احتفلت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، مساء الإثنين، باليوبيل الماسي لتأسيسها، بمناسبة مرور خمسة وسبعين عامًا على انطلاق عملها الوطني والإنساني. أقيم الاحتفال بقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية بمقرها في التحرير، وسط حضور رفيع المستوى من الوزراء والمحافظين والقيادات الدينية والفكرية والإعلامية.
تقدير رئاسي ودور وطني
في كلمته خلال الاحتفال، أعرب الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، عن خالص تقديره لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على دعمه المتواصل لجهود التنمية، مُشيدًا بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة التضامن الاجتماعي في دعم مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز قيم العدالة والمواطنة.
وأكد الدكتور زكي أن الهيئة ارتبطت منذ نشأتها بالجانب الوطني، مشددًا على أن المواطنة ليست مجرد مصطلح سياسي، بل هي مساحة آمنة للجميع تحت مظلة الدستور والقانون. وأضاف أن الهيئة تسعى دائمًا إلى شراكة فعالة مع مؤسسات الدولة في جميع المبادرات التنموية من أجل تحقيق تنمية مستدامة.
وأشار رئيس الهيئة إلى مشاركة الهيئة في مبادرات الدبلوماسية الشعبية، إلى جانب مشاركتها الفاعلة في مشروعات وزارة التضامن الاجتماعي والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي. وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع الشراكات وتعزيز منظومة الشفافية والقياس، مُعلنًا انطلاق فصل جديد من العمل التنموي بمناسبة اليوبيل الماسي للهيئة.
إشادة بالريادة التاريخية
من جانبها، أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تُعد واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدني في مصر، مُشيدة بدورها التاريخي والوطني في دعم التنمية وخدمة الإنسان دون تمييز.
وأعربت الوزيرة عن اعتزازها بأن تكون نائبتها المهندسة مارجريت صاروفيم إحدى أبرز كوادر الهيئة، مُشيرة إلى أن الكنيسة الإنجيلية كان لها الفضل في إنشاء أول مدرسة للبنات في مصر، كما كان لها دور كبير في محو الأمية وتأسيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو ما مهّد الطريق لإنشاء الهيئة القبطية الإنجيلية لتكمل مسيرة التعليم والتنمية.
وأضافت الوزيرة أن الهيئة قدمت نموذجًا فريدًا وشاملًا في خدمة الإنسان، حيث تعمل اليوم في أكثر من عشر محافظات وتخدم جميع المواطنين كشركاء في الوطن، ورسخت ثقافة خدمة المجتمع كجزء أصيل من سياستها. وأكدت أن الهيئة أولت اهتمامًا خاصًا بالطفولة، وقدمت برامج متميزة في التنمية الريفية ودمج الفئات المهمشة، واستثمرت في الإنسان بوصفه شريكًا فاعلًا في التنمية، مُعتمدة منهج التمكين لا الرعاية.
وأوضحت أن الهيئة استلهمت قيم المحبة والتسامح والتراحم من الأديان السماوية وطبقتها على أرض الواقع من خلال مشروعاتها التنموية، مُؤكدة أن التعاون بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني هو أساس بناء مصر الجديدة التي يقودها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
قيم الهيئة خطوط عمل توجيهية
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة ميرفت أخنوخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة القبطية الإنجيلية، أن الاحتفال باليوبيل الماسي هو تتويج لمسيرة ممتدة من الإيمان بالإنسان وخدمة المجتمع بروح المواطنة والعدالة، مُشيرة إلى أن قيم الهيئة ليست شعارات، بل خطوط عمل توجيهية لكل برنامج ومبادرة.
وقالت: “تعلمنا من الهيئة أن حب الوطن رسالة سامية، وأن العمل بروح الفريق هو سر الاستمرار، وأن الإبداع في مواجهة التحديات هو ما يضمن بقاء الرسالة وتعزيز أثرها”.
وأضافت أن مستقبل الهيئة يرتكز على مبادئ السلام، والعيش المشترك، وقبول الآخر، والعدالة، والمساواة، والاستدامة، مُؤكدة التزام الهيئة بمواصلة العمل بروح الابتكار والإيمان العميق برسالتها الإنسانية.
أبرز الحضور
وشهد الاحتفال حضورًا رفيع المستوى، تقدمهم السفير الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومي للمرأة، والسفيرة نبيلة مكرم، رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والمهندسة مارجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب عدد من المحافظين والوزراء الحاليين والسابقين.















