلاثة أيضًا، لعدم إرشادهم عنه، ولئلا يكون هناك دليل ضده كما توهَّم وزيَّن له شيطانه. حيث قام باصطحابهم بحجة التنزه، ووضع نفس “المادة السامة” داخل عصائر وقدَّمها لهم، إلا أن صغيرهم (سن 6) رفض تناولها، وهو يرتعش رعبًا وخوفًا، فقام بإلقائه بالمجرى المائي بإحدى الترع بدائرة القسم، ليُنهي حياته بكل قسوة ودون أن تهتز مشاعره. وعاد لمسكنه برفقة الطفلين وهما في حالة إعياء شديد وانهيار تام، وقام بالاستعانة بأحد العاملين لديه بالمحل وقائد “توك توك” (حسني النية)، بنقلهما لمكان العثور عليهما، في محاولة إخفاء آثار جريمته. وقد عثرت القوات على الجثة الثالثة وتم انتشالها من مكان إلقائها.
حبس المتهم
أخطر اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بالواقعة، وأُحيل المتهم للنيابة التي قررت، بعد سماع أقواله وسيناريو جرائمه وطريقة تنفيذها، حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد، لحين إحالته لمحكمة الجنايات، لينال عقابه الرادع في جريمة انتفض لها المجتمع فزعًا ورعبًا.
أسرة الضحايا
من جانب آخر، نفى زوج المجني عليها ووالد الأطفال الثلاثة ضحايا الجريمة، في أول ظهور له عبر فيديو على وسائل “التواصل الاجتماعي”، جميع الاتهامات التي طالت زوجته وشككت في سلوكها. وقال إنها كانت طوال فترة ارتباطه بها، والتي تصل إلى حوالي 14 عاماً، مثالاً للزوجة الملتزمة في كل شيء، ولم يشك لحظة في انحرافها كما ادعى المتهم وردد، في محاولة منه للإساءة إليها وتشويه صورتها.
مؤكداً أن خلافاته معها كانت عادية كما يحدث في كل بيت، وأنه يعيش في صدمة وكأن ما حدث كابوس مرعب، فهو لا يعرف النوم أو الراحة منذ الحادث، ويعيش في حسرة وأحزان، وتنساب دموعه دوماً على “فلذات كبده” ملائكة الرحمة والجنة الذين لا يفارقون خياله ويعشقهم بجنون.
وأشار إلى أنهم رحلوا غدراً وبلا ذنب على يد من لا تعرف الرحمة لقلبه طريقاً. وطالب، ومعه جميع الأهل، الجميع بعدم الخوض في سمعة زوجته الراحلة وأولاده، والوقوف معه لحين الحصول على القصاص العادل والعاجل من القاتل، حتى تبرد نارهم.









